ظهور بقع حمراء على الجلد عند الأطفال
ظهور بقع حمراء على الجلد عند الأطفال
تتمثل البُقع الحمراء أو الطفح الجلديّ (بالإنجليزية: Rash) عند الأطفال بحدوث تغيّرات ملحوظة في ملمس أو مظهر الجلد كحدوث انتفاخ، أو تقشّر، أو حكّة ، أو تهيّج في الجلد، وتُعتبر البقع الحمراء من الاضطرابات البسيطة والشائعة لدى الأطفال، وقد تكون مصاحبة لمشاكل صحية أخرى، ويشار إلى أنّ معظم الحالات لا تستدعي القلق وتزول من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج، وفي حال الشعور بالقلق حيالها أو مصاحبتها لعلامات أخرى تدلّ على مشكلة صحيّة لدى الطفل فتجدر مراجعة الطبيب لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب للحالة، وفي سياق الحديث نذكر أنّ الجلد يُعدّ الحاجز الفاصل بين الجزء الداخليّ من الجسم والبيئة المحيطة به، ويعد ظهور الطفح الجلدي أو البقع الحمراء عليه دليلًا على وجود ما يؤثر في الجلد.
أسباب ظهور البقع الحمراء على الجلد عند الأطفال
توجد العديد من الأسباب المختلفة لظهور البقع الحمراء أو الطفح على جلد الطفل، ومنها ما يأتي:
- الطفح الفيروسيّ: (بالإنجليزية: Viral Rash) يُعدّ الطفح الناجم عن العدوى الفيروسية أحد أكثر أنواع الطفح الجلديّ شيوعًا، وفي الغالب يكوّن الجسم مناعة ضدّ هذا النوع من العدوى بعد الإصابة به ممّا يساهم في الوقاية من تكرار الإصابة وحدوث ذات الطفح مجددًا، ويتميز الطفح الفيروسي بظهوره على شكل بقع ورديّة صغيرة على الجلد غالبًا ما تكون على الظهر، والبطن، وعلى جانبي الصدر، وقد يكون مصحوبًا بأعراض تشبه أعراض الزكام أو نزلة البرد، إضافةً إلى المعاناة من الإسهال، والحمّى، ويشار إلى ارتفاع فرصة الإصابة به في الصيف، ويستمرّ عادةً بين 2-3 أيّام، وفيما يأتي بيان لبعض أنواع الطفح الجلدي الناجم عن العدوى الفيروسيّة:
- جدريّ الماء: أو ما يسمى بالحُمَاقُ (بالإنجليزية: Chickenpox)؛ وهو أحد أنواع العدوى الفيروسيّة الشائعة التي تصيب معظم الأطفال في إحدى المراحل خصوصًا قبل العاشرة من العُمُر، ويصاحب هذا النوع من العدوى ظهور بقع مسبّبة للحكّة والتي تتحول لبثور ممتلئة بالسوائل، وغالبًا ما تتقشر وتتحول إلى تبقعات جلديّة تزول خلال فترة قصيرة من الزمن، وتنتشر البثور على مناطق عدّة من الجسم خاصةً الوجه، وفروة الرأس، والأذنين، والصدر، والإبط، والبطن، والساقين، والذراعين، وقد تنتشر على كامل الجسم، كما قد تقتصر إصابة البعض على ظهور القليل من البثور فقط.
- مرض اليد والقدم والفم: (بالإنجليزية: Hand-foot-and-mouth disease) أحد أنواع العدوى الفيروسيّة البسيطة والمعدية والشائعة لدى الأطفال الصغار، وغالبًا ما تكون الإصابة ناجمة عن العدوى بفيروس كوكساكي (بالإنجليزية: Coxsackievirus)، ومن الأعراض المصاحبة للعدوى ظهور تقرحات حول فم الطفل المصاب، إضافةً إلى الطفح الجلديّ على اليدين والقدمين.
- مرض الحصبة: (بالإنجليزية: Measles) أو الحصبة الألمانيّة (بالإنجليزية: Rubeola) من أنواع العدوى الفيروسيّة التي تصيب الأطفال، وتظهر أعراض الإصابة عادةً بعد ما يقارب 10-14 يوم من التعرّض للفيروس، وتتمثل بشكلٍ عام بظهور ما يُعرَف ببقع كوبليك (بالإنجليزية: Koplik's spots) وهي عبارة عن بقع أو آفات جلديّة بيضاء اللون ذات مركز أبيض مزرق تظهر على خلفية حمراء داخل الفم على بطانة الخدين، بالإضافة إلى طفح جلديّ ذات بقع كبيرة ومسطّحة تتداخل في ما بينها، وقد يُعاني الطفل أيضًا من الحمّى، والسعال الجاف، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والتهاب ملتحمة العين.
- المليساء المعدية: (بالإنجليزية: Molluscum contagiosum) أو المليساء الظهارية أو ما يُعرف بداء اللؤلؤ، وهو أحد أنواع العدوى الفيروسيّة التي تصيب الأطفال بين سنّ 1-5 سنوات بشكلٍ شائع، والتي تنتقل عند مخالطة الطفل لأحد الأطفال الآخرين المصابين بالعدوى، ويتميّز بظهور مجموعات من البقع الحمراء الصغيرة، والصلبة، والمرتفعة عن سطح الجلد.
