من هارون الرشيد
تعريف بهارون الرشيد
هارون الرشيد هو الخليفة العباسي الخامس في الترتيب من خلفاء الدولة العباسية، تولى الخلافة في يوم 14 من شهر ربيع الأول من عام 170ه الموافق لتاريخ 14 من شهر أيلول من عام 786م، بعد وفاة أخيه موسى الهادي،بعهد معقود من المهدي، واسمه الكامل هو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي، وأمه أم ولد اسمها خيزران، ولد هارون الرشيد في الري عام 148ه، وكان من أحشم الملوك، وأنبل الخلفاء، وذي علم وفصاحة، ونَظَر في الفقه والأدب، ومحب للمديح، وذي رأي وشجاعة.
نبذة عن حياة هارون الرشيد
كان عمر هارون الرشيد عندما تولى الخلافة 25 عاماً، وبلغت إيرادات الدولة العباسية في عهده نحو 70 مليون و150 ألف دينار، وقيل إنه كان يصلي في اليوم الواحد مئة ركعة، كما كان يتصدق من ماله كل يوم بألف درهم، ويبكي على ذنبه إذا وُعظ، وفُتحت في عهده مدينة هرقلة،واهتم بالصناعة، والزرعة، والعمران، ودامت ولايته مدة 23 سنة، وكانت له عدة زوجات هنّ: زبيدة ، والتي أنجبت له الأمين، ومراجل الفارسية التي أنجبت له المأمون، وماردة التركبة التي أنجبت له المعتصم.
تقلد البراكمة في عهده أعلى المراتب، ودام عزهم مدة 17 سنة، قبل أن يغضب هارون الرشيد عليهم ويمزّق شملهم، ويطاردهم حتى قضى عليهم، والسبب الرئيسي لنكبة البرامكة هو أن جعفر البرمكي أطلق سراح يحيى بن عبد الله العلوي الثائر دون معرفة الرشيد بذلك، فقتله الرشيد، واعتقل أباه يحيى، وأخوته موسى والفضل.
وفاة هارون الرشيد
رأى هارون الرشيد قبل موته كفّاً بها تربة حمراء في منامه، وسمع أحدهم يقول: إن هذه تربة أمير المؤمنين، ثم مرض أثناء مروره بعد ذلك بطوس في طريقه إلى خراسان، فدعا خادمه ليحضر له من تربة الأرض التي نزل فيها، فأتاه يحمل تربة حمراء في يده، عرف عند رؤيتها أنها اليد ذاتها التي رآها في المنام، فأمر بحفر قبره، وقراءة القرآن كاملاً فيه، ثم حُمِل إليه فلما رآه قال: "إلى هنا تصير يا ابن آدم"، وبكى، ثم توفّي بعد ثلاث ليال ودفن هناك،وذلك في يوم 3 من جمادى الآخرة من عام 193ه الموافق لتاريخ 24-3-809م، وتولى ابنه الأمين الخلافة بعده؛ ليكون بذلك الخليفة السادس من خلفاء الدولة العباسية.