من عجائب اللغة العربية
اللغة العربيّة
اللغة العربيّة هي من أقدم اللغات الموجودة في العالم، وهي لغة القرآن الكريم واللغة التي خاطب بها المَلَك جبريل الرسول عليه السلام، وتتميّز هذه اللغة ببحورها الواسعة ومعانيها ومفرداتها المختلفة، وتتمتّع أيضاً بقاموسٍ كبيرٍ من الكلمات التي يختلف معناها حسب الحركة الموجودة عليها، وبحسب معنى الجملة التي ذُكرت فيها.
وقد سمّيت هذه اللّغةُ بلغة الضّاد لأنّها اللغة الوحيدة التي يوجد فيها هذا الحرف وهي تسميّةٌ حديثةٌ نوعٌ ما عليها لأنّ العرب والمسلمين لم يعرفوا قديماً بأنّهم هم فقط من يستطيعون نُطق هذا الحرف بشكلٍ صحيح وهي لُغةٌ مكوّنةٌ من ثمانٍ وعشرينَ حرفاً.
عجائب الشّعر العربي
عُرف العَربُ منذ القدم بالشّعر فقد كان الهَجاء، والعتابُ، والحبُ، والحزنُ، والرثاء من أهم المشاعر التي كان الشّاعر العربي يُعبّر عنها في أشعاره، وقد تطوّر حتّى أنّ الحُكام كانوا يبعثون رسائلهم من الشّعر والكلام الموزون.
وبحور الشّعر كثيرةٌ وأصبحت تُدرّس كمادّة أساسيّةٍ في المناهج المدرسيّة وهي مقسمةٌ إلى ستةَ عشر بحراً مع التفاعيل الخاصة بها لسهولة حفظها، منها؛ البحر الطّويل، والمديد، والمتقارب، والهزج، والبسيط، والوافر، والرجز، والمُنسرح، والسّريع، والكامل، والمُضارع، وجُمعت كلّها في بيتين من الشّعر لأبي الطّاهر البيْضاوي:
طَوِيلٌ يَمُدُّ البَسْطَ بِالوَفْرِ كَامِلٌ
- فَسَرِّحْ خَفِيفًا ضَارِعاً يَقْتَضِبْ لَنَا.
وَيَهْزِجُ فِي رَجْزٍ وَيَرْمُلُ مُسْرِعَا
- منْ اجْتثَّ مِنْ قُرْبٍ لِنُدْرِكَ مَطْمَعَا.
ومن أشهر وأعجب الأبيات الشعريّة العربيّة القديمة أبياتٌ من الشّعر كُتبت بحيث يُمكن قراءتها أُفقياً ورأسياً دون اختلاف كلمةٍ فيها، وهي:
ألوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
عجائب المعاني والمفردات
ذكرنا سابقاً أنّ الكلمة في اللغة العربيّة يختلف معناها حسب الحَركة المشكّلةِ عليها، وهذا ما يدفع القارئ والدّارس للغةِ العربيّة أن يحبّها ويعشقها، فكلمةُ ذَهَبٌ يختلف معناها عن كلمةِ ذَهَبَ مع أنّها كُتبت بالأحرف نفسها ولكّن التّشكيل مُختلِف.
وهناك مفردات كثيرة في اللغة العربية لها أكثر من معنى منها ما هو معروف للعامة ومنها ما هو غير مستخدم وهذا قد يؤدي إلى اختلاف معنى الجملةِ كُلياً عما يعتقده القارئ، فمثلاً قد يستهجن القارئ بجواب الحكيم عن سؤال: هل يجوزُ قتلُ الرّقيب، فجاوبه: جائزٌ للبعيد والقريب! أمّا عند معرفة معنى الرّقيب ألا وهي الحيّةُ الخبيثة فيُصبح الأمر واضحاً.
ومن المعلومات الهامّة والطّريفة في اللغة العربيّةِ أنّ فيها كلمة لها مئةُ معنى، ألا وهي كلمةُ عجوز والتي لا يعرف الكثير منّا إلّا معنى الإنسانة الهَرِمة والكبيرة في السِن، ولكن معانيها مُختلفةٌ جداً بحسب ما تُذكرُ في الجّملة، ومن معانيها البقرة ، والأسد، والبحر، والبئر، والإبرة، والأيام العجوز عند العرب هي سبعةُ أيّامٍ تأتي في عَجُزِ الشّتاء أي في الفترة التي يشتدُّ فيها البرد ويُقارب على الانتهاء.