ملخص كتاب نظام التفاهة
فصول الكتاب
يتكون الكتاب من أربعة فصول رئيسة، ومقدمة تبدأ بعد تعليق طويل للمترجمة يصل إلى 65 صفحة، وينتهي بخاتمة بعنوان (سياسات الوسط المتطرف)، اهتمت المترجمة في تعليقها في صدر الكتاب في بيان السبب الذي دفعها لترجمة الكتاب، ومنهجها في الترجمة، وملاحظاتها على النسخة الإنجليزية منه.
ذكرت في تعليقها أيضًا الأطروحات الكبرى التي وجدتها في الكتاب: وهي الحديث عن لغة خطاب التفاهة، والأكاديميا، والتجارة، و الاقتصاد ، والثقافة، والسياسة، وأخيرًا تحدثت عن الهدف النهائي من إسباغ التفاهة على كل شيء، وترتبت عناوين الفصول في الكتاب على النحو الآتي:
الفصل الأول: المعرفة والخبرة
يتضمن هذا الفصل حديثًا مفصلًا حول المعرفة والتعليم والخبرة ، فالجامعات في العصر الحديث أصبحت بمنزلة علامات تجارية، وما تقوم به الشركات لتمويل مشاريعها الكبرى هو شراء هذه العلامات مقابل الحصول على الأختام والتقارير التي ترفع الثقة بمشاريعها، وتكسبها صورة أكثر إيجابية أمام زبائنها.
يشاطر إنزنسبيرجر الرأي بأن السعي وراء جعل الشعب متعلمًا ليس له علاقة بالتنوير، وإن الأشخاص الذين سعوا إلى ذلك جاهدين، هم شركاء الرأسمالية في ترويض طبقة الأميين، فالرأسمالية لا تسعى فقط إلى تسخير أجسادهم ومهاراتهم، بل تسعى إلى تسخير عقولهم أيضًا لصالحها.
يصف دونو الأساتذة الذين يحتاجون إلى التقنيات التكنولوجية بأنهم غارقون في بلبلة الرموز غير المفهومة، ويعانون من حاجتهم إلى العكازات التكنولوجية التي أفقدتهم القدرة على التفاعل، وتراجع مستوى الذكاء العام بسببها، وحرمت الفكر من استقلاليته.
الفصل الثاني: التجارة والتمويل
يتحدث دونو في هذا الفصل عن مرض المال الذي أصبح ساترًا يخفي كل عيب، وفرض نفسه على ثقافتنا الحديثة كطريقة لحساب متوسط القيمة التي تعتبر الناقل الحقيقي للتفاهة، فالمال هو الوسيلة والهدف الأعلى، فقبل كل شيء، نحن نبحث عن هذه الوسيلة التي توصلنا لكل شيء.
إن فرط الانجذاب إلى المال في نظر دونو يعني أننا في الحقيقة منجذبون إلى لا شيء، فنحن بالنهاية منجذبون إلى الوسيلة التي توصل إلى القيمة لا إلى القيمة نفسها، كالذي ينجذب إلى الخارطة ويفضلها على الإقليم.
الفصل الثالث: الثقافة والحضارة
يتحدث دونو في هذا الفصل عن رأس المال الثقافي، والفن التخريبي المدعوم، وعن التأثير السلبي لوسائل الاتصال في نزع الناس عن الواقع، مثلًا التلفاز هو قوة مسلطة لنزع القيمة الجمعية بين الناس، فعندما يقدم للمشاهدين الشيء ذاته.
في الوقت ذاته، وفي المحتوى ذاته، يجلس ملايين من الناس في الوقت ذاته منفصلين منعزلين في أقفاصهم لا يعيشون التشارك الاجتماعي الحقيقي، والفن التخريبي هو "فن صادم، بشكل أصيل"، نجد فيه الذوق السيء، والوقاحة، والاستفزاز.
الفصل الرابع: ثورة إنهاء ما يضر بالصالح العام
يتحدث دونو في هذا الفصل عن قطيعة جمعية مع النظام الفاسد، وإعتاق أنفسنا منه، ومحاولة تقويض أسس المؤسسات التافهة الفاسدة التي تهدد الديمقراطية بشكل مستمر، ويسهب في الحديث عن واقع تضخم أدوار الشركات العالمية التي تنهب موارد دول أخرى من خلال توظيف مصطلحات مثل "الحوكمة" ، مما يفضي إلى إفراغ سلطة الحكومات والبرلمانات من محتواها، والتي أصبحت مجرد غطاء وواجهة للتافهين أصحاب رؤوس المال.
التعريف بالكتاب
كتاب نظام التفاهة تأليف (آلان دونو) أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية في جامعة كيبك في كندا، صدرت طبعته الأولى عن دار سؤال في بيروت، مترجمةً للغة العربية على يد دكتورة القانون الخاص في جامعة الكويت (مشاعل عبد العزيز الهاجري) سنة 2020م، في حدود 380 صفحة.
موضوع الكتاب
نظام التفاهة من أهم الكتب التي تصدَّت للنزعة الرأسمالية ذات الطابع الاستهلاكي المادي، التي حوَّلت البشر إلى آلات تكدّ لصالح طبقة تافهة من الناس تستحوذ على السوق وعلى مناحي الحياة كافة، وهدفها هو تحقيق هيمنة اقتصادية متسارعة، دون حملها أي قيمة إنسانية أو فكرية أو كفاءة تمنحها أن تكون بهذا الموقع سوى امتلاكها المال.
كل ذلك سبَّبَ وجود إنسان يتصف بأن همَّهُ الأول هو لقمة العيش، حياته نمطية للغاية لرفع إنتاجيته، لديه معارف عملية وتقنية، ويمكنه التسويق لها أو لنفسه بوصفه سلعة أيضًا، فهو عاجز عن التفكير بحرية دون قيود الرأسمالية، يفتقر إلى التأمل، وبلا توجه قيمي أو فكري حقيقي.
حتى مَن يفكر يُدفع له من الطبقة التافهة ليفكر بطريقة معينة؛ لذلك تجده يتجنب أي وسيلة تدفعه لأن يخوض في إشكال يتسم بكثافة وعمق المعنى، هذا حال إنسان ما بعد الحداثة من وجهة نظر الفيلسوف دونو.