مواقف من حياة الرسول الاجتماعية
مواقف من حياة الرسول الاجتماعية
كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يتمتع بكفاءة اجتماعية قيادية عظيمة؛ فهو صاحبٌ ودودٌ لأصحابه، ومحبٌ لأهله، جوادٌ مضياف بطبعه، بشوشٌ لمن يقابله، رحيم بالضعفاء، يُقبِل على الناس بروحه الطيبة ملتفتاً عليهم بكامل همّته، يجيد فنّ الحوار، ينصت لمن حدّثه ويبدي اهتماماً كبيراً لحديثه، ويجيب سائله، يحبّهُ من رآه، ويقتنع بحديثه من سمع منه، صاحب الخلق العظيم كما وصفه الله -تعالى-.
مواقفه مع أهله
- علاقات الموّدة تكشف عنها الأيام الصعاب والمحن
فهذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يجد سوى زوجته خديجة -رضي الله عنها-؛ مأوى لقلبه المرتعش من نزول الوحي، فيتجه إليها قائلاً: "دثروني، زملّوني"، وتمضي الأيام وتنتقل زوجته إلى الحياة الأخرى، فيكون لها ذكرى قوية في قلبه؛ ويَعدها ببيت من قصب في الجنّة، ويكرم صواحبها كماشطتها "أم زفر"، كما يُكرم أختها "هالة"؛ لأنهنّ من طيب ذكراها.
- مداعبته ومزاحه
وها هو يُسابق زوجته عائشة -رضي الله عنها-؛ لكونها فتاة في مقتبل العمر فتسبقه، وتمرُّ الأيام فيسابقها مرة أخرى فيسبقها، فيقول لها "هذه بتلك السبقة"، كما دعاها لمشاهدة الأحباش، وهم يلعبون وكان لها ستراً.
- استشارته لبعض زوجاته
كما كان يستشير بعض زوجاته في الأمور المفصلية الهامّة؛ ففي صلح الحديبية أشارت عليه أم سلمة، بأن ينحر ويحلق فيقوم الصحابة بنفس الفعل، وهكذا كان.
مواقفه مع أصحابه
- تفقده لهم
كان -عليه الصلاة والسلام- يتفّقد أصحابه؛ إذا غاب أحدهم عن ناظريه، ففي إحدى الروايات أنه سأل عن فلان فقيل له إن ابنه مات، فجاءه عليه -الصلاة والسلام- فعزّاه بابنه؛ ثم واساه وبشره بأنّ ابنه سوف يسبقه، ويفتح له أبواب الجنّة، فَلانَ قلْب الرجلِ، وعاد إلى مجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- عيادة المريض منهم
كان -صلى الله عليه وسلّم- يعود المريض؛ فقد عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقاص في مرضه؛ الذي أشرف به على الموت في حجّة الوداع .
- اتباع الجنائز
كن النبي يشهد الجنازة ويصلي على الميّت؛ فقد ورد أنّه صلى على أصحمة النجاشي فكّبر أربعاً، وقد روي أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- سأل عن امرأةٍ سوداءٍ، كانت تكنس المسجد فغابت؛ فقالوا إنها ماتت، فقال: "أفلا كنتم أذنتموني"، وطلب منهم أن يدلوه على قبرها فقام فصلى عليها.
- إجابة الدعوة
وكان -عليه الصلاة والسلام- يجيب الدَّعوة إذا قام أحد بدعوته، ويمشي مع الأرملة والمسكين ومع الضَّعيف؛ فيُلبّي احتياجاتهم، ولا ينقص عليهم شيئاً، وكان يسمع مديح الشِّعر.
- مزاحه
كان -عليه الصلاة والسلام- يقوم ب ممازحة أصحابه ويبتسم لهم، ومن صور مزاحه مع أصحابه؛ أنّه رأى صهيباً، وهو يأكل تمراً، وبعينه رمد، فقال: "أتأكل التمر وبك رمد؟"، فقال صهيب: إنما آكل على شقي الصحيح ليس به رمد؛ فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ثقة الشعب بالقائد
كان -عليه الصلاة والسلام- يتقرب من مجتمع المدينة بالمحبّ والودّ؛ مما سمح لأفراد هذا المجتمع بالشعور بالأمن، والثقة والارتياح، إلى القائد النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ يشكون له بعض معاناتهم، فيسمع لهم ويجيبهم.
فهذه المرأة المصابة بمرض الصرع، جاءت رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- تشكو إليه مرضها؛ فخيّرها الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بين الدعاء بالعافية وبين الجنّة، فاختارت الجنّة؛ وطلبت أن يدعو لها الرسول بأن لا تتكشف أمام الناس.