ملخص قصة الأمير الصغير
ملخص قصة الأمير الصغير
تحاول القصة التركيز على الفجوة العميقة بين تفكير الأطفال وتفكير البالغين، بأسلوب فلسفي ساخر أحياناً، وبطريقة تجعل القارئ يدرك أنه يقصده هو بالذات، حين يخبره بحقيقة أنه ينبذ طفولته ويهرب منها ليلاحق سراباً هو سراب النضج والتقدم بالعمر، يترك الأشياء الأهم، الحب والخيال والتفاصيل الحقيقية التي تجعل البشر بشراً، ليدرك العالم الذي لا يفهم إلا لغة الأرقام.
تبدأ القصة برسم لثعبان يلتف حول وحش ما محاولاً ابتلاعه، حيث يتحدث بعدها الكاتب، عن الغابات وكيف أن الثعابين العملاقة تلتف حول فريستها وتبتلعها كاملة، ثم تقضي شهوراً في سبات حتى تتمكن من هضمها، وهنا يأخذ الخيال الكاتب الطفل، فيرسم ثعباناً قد ابتلع فيلاً، ويبدأ بعرض رسمته على الكبار، الذي يظن أنها قبعة وينصحونه بترك الرسم والتوجه لدراسة شيء مفيد، وهنا تبدأ العقدة في الحكاية.
يكبر الفتى ليصير طياراً، دون أن تفارقه رسمة الثعبان والفيل، والتي كان يعرضها على كلِّ من يتعرف إليه ليختبر معرفته وفهمه، فلو أجاب بأنه ثعبان وفيل يرى فيه صديقاً حقيقياً ولو أجاب أنها مجرد قبعة يحدّثه بأحاديث الكبار الممَّلة.
الطيار والأمير الصغير
تتعطَّل طائرته يوماً ما في الصحراء، وبينما هو كذلك يفاجئ برؤية فتى صغير الحجم يرتدي ثياباً غريبة تشبه ثياب الأمراء، يتقدم منه الفتى ويقول له دون مقدمات: ارسم لي خروفاً، يتفاجىء الطيار بالكلام، فيعيد الفتى على مسامعه الطلب، فرسم له عدة خراف لم يعجبه أيٌّ منها، حتى ملَّ منه ورسم له صندوقاً وقال له إن الخروف في داخله، وهنا أعجب الأمير بالرسم كثيراً وبدأ يسأله حول حاجة الخروف إلى العشب.
تحدث الأمير الصغير للطيار عن حكايته، وبأنه يعيش في أحد الكواكب التي لا يزيد حجمها عن حجم بيت من البيوت العادية، وكيف أن هناك أشجاراً كبيرة تنمو في كوكبه وإن عليه أن يقتلعها بشكل دوري كي لا تدمّر الكوكب، وحكى له بحزن عن الوردة الحمراء في كوكبه، الوردة التي أحبها كثيراً وبذل جهده ووقته ملبيَّاً لطلباتها ومُحاوِلاً إرضاء غرورها، فتارةً تريد أن يبني لها سياجاً يحميها من الرياح، وتارةً تريد أن يغذيها، وتارةً تستعرض أمامه بأشواكها.
ثم يتحدث الأمير الصغير عن الكواكب الكثيرة التي مرَّ بها أثناء رحلته، فيصف شكلها ويصف حكامها، والذين هم جميعاً من الكبار بالمناسبة، الكبار الذين يشبهون تماماً الكبار الذين يعيشون في عالم الطيار، ويحكي قصة الثعلب وقصة الأفعى وبستان الأزهار الذي رآه.
يصير الأمير والطيار صديقين بمرور الوقت، ويتعلق الطيار بهذا الفتى الصغير الذي تتملكه الدهشة و الشغف تجاه كلِّ شيء، ثمَّ يتركه الأمير عائداً إلى موطنه، فيمتنع عن حكاية هذه القصة لأي شخص، إلى أن تمضي ست سنوات فيبدأ بروايتها لنا، متسائلاً عن حال الأمير الصغير وحال زهرته الآن.
نبذة عن قصة الأمير الصغير
قصة الأمير الصغير هي أشهر إنتاج أدبي للكاتب والطيار الفرنسي أنطون دو سانت إكزوبري، ولا تزال هذه الرواية تعتبر من أكثر الروايات مبيعاً حول العالم حيث يباع منها أكثر من 80 مليون نسخة سنوياً، وقد ترجمت إلى معظم لغات العالم تقريباً، وهي رواية قصيرة نسبياً لا يتجاوز عدد صفحاتها الستين صفحة وتنقسم إلى عدة فصول تتراوح في الطول، بين القصير والقصير جداً والمتوسط الطول.
أنطوان دو سانت إكزوبري
أنطوان دو سانت إكزوبري هو كاتب وطيار فرنسي، ولد في التاسع والعشرين من حزيران سنة ألف وتسعمئة للميلاد، في مدينة ليون في فرنسا، لعائلة من الأرستقراطيين، فقد والده مبكراً إلا أن طفولته كانت رغيدة وهانئة، وقد شهد الحربين العالميتين ، ومات أخيراً في مهمة خدمة استطلاعية لفرنسا عام 1944، أما جثته فقد فقدت ولم يستطيعوا العثور عليها إلا في عام 1988 على السواحل الفرنسية قبالة مدينة مرسيليا.
كان أنطوان رجلاً رقيقاً شفافاً يتمتع برومانسيَّة حالمة، يقضي وقته متأمّلاً في أسرار الرمال والخيال والحياة، لكنه لم ينجُ بدوره من الأزمات النفسية والتبعات المهنية لكونه طياراً ويقم بمهمات استطلاعية لصالح القوات الفرنسية، فقد أثرت هذه المهمات فيه تأثيراً كبيراً، لم يظهر إلا في الرسائل التي بعث فيها لوالدته ولمحبوبته، فيقول في إحداها: لقد عانيت الانهزام والانكسار والوحدة في الأسر.
وهناك كذلك رسائله إلى محبوبته رنيت والتي تبين لاحقاً له أنها لم تكن تبادله المحبة ومن هذه الرسائل يقول: رفيقتي لقد ضعت في زحمة أفكاري، وآن لي أن أجدني مهما كلفني الأمر، علي أن أسعى لوجودي .