- المرض الخامس: (بالإنجليزية: Fifth disease) أو الحمامى العدوائيّة، ويعرف أيضا بمتلازمة الخد المصفوع (بالإنجليزية: Slapped cheek syndrome)، أو فيروس البارفو ب 19 (بالإنجليزية: Parvovirus B19) ويتسبّب بظهور طفح جلديّ مميّز بلون أحمر فاتح على كلا الخدين، وتزول هذه الأعراض في الغالب خلال مدّة تتراوح بين 1-3 أسابيع دون الحاجة للعلاج، وتشيع الإصابة بهذا النوع من العدوى لدى الأطفال بين سنّ 6-10 من العُمُر.
- العدوى الفيروسيّة المجهولة: في بعض الحالات قد لا يُعرَف نوع الفيروس المسبب للطفح الجلديّ لدى الأطفال.
- الحمّى القرمزيّة: (بالإنجليزية: Scarlet Fever) أحد أنواع الطفح الجلديّ الناجم عن العدوى بالبكتيريا العقديّة (بالإنجليزية: Strep bacteria)، والمصحوبة بطفح جلديّ أحمر مرقّط على كامل الجسم، ويبدأ هذا النوع من العدوى في العادة في منطقة الصدر العليا ثمّ ينتقل إلى المنطقة السفلى والبطن، ولا يُعدّ أخطر من التهاب الحلق العقديّ (بالإنجليزية: Strep throat) غير المصحوب بالطفح الجلديّ.
- الطفح الدوائيّ: تعد فرصة ظهور الطفح الدوائيّ (بالإنجليزية: Drug Rash) أو الطفح الجلديّ الناتج عن تحسّس الجسم من الدواء بعد استخدام الطفل لبعض الأدوية ما يقارب 10% فقط، وفي الغالب يظهر الطفح خلال استخدام أحد المضادّات الحيويّة نتيجة عدوى فيروسيّة يعاني منها الطفل وليس نتيجة استخدام الدواء.
- الشرى: (بالإنجليزية: Hives) يشبه الطفح الجلديّ في هذه الحالة لدغات البعوض، ويتميّز بنتوءات ورديّة مرتفعة ذات مركز شاحب على الجلد، وغالبًا ما يكون ناجمًا عن عدوى فيروسيّة أو نتيجة ردّة فعل تحسسيّة في بعض الحالات، ويشار أنّ معظم حالات الطفح الجلديّ البارز المسبّب للحكّة تندرج تحت الإصابة بالشرى.
- طفح الحرارة: (بالإنجليزية: Heat Rash) ينتج طفح الحرارة عند التعرّض لدرجات حرارة مرتفعة، ويتميّز بطفح جلديّ ورديّ ناعم يظهر بشكلٍ رئيسيّ أعلى الظهر، والرقبة، والصدر.
- لدغات الحشرات: قد تسبّب العديد من لدغات الحشرات ظهور بقع صغيرة حمراء وبارزة على الجلد، وتتميّز الحشرات الطائرة بتسبّبها بظهور العديد من البقع في المناطق المكشوفة من الجسم في الغالب، بينما تظهر لدغات الحشرات غير الطائرة في مناطق محدّدة من الجلد بحسب مكان التعرّض.
- طفح حوض الاستحمام الساخن: (بالإنجليزية: Hot tub rash) يبدأ ظهور هذا النوع من الطفح الجلديّ بعد التواجد في حوض استحمام ساخن بما يتراوح بين 12-48 ساعة، ويكون ناجمًا عن فرط نمو البكتيريا في الحوض، ويسبّب ظهور بقع حمراء بارزة ومؤلمة ومصحوبة بالحكّة في مناطق الجلد التي تغطيها بدلة الاستحمام المخصّصة لحوض الاستحمام الساخن.
- القوباء: أو الحصف (بالإنجليزية: Impetigo) أحد أنواع عدوى الجلد البكتيريّة الناجمة عن عدوى البكتيريا العقديّة أو البكتيريا العنقوديّة (بالإنجليزية: Staph bacteria).
- قروح البرد: (بالإنجليزية: Cold sores) أو بثور الحمّى (بالإنجليزية: Fever blisters) أحد أنواع البثور الصغيرة التي تظهر على شكل مجموعة حول الفم أو على الشفتين، والناجمة عن الإصابة بعدوى فيروس الحلأ البسيط أو الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes simplex virus).
- التهاب الجلد التماسيّ: (بالإنجليزية: Contact dermatitis) أحد أنواع الطفح الجلديّ الناجم عن تعرّض الجسم لمادّة تسبّب ردّة فعل تحسسيّة لدى البعض مثل بعض أنواع الغسولات، والأطعمة، والصابون، وغالبًا ما يقتصر على طفح بسيط يزول بعد توقّف الطفل من التعرّض للمادّة المسبّبة للحساسيّة .
