مميزات العصور الوسطى
مفهوم العصور الوسطى
العصور الوسطى (بالإنجليزية: Middle Ages) هو مصطلح يدل على الفترة الزمنية الممتدة بين القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر الميلادي في قارة أوروبا، ويمكن تقسيم العصور الوسطى إلى ثلاث فترات، هي: الفترة المبكرة، والفترة المتوسطة، والفترة المتأخرة، حيث بدأت العصور الوسطى بسقوط الإمبراطورية الرومانية على يد الجرمان في القرن الخامس الميلادي، وانتهت ببداية عصر النهضة والاستكشاف.
مميزات العصور الوسطى
امتازت فترة العصور الوسطى بالعديد من الخصائص، منها ما يأتي:
سيطرة الكنيسة
كانت الكنيسة في العصور الوسطى أكثر الكيانات قوة، وقد تمكنت من فرض سلطتها في مجتمعات العصور الوسطى، وقد أخذت السلطة الدينية الكاثوليكية عن الإمبراطورية الرومانية تطلعها للوحدة والعولمة؛ الأمر الذي دفعها للسعي والاجتهاد لبسط سيادتها على جميع الحكام والأمم، ولأجل أن تكون الكنيسة والإمبراطورية المهيمنتان على المجتمع في تلك الفترة.
التنظيم السياسي
كان شكل نظام الحكم في العصور الوسطى ملكيًا، غير أنّ مؤسسة الحكم آنذاك قد قدت بعض قوتها بسبب ظهور نظام الإقطاع، وكان الملوك عمومًا يتمتعون بجميع السلطات، كما قام بعضهم بتوسيع حدودهم من أجل تأسيس إمبراطوريات عُظمى، ولكن بعد ظهور نظام الإقطاع توزعت السلطة مع الإقطاعيين رغم بقاء الملك في منصبه، والإقطاعيين هم النبلاء الذين كانوا مستقلين، كما كان الدفاع عن الأراضي في أيديهم، مما وضع الملوك في موقف ضعيف أمامهم.
التنظيم الاجتماعي
كان المجتمع في العصور الوسطى مقسمًا إلى طبقات اجتماعية على شكل هرم، اشتمل هذا الهرم على النبلاء، والملك، والفلاحين، ورجال الدين، وكانت الحقوق والواجبات مختلفة بين أفراد الطبقات آنذاك؛ حيث تمتعت الطبقة الأولى، وهي طبقة النبلاء، بحقوق وامتيازات خاصة، فكان غالبيتهم لا يعملون، ويمضون أوقاتهم في التركيز على إدارة أعمالهم وممتلكاتهم وأراضيهم التي كان الفلاحون يعملون بها، وكانت الحياة العسكرية، كقيادة الجيش، من أكثر المهن المتوافرة لهم، أما رجال الدين فشكلوا طبقة مميزة، وكانوا معفيين من الضرائب، كما كانوا ذوي مستوى تعليمي عالي في المجتمع، وفي نهاية العصور الوسطى تغير الهيكل الاجتماعي بظهور الطبقة البرجوازية.
الاضطهاد العرقي والديني
تعرضت العديد من الأقليات العرقية والدينية في مجتمعات العصور الوسطى للاضطهاد، والقتل، والإكراه، وذلك بسبب اختلاف الأعراق، والأديان، ولون البشرة.
الحياة الاقتصادية
اعتمدت الحياة الاقتصادية في العصور الوسطى بشكلٍ أساسي على كلٍ من الزراعة والثروة الحيوانية، اللذان كانا أساس الثروة والاقتصاد، وكان النظام الإقطاعي يسمح للفلاحين بالعمل في أراضي الأسياد مقابل حصولهم على جزية اقتصادية أو عينية، وقد كان امتلاك الأراضي هو أساس التفريق بين الفقراء والأغنياء آنذاك، ومع مرور الوقت استعادت التجارة أهميتها كما كانت في عهد الإمبراطورية الرومانية، وانتشرت الأسواق، وباع فيها الفلاحون منتجاتهم، وشهد قطاع التجارة نموًا، وكان يتم التركيز على المنتجات والسلع الفاخرة، وكان ظهور التجار والتجارة من أهم الأسباب التي أدت لضعف نظام الإقطاع.