من هم الأنبياء والرسل
من هم الأنبياء والرسل
تعددت آراء العُلماء في التفريق بين النبيّ والرسول ، وبيانُ ذلك كما يأتي:
- النبيّ في اللُغة: مُشتقٌ من النبأ، وهو الخبر الذي له فائدةٌ عظيمة، لقوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)، وسُمّي النبيّ بالنبيّ؛ لأنه مُخبر عن الله -تعالى-، ويُخْبِرُ عن الله فهو مُخبَر ومُخبِر، وذهب بعض أهل اللُغة إلى أن كلمة النبيّ مُشتقةٌ من النباوة: وهو الشيء المُرتفع، فالنبيّ له رفعةٌ عن سائر الناس، وأمّا تعريف النبيّ في الاصطلاح فهو من أوحى الله -تعالى- إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
- الرسول في اللُغة: مُشتقٌ من الإرسال وهو التوجيه، فقد قال الله -تعالى- عن ملكة سبأ: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)، وأمّا في الاصطلاح: فهو من أوحى الله -تعالى- إليه وأرسله إلى المُخالفين لأوامر الله -تعالى- وتبيلغهم رسالة الله -تعالى-، فالرسول يكون للمؤمنين وللكافرين ليبلغهم رسالة الله -تعالى- ويدعوهم إلى العبادة.
وذهب بعض العُلماء: إلى أنه لا فرق بين النبيّ والرسول، وإنما جُمع بين اللفظين؛ لأن الأنبياء تخص البشر، والرُسل تعم الملائكة والبشر، وقيل: أن الرسول هو صاحب الوحي بواسطة الملك، والنبيّ هو الذي تكون نُبوته بواسطة الإلهام أو المنام.
خصائص الأنبياء والرُسل
توجد العديد من الخصائص والميزات التي اشترك بها جميع الأنبياء والرُسل، وهي كما يأتي:
- دينهم واحد، ومُنطلق رسالتهم واحد، وهو الدعوة إلى الله -تعالى- وتوحيده، لقوله -تعالى-: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، فدعوة الأنبياء جميعهم تعبيد الناس لربهم، والقيام بحقوقه.
- القيام بالدعوة من غير أجرٍ ماديّ مُقابلٍ على ذلك، بل يبتغون الأجر من الله -تعالى- وحده، لقوله -تعالى- على لسان أحد أنبيائه: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ).
- اتصافهم بالحزم والعزم، ورجاحة العقل والرأي.
- الرؤيا في حقهم تكون من باب الوحي، وليس من باب الأحلام.
حُكم الإيمان بالأنبياء والرُسل
يُعد الإيمان بالأنبياء والرُسل من أركان الإيمان ، ولا يكون الإيمان مُقتصراً فقط على الرُسل، وقد دل على ذلك الكثير من نُصوص القُرآن والسُنة، فمن القُرآن قوله -تعالى-: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
والآية تفرض الإيمان بجميع الأنبياء والرُسل، وأن الكُفر بواحدٍ منهم مُخرجٌ من الملة، وأمّا من السُنة، فقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- لجبريل -عليه السلام- عندما سأله عن الإيمان، فقال: (قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ).
وكلمة الرُسل في الحديث تشمل الأنبياء والرُسل، وليس المقصود منها الاقتصار على الرُسل فقط، وإنما المقصود منها التغليب لجانب الرُسل؛ لأنهم الأشهر والأظهر.