علاج البقع الحمراء عند الأطفال
كما ذكر سابقًا فإنّ معظم حالات الطفح الجلديّ عند الأطفال تزول دون الحاجة للعلاج، ويمكن الاستعانة ببعض الوصفات المنزليّة للتخفيف من الحكّة والألم المصاحب للطفح في الغالب، ويُنصح بترك الطفح لوحده دون اتّخاذ أيّ إجراءات أطول مدّة ممكنة، أمّا في حال ظهور الطفح الجلدي بعد ملامسة الجلد لأحد العناصر التي قد تسبّب التهاب الجلد التماسيّ مثل اللبلاب السامّ (بالإنجليزية: Poison ivy) فيجدر غسل المنطقة المصابة بكميّة كبيرة من الماء، ومن النصائح الأخرى التي تساهم في التخفيف من الطفح الجلديّ أو البقع الحمراء على الجلد للأطفال ما يأتي:
- منع الطفل من حكّ المنطقة المصابة.
- استخدام الماء والصابون بشكل معتدل.
- تعريض المنطقة المصاب للهواء قدر الإمكان.
- تجنّب الاتصال المباشر بين الطفل المصاب والأطفال الآخرين أو المرأة الحامل، إذ تُعزى معظم حالات الطفح الجلديّ إلى العدوى الفيروسيّة القابلة للانتقال إلى الآخرين خصوصًا في حال مصاحبتها للحمّى.
التخفيف من الحكة
لا تستدعي الحكّة القلق بشكلٍ عام ولكن قد تكون مزعجة للطفل خاصةً في حال الإصابة بأحد الاضطرابات المسبّبة لحكّة شديدة مثل جدريّ الماء، والتهاب الجلد التماسيّ، والإكزيما (بالإنجليزية: Eczema)، كما يؤدي الخدش خلال الحكّ إلى ارتفاع خطر الإصابة بعدوى في المنطقة أو حتى زيادة شدّة الحكّة، وفيما يأتي بعض النصائح التي قد يقدّمها الطبيب للمساهمة في التخفيف من الحكّة:
- تطبيق الكمّادات الباردة على المنطقة المصابة لمدّة تتراوح بين 5-10 دقائق أو حتى زوال الحكّة، وذلك باستخدام قطعة ملابس مبلّلة أو كمّادات الثلج.
- تجنّب تعرّض الطفل للشمس لما للحرارة من دور في زيادة شدّة الحكّة، ويُنصح بالتواجد ضمن غرفة باردة بشكلٍ مناسب.
- ترطيب البشرة باستخدام أحد المرطبات الخالية من المعطّرات والإضافات الأخرى.
- المحافظة على نظافة وقِصر أظافر الطفل وإرشاده بضرورة تجنّب الحكّ.
- تغطية يدي الطفل بالجوارب لمنع قيامه بالحكّ.
- غسل ملابس الطفل بكميّة قليلة من الصابون عوضًا عن مطهّر الملابس، والحرص على غسل الملابس جيدًا لإزالة الصابون أو المطهّر.
- اختيار الملابس المصنوعة من القطن خلال فترة الإصابة، وتجنّب ارتداء الطفل للملابس المصنوعة من الصوف أو الأقمشة الصناعيّة.
أدوية الحكة غير الموصوفة
توجد مجموعة من الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية وتساهم في التخفيف من الحكّة المصاحبة للطفح، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة اتّباع التعليمات المرفقة مع الدواء، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- غسول الكالامين: (بالإنجليزية: Calamine lotion) ويُعد خيار علاجيّ لحالات الطفح الناجمة عن التهاب الجلد التماسيّ، كالذي ينجم عن اللبلاب السامّ أو البلوط السام.
- كريم الهايدروكورتيزون: (بالإنجليزية: Hydrocortisone cream) يستخدم لعلاج حالات الحكّة الشديدة، ويشار إلى أهمية استخدامه حتى زوال الحكّة، وفي سياق الحديث يجدر التنويه إلى ضرورة تجنّب استخدام الكريم في المنطقة الشرجيّة أو المهبل قبل سنّ 12 من العُمُر، وتجنّبها للأطفال قبل إتمام السنتين من العُمُر إلّا في حال كانت تعليمات الطبيب تنصّ بذلك.
- مضادات الهستامين الفمويّة: (بالإنجليزية: Oral antihistamine) يمكن اللجوء لمضادات الهستامين بعد استشارة الطبيب للتخفيف من الحكّة التي تؤثر في ممارسة الطفل لأنشطته الطبيعيّة مثل النوم أو الذهاب إلى المدرسة، ومنها دواء لوراتادين (بالإنجليزية: Loratadine) غير المسبّب للنعاس، ودواء ديفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine) المسبّب للنعاس.
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في حال البدء بالإجراءات المنزليّة لعلاج الطفح وحدوث أحد الحالات الآتية:
- ظهور أعراض جديدة على الطفل المصاب مثل الحمّى والشعور بالتعب والإعياء، أو زيادة شدّة أعراض العدوى الأخرى.
- تكرار ظهور الأعراض أو زيادة شدّتها.
- ظهور طفح جلديّ آخر يستمرّ لمدّة تزيد عن أسبوعين.