مميزات معجم القاموس المحيط
أبرز مميزات معجم القاموس المحيط
يحتل معجم القاموس المحيط مرتبة عالية بين المعاجم العربية الشهيرة، بل إن البعض يعده أشهر معاجم اللغة العربية إطلاقا؛ ذلك أن مؤلفه (مجد الدين الفيروزآبادي، المتوفى سنة 817 هجري) تفوق في علميّ اللغة والصرف، فقدم لنا معجماً ذا مميزات كثيرة نذكر منها ما يأتي:
- صحة النقل، فالقاموس المحيط يعدّ من أصح ما ألف في العربية نقلاً.
- الدقة الشديدة في الوضع والتأليف.
- سعة المادة المجموعة، والاختصار غير المخل.
- الإيجاز والتعبير عن المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة، فقد حذف الشواهد من قرآن وحديث، وحذف أسماء اللغويين والرواة الذين يروي عنهم الصيغ.
- العناية بالترتيب الداخلي للمواد، بفصل كل صيغة عن زميلاتها في الاشتقاق، وتقديم الصيغ المجردة على المزيدة، وتأخير الأعلام إلى آخر المادة.
- اهتم المؤلف بالمادة الطبية، فقد كان يذكر النبات ثم يذكر منافعه الطبية.
- اعتنى المؤلف بالألفاظ الاصطلاحية في العلوم المختلفة، والفقه ، والعروض خاصة.
- اعتنى المؤلف بالضبط الدقيق، حيث كان يترك المشهور من الألفاظ، وما عداها يضبطه بالعبارة لا بالقلم.
- تخليص الواو من الياء، فيكتب صورة الواو ويذكر مادته ثم يصور الياء ويتبعها باليائي.
- الاستقصاء، حيث تميز بهذه الظاهرة بفضل كتابي "ابن سيده، والصاغانيّ" الذين كانا أصلا للقاموس المحيط.
خصائص القاموس المحيط
تجتمع في القاموس المحيط عدة خصائص قل أن تجتمع معاً في غيره من المعاجم، نذكر منها الآتي:
- الجمع والاستقصاء
أكد السخاوي فرادة القاموس المحيط في جانب الزيادات، إذ يقول: "لا نظير لهفي كتب اللغة لكثرة ما حواه على الكتب المعتمدة كالصحاح".
- الاختصار المحكم
اعتمد صاحب القاموس الإيجاز ليخرجه في "عمل مفرغ في قالب الإيجاز والإحكام مع التزام إتمام المعاني وإبرام المباني".
- التعريب
حوى القاموس المحيط ألفاظاً أعجمية مع الإشارة إلى المعرّب منها وغير المعرّب، وإلى اللغة التي نقل منها.
عالمية القاموس المحيط
يحظى هذا المعجم باهتمام عالمي، فقد قال فيه المستشرق الإنجليزي جون هيوود: "لو أن عربيا من القرن الخامس عشر عبر الزمن إلى بريطانيا في القرن العشرين، لما كان يُستغرب رؤية معجم أكسفورد الكبير على المكاتب، فقد كان للعرب معجم (القاموس المحيط) أصبح اسمه علما على المعاجم"
كذلك يقول عمر دقاق: " وقد حظي هذا القاموس بعناية علماء الإفرنج في وقت مبكر دون غيره من المعاجم، فجنحوا لترجمته إلى اللغة اللاتينية في إيطاليا سنة 1632م"، أي بعد حوالي 240 سنة من تأليفه، وكذلك يقول القنوجي: "وطبع القاموس مراراً في جملة بلاد بصور مختلفة، مع ترجمته بلغات متعددة، حتى بلغ عدد نسخه نحو ثمانين ألفاً.
يعتمد الفيروزآبادي في تأليف القاموس على أغلب التصانيف التي كانت في عصره، إلا أن أكثر اعتماده في قاموسه كان على كتابين من كتب اللغة، اعتبرهما غرتي الكتب المؤلفة فيها، وهما: "المحكم، والعباب"، وذلك حيث يقول: "وضمنته خلاصة ما في "العباب"، و"المحكم"، وأضفت إليه زيادات منّ الله تعالى بها وأنعم"
ولم تنأى مميزات القاموس المحيط به عن النقد والهجوم غير المبرر أحيانا؛ ذلك أنه تعرض إلى حملات نقدية من العديد من اللغويين، منذ القرن العاشر الهجري، واستمرت تلك الحملات حتى بلغت غايتها القصوى في القرن الرابع عشر الهجري، بزعامة أحمد فارس الشدياق، صاحب "الجاسوس على القاموس"، وأحمد تيمور صاحب "تصحيح القاموس المحيط"، والغريب أن تلك الحملات القاسية لم تحط من منزلته، بل ازداد بها شهرة، وعلا قدراً، وعظمت ثقة الناس به.