من أي شيء خلقت الحيوانات
من أي شيء خلقت الحيوانات
لا يوجد دليل صحيح أو صريح يشير إلى الأصل الذي خلقت من الحيوانات، فمن الناس من رأى بأنّ الحيوانات والبهائم خلقت من الماء، واستدلوا على هذا الرأي بقوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقد اختلف المفسرون في تفسير معنى الماء في الآية الكريمة فقيل إنّ الماء جزء مما خلقت من الحيوانات، وقيل الماء هو المني أو النطفة، وذهب آخرون إلى أنّ الحيوانات خلقت من التراب، واستدلوا على ذلك بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: (يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة والبهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول كوني ترابًا، فذلك حين يقول الكافر يا ليتني كنت ترابًا)، وفي الآية الكريمة قوله تعالى: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)، ووجه الاستدلال في الحديث والآية أنّ الله تعالى يجعل الحيوانات يوم القيامة تراباً كما بدأ خلقها أول مرة من تراب، ويرد على هذا الرأي بأنّ المقصود من الآية الكريمة أنّ الله تعالى يعيد الحياة للخلائق جميعها إنساً وجناً وبهائم، وليس المقصود أن يعيدها إلى أصل خلقها، فلا يعود الإنس مثلا تراباً، أو يعود الجن ناراً، ورأى آخرون أنّ خلق الإنسان وخلق الحيوانات متشابه من الناحية الجينية، وإن اختلفوا في الشأن والتكريم، فالإنسان كرمه الله بالتكليف والعقل وغير ذلك، واستدلوا على هذا الرأي بقوله تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
حديث في خلق الإبل
جاء في خلق الإبل حديث صحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تصلوا في عطن الإبل فإنها من الجن خلقت ألا ترون عيونها وهبابها إذا نفرت، وصلوا في مراح الغنم فإنها أقرب من الرحمة)، فظاهر الحديث يدل على أنّ الإبل خلقت من الجن أو الشياطين، بينما رأى آخرون أنّ معنى الحديث الشريف أنّ الإبل خلقها الله من جنس الشياطين لذلك كان لها بعض صفاتها مثل التمرد والعناد.
موقف المسلم من هذه المسألة
ينبغي على المسلم ترك الإنشغال بهذه المسائل الغيبية التي لم تثبت بنص صريح، وأن يحرص المسلم على العلم النافع ويترك العلوم التي لا يضر الجهل بها، ولا ينفع العلم بها.