ملخص مسرحية رحلة إلى الغد
ملخص مسرحية رحلة إلى الغد
تعدُّ هذه المسرحية من أشهر مسرحيات الكاتب والمسرحي المصري توفيق الحكيم ، وفيما يأتي تلخيص مسرحية رحلة إلى الغد:
الطبيب والمهندس
يحاول توفيق الحكيم في هذه المسرحية أن يتنبأ بالمستقبل، ولكنَّ نظرته لهذا المستقبل تشاؤمية بعض الشيء، وتتألف الرواية من أربعة فصول، تبدأ الرواية أحداثها في السجن، إذ يدخل أحد الأطباء السجن ويحكم عليه بالإعدام، على الرغم من أنَّه كان يساعد الناس ويقدم له العون، إلا أنَّه أخطأ هذه المرة، وقد خدعته زوجة أحد المرضى وأوهمته أنَّ زوجها مجرم.
كما أقنعته بأنَّ زوجها يعذبها ويجبرها على البغاء وما إلى هنالك، وأقنعته أنها ستتزوجه، ولكنَّه بعد أن يتخلص الطبيب من المريض تصل رسالة إلى النائب العام تشكك في خبر وفاة المريض الزوج، واعترف بكل شيء في المحكمة وعرف أن الزوج المريض كان طيبًا ولكنَّ الزوجة خدعته ليموت زوجها على يدي الطبيب وتحظى هي بالزواج من عشيقها المحامي الشاب.
أمَّا المهندس فقد قتل أربعة نساء حسب تعبيره أنه قتل كل واحدة منهنَّ بدوافع نبيلة، وهذا ما يدعيه المجرمون غالبًا، وقد عبَّر المهندس عن ذلك بقوله إنَّ البشر دائمًا يجدون التبريرات المعقولة والجميلة لجرائمهم، وقد طلب الطبيب رؤية الزوجة التي خدعته، وكان يتوعدها بالقتل لو تمكن من ذلك حتى ينال حكم الإعدام الذي يستحقه.
الرحلة في الصاروخ
جاء مدير السجن ومعه أحد الأشخاص إلى السجن قبل يوم الإعدام بيوم واحد، وقرر أن يرسل المجرمين إلى الفضاء وسوف يكون يوم غد بالنسبة إليهم على متن المركبة الفضائية بدل الإعدام، فإن عادا إلى الأرض عفا عنهما، وإن لم يعودا فهما محكومان بالموت أصلًا، وفعلًا انطلقا وتعرف الطبيب على المهندس داخل تلك الغرفة الصغيرة في الصاروخ.
غرفة مليئة بالأجهزة ولها نافذة صغيرة مثل نوافذ السجون، واختلفت مشاعر كل منهما عن الآخر، إذ كان الطبيب يحكم الأمور جميعها بمشاعره، أما المهندس فكان يرى أنَّهما فقدا اتصالهما بالأرض ولم يعد بحاجة للمشاعر ولا القوانين، ويشعر كل منهما بأن الموت يحيط بهما من كل جانب، وتعجبا كيف قبلا برحلة يموتان فيها ألف ميتة، بينما على المشنقة يموتان دفعة واحدة.
الكوكب المجهول
بعد فترة زمينة لم يعلما مدتها هبط الصاروخ وتحطم على سطح كوكب أملس، وكانت السماء صافية فيه ولكن لونها أقرب للبنفسجي الأزرق، أصيب كل من الطبيب والمهندس بإصابات مميتة وقاتلة حسب طبيعة البشر وحسب الطب البشري ، وتحول لون كل منهما إلى اللون الشمعي، وبقيا يشعان بالطاقة، ولم يعد هناك نبض ولا تنفس ولا شرايين ولا دم.
يكتشفان أنهما مثل أجهزة الراديو ، كل واحد يمكنه استقبال كلام الآخر دون أن ينطق به، وعندما يتذكر أحدهما الماضي بدقة يظهر ذلك على شاشة كبيرة، وكأنهما يشاهدان فيلمًا سينيمائيًا عن الحياة السابقة، ويغضب المهندس لأنه لا يريد أن يعيش في الماضي التعيس الذي هرب منه، والذي كان دائمًا يحلم بالفرار منه، ولا يريد أن يظلَّ هكذا يجتر الماضي.
يتفق الاثنان على إصلاح الصاروخ من أجل العودة إلى الأرض، فيتعانقان ويشجع كل منهما الآخر للعمل والأمل، ويفرحان لفكرة العودة إلى بشريتهما وإلى الأرض التي خرجا منها يومًا ما.
الرجوع إلى الأرض
استطاع الطبيب والمهندس معًا التعاون وأصلحا الصاروخ، وكان المهندس قد كتب كيفية إصلاحه في التقارير، كما وثَّق كيف استطاعا الإفلات من جاذبية الكوكب والتوجه إلى كوكب الأرض ، وأمَّا الطبيب فكتب في تقاريره كيف عاشا في ذلك الكوكب الغريب بلاد دماء، وكيف حقن الدماء في جسد كل منهما وأعاد الحياة البشرية لكل منهما عندما تحررا من ذلك الكوكب.
وصل الطبيب والمهندس إلى الأرض ولم يعلما أنَّهما قد عادا بعد 309 سنة، كانت كأنها يوم أو يومان بالنسبة لهما، وقد وجدا أنَّ كل شيء تغير على وجه الأرض، وأنَّ أعمار الناس صار تصل إلى نحو 300 سنة، وكانت القهوة والشاي والعصائر والحساء تصل إلى المنازل عن طريق أنابيب مثل المياه، والصحف والكتب تصل إلى البيت بضغطة زر.
لم يعد هناك حاجة للزواج لأنَّ العالم لم يعد بحاجة لمزيد من البشر والمواليد الجدد، وبقيت أشياء قليلة لم تتغير بعد وهي حاجة الإنسان إلى العمل والشعور بأن الحياة لها قيمة، وتنتهي الرواية بدخول الطبيب إلى السجن مرة أخرى لأنه ضحى بحياته من أجل ألا يتحول البشر إلى مجرد آلات دون مشاعر ودون أحاسيس ودون حب.