ملخص رواية عائد الى حيفا
تلخيص رواية عائد إلى حيفا
فيما يأتي تلخيص رواية عائد إلى حيفا:
حياة جديدة تبدأ
تدور أحداث هذه الرّواية في حيفا أو بالأحرى في الطّريق إليها، يُقرّر شخص اسمه "سعيد" أن يذهب إلى هناك برفقة زوجته، وذلك بعدما فُتحت الحدود بين الكيان الصّهيونيّ والضّفة الغربيّة تحديدًا بعد حرب حزيران عام 1967م، كما يصف الكاتب بيتهما الذي تركاه في عام 1948م، وطفلهما الرّضيع الذي كان فيه، ثمّ تبدأ أحداث الرّواية عند وصولهما أوّل المدينة بسيارتهما القادمة من طريق القدس، وكانت هيبة الوصول لمشارف حيفا بعد عشرين عامًا من الغياب تصحبها الصّمت، رغم أنّهما لم يتوقّفا عن الحديث طول المسير إلّا أنّهما أدركا أنّ أحاديثهما لم تشمل ما ذهبا من أجله، فانهالت عليهما الذّاكرة إلى الماضي.
الخوف والفقد في مرحلة واحدة
إذ تتناول الرّواية ليلة دخول اليهود إلى حيفا واستعمارها في 21 من شهر نيسان لعام 1984م، وكيف انتشر النّاس جميعهم في المدينة خوفًا من القصف والدّمار والرّصاص؛ الرّجال والنّساء والأطفال، وكان سعيد حينها قد خرج قبل القصف وزوجته "صفيّة" وابنه "خلدون" ذو الخمسة أشهر في البيت، وقد أراد الرّجوع إليه إلّا أنّ القصف كان قد اشتدّ في الطُّرق المؤدّية إلى بيته وزوجته كانت بانتظاره وفي لحظة خرجت للبحث عن زوجها تاركة ابنها دون وعي ومتُجّه بين أعداد النّاس النّازحين الهائلة إلى الميناء.
فأدركتْ صفيّة لوهلة أنّها ابتعدت عن ابنها فبدأت تصرخ باسمه، وأثناء هذه الأوقات عثر عليها سعيد، وبعد محاولات من العودة إلى البيت لم يُفلح فاضطّرا إلى النّزوح والاستقرار في رام الله ، واستقرّا فيها وكان لهم من الأولاد اثنين لكنّ هذا لم يمحِ صورة ابنهم خلدون من ذاكرتهم في كلّ وقت إلّا أنّهم افترضوا موته.
الوطن والهوية
ينتقل الكاتب في سرد أحداثه إلى الوقت الذي وصل إليه الزّوجان إلى منزلهما القديم، وطرقا الباب فخرجت إليهما امرأة يهوديّة اسمها "ميريام" وكانت ممّن يرفض الصّهيونيّة كمذهب مع انقيادها إليه باعتبار الظّروف، فقامت بدعوتهما إلى دخول البيت، والمفاجأة كانت أنّ البيت كان على حالة التي تُرك فيها؛ السّجاد والطّاولة والكراسي.
فأخذ يتفقّد الأشياء في البيت حتّى سأل المرأة اليهوديّة عن مزهريّة كان قد وُضع فيها سبع ريشات، وأنّها الآن خمس، فأجابته بأنّها قد تكون ضاعت أثناء لعب "دوف" وهو صغير، فصمتتْ المرأة فجأة وقالت: "إنّه ابنكما الصّغير"، ثمّ بدأت تروي لهم قصّة تبنّيها له بعد أن قامت الوكالة اليهوديّة بتسليمه لها مع البيت كهديّة، وأثناء انتظارهم رجوع "دوف" -الذي يخدم في الجيش الإسرائيلي- إلى البيت كان سعيد يُخبر زوجته بأحوال جارهم "فارس" الذي عاد مثلهما إلى بيتهم السّابق إلّا أنّه وجده محتلًّا مِن قِبل فلسطينيّ مُساند للصّهاينة.
وعندما وصل الابن إلى البيت يبدأ الحوار المؤلم بين الأهل والابن بين الملامة والعِتاب لقناعة الابن أنّ أهله لم يبذلوا جهدهم الكافي لاستعادته، ويتخلّل الحِوار حديثه عن رفضه لفكرة التّخلّي عن الهويّة الجديدة والعودة مع والديه، وينتهي الحوار بتفكير سعيد بابنه الآخر وبمعنى الوطن، ثمّ يوجّه كلامه الأخير لابنه وأمّه الحاضنة: "تستطيعان البقاء مؤقّتًا في بيتنا، فذلك شيء تحتاج تسويته إلى حرب".
التّعريف برواية عائد إلى حيفا
تُعدّ الرّواية من مؤلّفات الكاتب غسّان كنفانيّ ، وهي من أبرز الرّوايات في الأدب الفلسطينيّ، كما حظيت بالتّرجمة لعدّة لغات وتحويلها أيضًا لأعمال سينمائيّة مختلفة، أمّا بالنّسبة للفكرة التي تحملها الرّواية، فهي تسلّط الضّوء على الوطنيّة و المواطنة ، وتُظهر أثر الظّروف التي أودت بمأساة عائلة "سعيد" وهو الشّخصيّة الرّئيسيّة في القصّة، وبهذا يكون قد طرح الواقع للخطاب الفلسطينيّ، ويظهر جليًّا حبّ الكاتب للعودة إلى بلده في تسطيره هذه الرّواية.