من هم الحور العين
التعريف بالحور العين
الحور العين هنّ النساء اللواتي خلقهنّ الله -سبحانه وتعالى- في الجنّة من أجل المؤمنين، وهنّ نساءٌ فائقات الحسن والجمال، ولا يمكن وصف جمالهن؛ فجمالهن كما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر، وقد خلقهن الله -تبارك وتعالى- وخبأهن خصيصاً لعباده المؤمنين، ليكون الزواج منهن في الجنة ثواباً لهم على أعمالهم الصالحة.
صفات الحور العين
وصف الله -تبارك وتعالى- الحور العين في كتابه الكريم بصفات عدة في أكثر من موضع، وكان ذلك من باب تحفيز المؤمن على القيام بالمزيد من الأعمال الصالحة لنيل الزواج من الحور العين، ونورد صفات الحور العين على النحو الآتي:
- الحور:
وهي الصفة المميّزة للحور العين حتّى سمين بها، والحور هو شدّة سواد العين مع شدّة بياضها، وهي من صفات الجمال في المرأة؛ حيث إنّ تقابل الأضداد في اللونين الأبيض والأسود يظهر جمالهما ويبرز العين أكثر: ضدّان لما استجمعا حسناً.. والضدّ يُظهر حسنه الضد.
- قاصرات الطرف:
أي أنّها لا تنظر إلى أحدٍ سوى زوجها، ولا يعجبها من الرّجال سواه، وهذا من تمام النعمة على الرجل صاحب الحوريّة؛ حيث إنّها تحبه وتكتفي به، وفي صحيح مسلم ورد الحديث الآتي: (ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ، فَتَدْخُلُ عليه زَوْجَتاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ، فَتَقُولانِ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْياكَ لَنا، وأَحْيانا لَكَ)، فالحور ليست جميلة فقط؛ بل تحبّ زوجها وتسعد عند رؤيته.
- لم يطمثهنّ إنسٌ قبلهم ولا جان:
ويعني ذلك أن الحور العين جميعهن أبكاراً ولم يتزوّجن من قبل، ليكون الرجل المؤمن في الجنة زوجها الأول والوحيد؛ قال تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ).
- بيضاء صافية البشرة:
تتصف الحور العين ببياض بشرتهنَّ؛ حتى شبههنّ الله تعالى من شدّة بياضهن بالياقوت والمرجان، وفي آية أخرى وصفهنَّ باللؤلؤ، وذُكِر في بعض الأحاديث أنّ الحورية يُرى مخ ساقها من شدة البياض.
- صاحبات أخلاق حميدة:
يقول الله تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ)، وهذا كي يتشابه الظاهر مع الباطن؛ إذ لا يكفي الجمال عندما تختفي الأخلاق، والحور العين متصفات بجمال الخارج كما أشرنا سابقاً بالإضافة إلى جمال دواخلهنَّ وأخلاقهنَّ الحميدة.
- مقصورات في الخيام:
أي أنهنٍّ مستوراتٌ لا يراهم سوى أزواجهنَّ، لتكون الحورية خالصةً لزوجها فقط، حتّى لا يصيب المؤمن حزنٌ بسبب الغيرة على زوجاته في الجنّة؛ فهذه دار سعادة لا يوجد فيها أحقاد وضغائن كما وصفها الله تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ).
- الجمال الأخاذ:
تتصف الحورية برائحتها الجميلة؛ لدرجة أنّ حورية واحدة كافية أن تعطّر الأرض بما فيها إذا نزلت إلى الأرض، كما أن جمالها يضيء مثل القمر والشمس؛ حيث جاء في الحديث الشريف: (ولو أنَّ امْرَأَةً مِن نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلى الأرْضِ لَأَضَاءَتْ ما بيْنَهُمَا، ولَمَلَأَتْ ما بيْنَهُما رِيحًا، ولَنَصِيفُهَا -يَعْنِي الخِمَارَ- خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فِيهَا)
عدد الحور العين
قد يتساءل البعض عن عدد الحور العين لكل رجل مؤمن في الجنة؛ وقد جاء حديث في صحيح البخاري يبين أن لكل رجل مؤمن زوجتان من الحور العين على الأقل: (أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ولِكُلِّ واحِدٍ منهمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِما مِن ورَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، لا اخْتِلَافَ بيْنَهُمْ ولَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ واحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا).
وقد يزداد هذا العدد كما هو في حال الشهيد؛ حيث إنه يزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين كما جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن للشهيد ست خصال منها: (..ويُزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ، ويُشفَّعُ في سبعينَ منْ أقاربِهِ).