ملخص لرواية في ممر الفئران (خيال علمي)
ملخص رواية ممر الفئران
في ممر الفئران؛ رواية خيال علمي من كتابة الأديب المصري أحمد خالد توفيق ، تقع في ثلاثمئة وثمانين صفحة، نُشرت في المرة الأولى عام 2016م، يُمكن تلخيص الرواية أو تقسيمها إلى مجموعة من الفصول بناءً على الأحداث المفصلية فيها، وهي كالآتي:
الشرقاوي يدخل في غيبوبة طويلة
الشرقاوي رجل في الأربعين من عمره، تزوج من امرأة نصف جميلة على حد تعبيره، ويعمل في شركة هندسية ناجحة، ولديه طفلان جميلان سليمان خاليان من الأمراض التي قد تُعكر صفو العائلة، لكنه رافض للعالم الذي يعيش فيه؛ إذ تكثر الضغوطات التي يتحملها الرجل والتي تُؤدي به إلى حتمية الانفجار.
إنّ الزوجة أقوى منه، والأولاد أقوى منه، والمجتمع في الطريق أقوى منه، ثم تشاء الأقدار أن يدخل الشرقاوي في غيبوبة طويلة دون أيّ سبب طبي، وربما تكون تلك الغيبوبة مصطنعة من العقل حتى يتخلص الشرقاوي من الأزمات الحياتية التي يُعاني منها كل يوم.
الشرقاوي ينتقل إلى عالم غرائبي
يعلم الجميع أنّ الشرقاوي دخل في غيبوبة، لكنّ الأمر لم يكن كذلك بالنسبة إليه، فهو انتقل إلى عالم آخر الآن، إذ انتقل إلى عالم الظلام هناك؛ حيث ارتطم نيزك بالأرض أدى إلى أن تُحجب الشمس عن الأرض.
لم يعد النور يستطيع أن يصل إليها، كل شيء متعفن والأرض رائحتها مقززة تُشبه إلى حد بعيد رائحة ممر الفئران، تلك الفئران التي لا تنشط إلا بالعتمة، فكل شي الآن ظلام دامس، وكل ملهمات النور قد اختفت؛ فلا كهرباء ولا أحد يُقدم على إشعال نار، والأرض تُعاني من موت محتم طالت المدة أو قصرت.
ينظر الشرقاوي إلى نفسه على أنّه المخلّص الحقيقي لحالة الأرض تلك، فهو الوحيد الذي يعلم أنّ الإنسان قادرٌ على التغيير وإيجاد الحلول، ولكن قلة من العالم يُشاركونه في هذا الحلم.
الكومندان يفرض ديكاتوريته
هناك حيث الظلام، لا بُدّ من وجود ظالم يتحكم بأقدار الناس، فعندما تتهيأ البيئة لوجود الإنسان الظالم فإنّه وحده سيظهر دون أيّة مقدمات، وهذا ما حصل عندما خرج الكومندان إلى العلن، وهو يُحاول أن يفرض سيطرته في هذا الجو الذي لا يسود فيه سوى الموت الحتمي.
كما ظهرت مجموعة من النّاس يُطلقون على أنفسهم اسم النورانيين، ومعنى النورانيين: الأشخاص الذين يبحثون عن النور ويُحاولون إيجاده، لكنّ الكومندان وجماعته لم يكونوا ليسمحوا بشيء مثل ذلك، فهم يُحبّون الظلام، وأيّ إنسان يُقدم على محاولة إيجاد النور أو إشعال حتى شمعة، فإنّ مصيره هو الموت والإعدام الفوري دون محاكمة.
إنّ البيئة الظالمة تُولد الظالم، فهي كذلك تولد الإنسان الثوري الذي يأبى الظلم ويُحاول بيديه أن يُوجد مخرجًا من هذا العالم القذر، والثورة هي النتيجة الحتمية ضد الظلم، إذ خرج النورانيون بقيادة الشرقاوي إلى البحث عن طريقة من أجل إعادة الشمس، خرجوا إلى جبال الهمالايا علّهم يجدون طريقةً أو منفذًا يُمكنهم من إعادة الشمس إلى الأرض؛ لينقشع ذلك الظلام.
الشرقاوي يخوض مغامرة غير محسوبة العواقب
عندما يُحاول الشرقاوي الانضمام إلى المجموعة النورانية، وأن يكون زعيمهم يخوض مغامرةً غير محسوبة العواقب ومخالفةً للعادة العربية في إنهاء الرواية لصالح المظلومين، إذ تكون الصاعقة عند انضمام الشرقاوي إلى الظالمين ليكون قائدًا في غابة الظلم تلك، ويكون تحت أمر اللواء الديكتاتوري الكومندان.
إنّ الرواية بمثابة التعبير عن الواقع الذي قد يقلب فيه قائد المقاومة إلى جندي من جنود الظالمين.
ربما انضم الشرقاوي في غيبوبته إلى لواء الطاغية ليُخالف نفسه في الحياة الواقعية التي يعيشها، تلك التي تفرض عليه دائمًا أن يكون في صف الضعفاء، فحاول ولو كان ذلك في غيبوبته أن يكون في صف القائد حتى وإن كان ظالمًا؛ حيث كان في ذلك متنفسٌ له.
يقول أخيرًا: " “كما هم العامة الجهلة في كل مكان وزمان، يعيشون العبودية ويهوون الخضوع، ويقنعون أنفسهم أنّهم يكرهون ما يكرهه الحاكم ويُحبون ما يُحبه، أيّ أنّك لا تُطيع الحاكم بل تُطيع نفسك أوّلًا، فإذا حاول أحد أن يُوقظهم من غيبوبتهم مزقوه تمزيقًا".
العبرة من هذه الرواية هو تسليط الضوء على التناقضات التي قد يتعرض لها الإنسان، فحتى الشرقاوي نفسه تخلى عن مبادئه، وخرج من ثوب الضحية ليرتدي ثوب القاتل.