من صفات المنافقين
بعض صفات المنافقين
هو أحد الأخلاق السيّئة والعادات غير المحبّبة للإنسان، ويعني اصطلاحاً أنّ يظهر الإنسان خارجاً عكس ما يبطن في داخله، ويعتقد كثيرون أنّ هذا المفهوم مشتقٌ من النفق ذي الفتحتين أو المدخلين، وكذلك فاعله أو ما يعرف بالمنافق فهو صاحب وجهين، ويظهر الوجه الذي يناسب الموقف الذي يوضع فيه.
أمّا في الإسلام فالنفاق هو وجود الإيمان الظاهر بعكس ما يبطن الإنسان، ويعتبر النفاق خطيراً لأنّ الناس تأمن المنافق ولا تشكّ فيه، فيغدر بها في لحظةٍ مفاجئةٍ وغير متوقعة، ممّا يؤدّي إلى إلحاق الأذى بها.
ولمعرفة المنافق للحذر عند التعامل معه لا بد من توضيح بعض صفات المنافقين على النحو الآتي:
الكذب
يعد الكذب من صفات المنافين التي حذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ...)، وكان الكذب من أبغض الأخلاق إليه -صلى الله عليه وسلم-، وقد أخبر نبينا الكريم أن من استمر على عادة المذب يكتب عند الله كذابا، فيما أخرجه مسلم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا...).
وقد أخبر النبي الكريم عن عقوبة من ينشر الكذب بين الناس، وما يعذبه الله -عز وجل- به يوم القيامة.
قلة الطاعات والتثاقل عنها
ذكر أن من صفات المنافقين تخاذلهم وتقاعسهم، وتهاونهم في عمل الطاعات وقلتها منهم، ففي قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً)، فقد ذكر الله -عز وجل- أنهم يخادعونه، ونبيه -صلى الله عليه وسلم-، كما أنهم متثاقلون عن أداء ما فرض الله عليهم، ولا يذكرون الله إلا قليلًا وبعض المفسرين قالوا: بأنهم لا يذكرون الله إلا رياءً.
التذبذب بالعمل والقول
إن المنافق متردد، ويدخل في دائرة أهل الإيمان تارة ظاهرًا، ويدخل مع جماعته تارة أخرى ظاهرًا واطنًا، وقد شبه بالشاة العائرة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ العائِرَةِ بيْنَ الغَنَمَيْنِ؛ تَعِيرُ إلى هذِه مَرَّةً، وإلَى هذِه مَرَّةً)، وهذا دليل على أن غرضه ليس غرضًا إنسانياً، ومخالفاً لفطرة البشر التي جاء بها الإسلام.
الجبن والخوف
تعد هذه الصفة من أهم الأسباب التي جعلت المنافقين يخفون كفرهم ويظهرون الإسلام، لأنهم يخافون القتال، ويتمسكون بالدنيا وأموالهم، وليس لديهم الشجاعة في إعادة ما سلب منهم، فيلجأون إلى النفاق، وقد ذكر الله -عز وجل- قوله: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
الإفساد في الأرض
إن الفساد في الأرض يأتي نتيجة للكفر والمعصية، وهذا ما فعله المنافقون من فساد بالقول والعمل، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)، فكان المنافقون يعثون في الأرض فسادًا بشكّهم وتكذيبهم.
موالاة غير المسلمين
إن هذه الصفة متأصلة في نفوس المنافقين، حيث كانت موالاتهم لغير المسلمين بالقول والفعل، ومتابعة غير المسلمين ومحبتهم والميل إليهم، وما يتبع كل ذاك من مصاحبتهم ونصرتهم وإفشاء أحوال المؤمنين لهم، كما أن الموالاة محرمة بإجماع علماء الأمة، وقد أعد الله لمن يوالي غير مسلم عذابًا شديدًا، وتبين ذلك في قوله -تعالى-: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا*الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).