من اخترع المصباح

مخترع المصباح

ظهرَ المصباح نتيجة تراكم مجموعة من الأفكار، حيث تطوّرت فكرة اختراعه على مدى 50 سنةً، فوفقاً للمجلس الوطنيّ للبحوث في كندا حصل كلّ من هنري وودوارد (Henry Woodward) من تورونتو، وماثيو ايفانز (Mathew Evans)، على براءة اختراع المصباح الكهربائيّ في عام 1875م، ولكن لم يستطع أيّ منهما جمع التّمويل اللازم لتسويق فكرتهما، فاشترى توماس أديسون (Thomas Edison) الأمريكي الذي كان يعمل أصلاً على نفس الفكرة حقوق براءة الاختراع للمصباح، واستخدم تياراً أقلّ، وأسلاكاً صغيرةً من الكربون، وعدّل حجم الفراغ داخل المصباح، وبذلك استطاع اختراع المصباح الكهربائي بنجاح في عام 1879م.

نجاح توماس أديسون

تمكّن توماس أديسون برفقة مجموعة من الباحثين باختبار أكثر من 3000 تصميم للمصباح في مختبر أديسون (بالإنجليزيّة: Edison's laboratory)، الموجود في مدينة مينلو بارك وذلك في الفترة الواقعة بين 1878م-1880م، حيث نجح في تطوير مصباح غير مكلف وعمليّ، ثمّ حصل على براءة اختراع لمصباح كهربائي مكوّن من أسلاك الكربون في تشرين الثاني من عام 1879م، وتضمن الاختراع الكثير من المواد التي دخلت في تكوين الأسلاك الكهربائيّة، مثل: القطن، والكتّان، والخشب، ثمّ قضى أديسون العام التالي في محاولة العثور على أفضل مواد لاستخدامها كأسلاك في المصباح ، حيث جرّب أكثر من 6000 مادة لتحديد المواد التي تستمر في الاحتراق لمدة أطول، وبعد مرورعدّة أشهر على حصوله على براءة الاختراع اكتشف أديسون وفريقه أن أسلاك الخيزران الكربونيّة (بالإنجليزية: carbonized bamboo) يمكن أن تحترق أكثر من 1200 ساعة، فاستخدمها لصنع الأسلاك في لمباته، ثمّ استُبدلت هذه الأسلاك بمواد طويلة الأمد في الثمانينات من القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين.

في عام 1882م أنشأ أديسون شركة أديسون للكهرباء والإنارة في مدينة نيويورك، التي ساعدت على توفير الإنارة لأجزاء كبيرة من مدينة مانهاتن (بالإنجليزيّة: Manhattan)، ولكنّ التقدّم حينها كان بطيئاً، حيث استمر معظم الأمريكييّن في استخدام إنارة مصابيح الغاز والشموع لخمسين عاماً أخرى، وفي نفس العام حصل لويس هوارد لاتيمر (Lewis Howard Latimer) أحد الباحثين في فريق أديسون، على براءة اختراع في العثور على طريقة أكثر كفاءة لتصنيع أسلاك الكربون، وفي عام 1903م اخترع ويليس وايتني (Willis Whitney) طريقةً لجعل هذه الأسلاك تحترق وتعطي توهجّاً، دون أن يصبح زجاج المصباح أسود اللّون.

تاريخ اختراع المصباح قبل وبعد أديسون

نتج اختراع المصباح عن مجموعة من الأبحاث والاختراعات المختلفة التي سبقت أديسون بالإضافة التي بعض الجهود المبذولة من بعده، حيث يُمكن إجمال أهمّها بالنقاط الآتية:

• عام 1809م: اخترع الكيميائيّ الإنجليزي همفري ديفي (Humphry Davy) أول إضاءة كهربائية، من خلال وصل سلكين مع بطارية ، ثمّ ربط شريط من الفحم بين النّهايات الأخرى للسّلكين، فأدّى ذلك الى إضاءة الكربون المشحون، وقد سمي ذلك ب"المصباح القوسي الكهربائي" (بالإنجليزية: Electric Arc Lamp).
• عام 1820م: جرّب وارن دي لا رو (Warren de la Rue) طيّ لفائف من البلاتين في أنبوب فارغ، ثمّ مرّر التيار الكهربائي من خلاله، حيث نجح هذا التصميم، ولكنّ تكلفة البلاتين العالية حالت دون انتشار استخدامه.
• عام 1835م: قدّم جيمس بومان ليندساي (James Bowman Lindsay) نظام إضاءة كهربائية مستمرّة باستخدام نموذج أوّلي للمصباح الكهربائيّ.
• عام 1850م: اخترع إدوارد شيبارد (Edward Shepard) مصباح قوس كهربائيّ متوهّج باستخدام أسلاك من الفحم، ثم بدأ جوزيف ويلسون سوان (Joseph Wilson Swan) باستخدام أسلاك من الصّفائح الكربونيّة في نفس العام.
• عام 1854م: اخترع صانع ساعات اليد الألمانيّ هاينرش غوبل (Heinrich Göbel) أول مصباح حقيقيّ، حيث استخدم أسلاك الخيزران الكربونيّة داخل لمبة زجاجيّة.
• عام 1875م: اخترع هيرمان سبرينغل (Herman Sprengel) مضخّة تفريغ الهواء الزئبقية (بالإنجليزية: mercury vacuum pump)، الأمر الذي مكّن من تطوير مصباح كهربائيّ عمليّ، كما اكتشف دي لا رو (de la Rue) أن صنع فراغ داخل لمبة خالية من الغازات قلّل من حدوث الاسوداد داخل المصباح، ممّا جعل الأسلاك تستمر لفترة أطول. 
• عام 1875: حاز كلّ من هنري وودوارد (Henry Woodward)، وماثيو إيفانز (Matthew Evans)، على براءة اختراع المصباح الضوئيّ.
• عام 1878: اخترع الفيزيائيّ الإنجليزيّ جوزيف ويلسون سوان (Joseph Wilson Swan) لأوّل مرّة مصباحاً كهربائياً عمليّاً، وطويل الأمد، ويبقى لمدة 13.5 ساعةً، حيث استخدم أسلاكاً من ألياف الكربون المشتقّة من القطن.