ملخص عن كتاب الأيام
ملخص كتاب الأيام
كتاب الأيام لطه حسين عبارة عن سيرة ذاتية نقل فيها أحداثاً ووقائع عاشها لم يكن بمقدروه نسيانها، ويقول طه حسين في وصف كتاب الأيام: (هذا حديث أمليته في بعض أوقات الفراغ لم أكن أريد أن يصدر في كتاب يقرؤه الناس، ولم أكن أريد أن أعيد قراءته بعد إملائه وإنما أمليته لأتخلص بإملائه من بعض الهموم الثِّقال والخواطر المحزنة التي كثيرا ما تعتري الناس بين حين وحين)، وفي الآتي بيان لأبرز المواضيع التي تناولها هذا الكتاب:
طفولة ونبوغ:
يتحدث كتاب الأيام في جزئه الأول عن ولادة طه حسين في الصعيد سنة 1889م لأسرة متدينة محبة للعلم، يعمل والده موظفا بسيطًا في شركة للسكر، ولكنه يعيل عائلة كبيرة تتكون من ثلاثة عشر طفلاً يحتل طه حسين الرقم السابع فيها، وعلى الرغم من الفقر وضيق الحال، إلا أن والده اهتم بتعليم أولاده جميعا وإلحاقهم في الكتّاب من أجل حفظ القرآن.
وعلى الرغم من إصابة الصغير طه بمرض الجدري وفقده لبصره جراء ذلك، إلا أن عطاء الله كان عليه كبيرًا، فقد منحه ذكاء حادًا، وحافظة قوية، ونشاطًا كبيرًا، فحفظ القرآن العظيم كاملاً، وفي هذا يقول طه حسين عن نفسه: "كان الصبي قويَّ الذاكرة، فكان لا يسمع من الشيخ كلمةً إلا حفظها، ولا رأيًا إلا وعاه، ولا تفسيرًا إلا قيده في نفسه".
رحلة البحث عن العلم:
وفي الجزء الثاني من "الأيام يتحدث المؤلف عن الأزهر، حيث يصل طه حسين إلى القاهرة ليدرس مع أخيه الشيخ أحمد حسين عام 1902، ويبقى هناك حوالي الأربع سنوات، فيدرس العلوم الدينية والعلوم اللغوية، ثمّ ما يلبث أن يلتحق بالجامعة المصرية الأهلية، وقد كانت حينئذ ما زالت حديثة العهد.
وفي هذه الفترة من حياته يتعرف إلى سيد المرصفي، فيُعجب به ويتتبع مجلسه، ودروسه التي يعطيها عن الكتب الأدبية المشهورة، مثل: الكامل للمبرد، والحماسة لأبي تمام، ويظهر تفوقه في موضوعات الفقه والنحو والمنطق والبلاغة والعروض وفي علوم النحو والصرف ، ويبدع في الحوار والجدل والمناظرة.
لم يتوانَ طه حسين يوماً عن طلب العلم، فيترك الأزهر ويلتحق بالجامعة المصرية التي أنشئت سنة 1908م، فيجد فيها ما يشبع نهمه للعلم، ويتواصل مع عدد من الأسماء اللامعة في المجالات الأدبية، مثل: لطفي السيد، والشيخ عبد العزيز جاويش، ويبدأ بنظم الشعر في مستهل حياته الأدبية، ف نال شهرةً واسعةً في مجال النقد، وصار ينشر آراءه في الجرائد والمجلات.
إرادة وانتصار:
في الجزء الأخير من الأيام يتحدث طه حسين عن رحلة أوروبا، حيث تعلن الجامعة المصرية، عن رغبتها في إرسال طالبين للدراسة العليا في أوروبا، فيقدم طه حسين أوراقه أكثر من مرة علّه يفوز بالبعثة، ولكنه يقابل بالرفض فيكررالطلب ثلاث مرات، فيقبل الطلب ويسافر إلى فرنسا لمدة عام واحد؛ لأن الأمور لم تسر كما خطط لها، فيعود إلى مصر بسبب الأوضاع المالية للجامعة.
تحسنت ظروف الجامعة فيما بعد فيعود طه حسين إلى فرنسا ويلتحق بجامعة السوربون في باريس، وتبدأ مرحلة مهمة من حياته، فيتعرف على زميلة له في الجامعة اسمها سوزان، كانت تقرأ له شعر، فيقع طه حسين في حبها لما تتميز به من نغمة صوتية عذبة، وطريقة إلقاء جميلة، ويتزوجها فتكون خير معين له، بل هي السبب لتقدم طه حسين وازدهاره في جميع مجال الأدب والثقافة.
التحق الدكتور طه حسين بكلية الآداب بجامعة باريس، وتلقّى دروسه في التاريخ والاجتماع، وأظهر تفوقًا فيها، كما أعد رسالة عن "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون" وحصل بها على درجة الدكتوراه ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية ، كما تمكن من فهم الأدب اليوناني واللاتيني القديم والأدب الفرنسي الحديث، ثم عاد إلى بلده عام 1919م، وأصبح أستاذًا في الجامعة المصرية.
تمكن طه حسين الطفل الصعيدي العاجز من الوصول إلى هدفه بالإرادة والتصميم، واستمر في عمله كأستاذ في الجامعة إلى سنة 1925م. ثم تحولت الجامعة الأهلية في ذلك العام إلى جامعة حكومية، وعين الدكتور طه حسين أستاذًا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، وظل متصلاً بالجامعة والتعليم أكثر من ثلاثين عاماً.