مقدمة قصيرة عن العلم
العلم حياة الروح
العلمُ غيثٌ، أينما وقع نفع، حياة الرّوح وغذاؤها، أسمى من حياة البدن، فشتان ما بين حياة الروح والبدان، هو أساس تقدم المجتمعات، يجلو سواد الجهل، يمهد سبل التطوّر والرفاهية، ولا تسمو الحضارة إلا بالعلم والأخلاق.
وقد كانت أول كلمة نزلت على رسولنا كلمة: (اقرأ)،ما أجملها من بداية؛ كلمة تأمر بالعلم، لإنسان خلق من طين وتأمره أن يتعلم لتثبت قيمته، وتعلو كرامته، فسبحان من علم بالقلم، علمّ الإنسان ما لم يعلم.
فضل العلم والعلماء
يسمو الإنسان بفكره وعلمه وأخلاقه، وكلما زاد علمه زاد مقداره في مجتمعه، ومن فضل العلم الأمور الآتية:
- العلم كنز وهبة وعطاء من الله لا يورث بالحساب والجاه، إنما بالعلم والمعرفة والصبر يعلو به الإنسان، وقد قيل:
العلم زينٌ وتشريفٍ لصاحبه
- فاطلب هديت فنون العلّمِ والأدبا
- العلم سببٌ لمرضاة الله، وحياة الإنسان حياة طيبة دنيا وآخرة، وكل مدح نجده في القرآن هو ثمرة العلم وكل ذم هو ثمرة الجهل.
- العلماء ورثة الأنبياء ؛ فالأنبياء لم يورث وإلا درهماً ولا ديناراً، وقد رفع الله العلماء في مصافهم، لأنهم يرثون الأرض بعلمهم.
- العالم يحق له تزكية نفسه لارتفاع قدراته في العلم ولكن دون مغالاة، كما طلب سيدنا يوسف-عليه السلام، أن يكون على خزائن الأرض.
سبل طلب العلم
لله درُّك يا طالب العلم، بقدرما تصبر وتجتهد تنل ما تتمنى، جدد نيتك وقوِّ من شكيمتك، وكلما سعيت في طلب العلم صغيراً كلما تهيأع لقك للعلم والحفظ، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
يا من تعلمت طوبى لك، اعمل بعلمك وأنفع غيرك واعمل به، لأنك سوف تُسأل يوم القيامة عن علمك ماذا عملت به ومن انتفع به، يا طالب العلم اترك المعاصي لتتقوى على الحفظ والعلم، كما قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع قلة حفظي
- ف أرشدني إلى ترك المعاصي
يا طالب العلم ابتعد عن التسويف في طلب العلم، واستغل وقتك ولا تفرط به، فالعمر ثوانٍ والعلم كثيرٌ والوقتُ قصير، فيا طالب العلم قم أضمم قلمك ليدك وقلبك، واكتب بما ينفع أمتك، ادفع به الخرافات والجهل التي تنتشر بشكل كبير منذراً بوصولنا لحقبة زمنية فادحة؛ فرسولنا الكريم ذكر أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل.
العلم وما أحدثه من تطور
لقد أحدثت الثقافة العلمية ثورة بحياة الإنسان، و سعت لمحو الأمية ، وزادت من رؤوس الأموال واستثمارها في مشاريع مفيدة، لذا فالمواطن الحديث يحتاج لثقافة علمية لكي يجاري غيره من أبناء جيله ولا يتخلف عنهم، ويصبح عبئاً على مجتمعه.
وعلى صعيد التعليم، ساهم تطور التكنولوجيا والمعلومات في تطوير التعليم، والقضاء على الفقر، و صعوبات التعلم ، عن طريق فيدوهات تفيد كيف يمكن تعليم ذوي الصعوبات وكيفية التعامل معهم.
وأيضاً هذه الاكتشافات العلمية وسعت مدارك الإنسان لرؤية لنفسه والكون والطبيعة وأدراك الآفاق وما يجري حوله؛ فالعلم يحول حياة الإنسان إلى أحسن، لذا علينا السير بطريق العلم بقوة، ليصعد مجتمعنا سلم التطور والتقدم ويكسر صخرة التخلف والتقهقر والانحدار.