ملخص رواية أبي اسمه إبراهيم
ملخص رواية (أبي اسمه إبراهيم)
هذه الرواية موجهة للأطفال، للكاتب أحمد خيري العمري ، تتحدث عن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في الدعوة إلى الله، وكيف استطاع أن يتوصل بفطرته السليمة وعقله إلى وحدانية الله وينبذ الشرك، في مقدمة الرواية يشير إلى أننا قد نكره قصص الماضي، إلا أن هذه القصة تعد استثناء، فهي قصة متجددة وكل واحد منا يمكن أن يكون جزءا منها.
مكان القصة وبطلها
وقعت أحداث هذه القصة في مدينة (أور) جنوب العراق، وكانت من أغنى مدن العالم وأكثرها رفاهية، وفيها نجد بناء (الزقورة) العظيم، وقد كان معبد آلهة القمر، وقد كان أهل هذه المدينة يعبدون آلهة كثيرة، تلك الآلهة كانت تتزاوج فيما بينها وتتشاجر وتتنافس وتغار.
أما إبراهيم عليه السلام كان أحد أبناء هذه المدينة، وكانت أسرته متدينة توقّر الآلهة، ويمتلئ بيتهم بتماثيلها. وقد كان إبراهيم يحبّ اللعب بهذه التماثيل الصغيرة، ولم تكن أسرته تقبل بهذا، بل كانت تهدده بسخط الآلهة عليه، وكان يتحدى ذلك فيضع - مثلا- آلهة الشمس في صندوق مظلم ويطلب منه أن يجد طريقه في الظلام.
كان والد إبراهيم عليه السلام نحاتا، يصنع تماثيل الآلهة ويبيعها للناس، وقد كانت المبيعات في متجره تتأثر بالمواسم، ففي موسم الشتاء وتأخر المطر كانت مبيعات إله المطر تزيد، وفي الحر تزيد مبيعات إله الشمس، ولم يكن إبراهيم عليه السلام يشارك والده في صنع التماثيل ونحتها.
رجال الدين
يعرض الكاتب في روايته مطولا لفساد رجال الدين، وعن مصالحهم المرتبطة بجهل الناس، فرفاهيتهم مقترنة باستمرار الناس في عبادة الأوثان، فمثلا كان يحدث اتفاق بينهم وبين والد إبراهيم عليه السلام ، فهم يأمرون الناس بعبادة آلهة محددة كل مدة، فيصنعها النحات ويبيعها بكثرة، وتكون لهم نسبة من الأرباح، كما كانوا يحصلون على كل القرابين التي يقدمها الناس للآلهة، ويتقاسمونها فيما بينهم.
نظرة إبراهيم عليه السلام لأوثان قومه
لم يكفّ إبراهيم عليه السلام طوال الرواية عن التفكير بتلك الآلهة التي كان يعبدها قومه، وبسخافتها وضعفها، إذ قال لوالده يوما: " كيف لآلهة تصنعها أنت، أن تكون قد صنعتك". كما كان يتعجب من كثرة عددها، ويتساءل عن مدى انسجامها فيما بينها، لأنها لو اختلفت على أمر ما، فلا بدّ أن اضطرابا سيصيب هذا الكون فالطبخة تفسد من كثرة طباخيها.
إبراهيم يصل إلى حقيقة الإله الواحد
بعد كلّ هذا التفكير واستخدام العقل فيما حوله وطرح الأسئلة المتعددة عن الكون والأوثان، يصل إبراهيم عليه السلام إلى حقيقة أن هذا العالم لا يمكن أن يكون قد خلق إلا من إله واحد. لقد أراد للناس أن يبصروا هذا الأمر، ويطردوا الجهل من عقولهم، لكنّه كان يعلم أنّ هذا الأمر لن يكون سهلا أبدا.
محاولات إقناع الناس
يبدأ إبراهيم عليه السلام رحلة طويلة يهدف من خلالها إلى دفع الناس لإعمال عقولهم فيما حولهم، فيطرح أسئلته عليهم ويبدأ من الكهنة، الذين يعجزون عن الرد على أسئلته، فيتهمونه بالجنون وبأن عفريتا ما سكن عقله ويجب إخراجه، ويستغلون هذه الكذبة للحصول على أموال طائلة من عائلته، بحجة أنهم يعرفون كاهنة تستطيع علاجه وإنقاذه من نفسه.
يتيقظ إبراهيم عليه السلام لتدبير الكهنة وخطتهم، ويقرر أن يقوم بحيلة معاكسة تكشف كذب الكاهنة وضعفها، لعل الناس يكفون عن تبجيلها وتقديسها. وبينما هي منفردة به توهم الناس أنها تقوم بعلاجه، يحاول إبراهيم أن يخاطب عقلها، فيحاورها، لكنها ترفض الاستجابة لمحاورته حتى لا تفقد هيبتها ومكانتها بين الناس.
يكشف إبراهيم عليه السلام حقيقة الكاهنة وزيفها للناس، فما هي إلا رجل دين متنكر يخدعهم جميعا، لكنه يفاجأ بأن الناس لم يستيقظوا، بل ازدادوا يقينا في كهنتهم، إذ أخبروهم أن عفريت إبراهيم هو من مسخ كاهنتهم، وعليهم أن يبتعدوا عنه قدر المستطاع حتى لا يصيبهم الأذى.
الأجداد
بعد ذلك، بات يدرك أن مشكلته مع قومه أنهَم كانوا يطيعون أجدادهم طاعة عمياء ويسيرون على خطاهم ولا يحيدون عنها، وهذا هو الحاجز الأساسي الذي كان يحول بينهم وبين الإيمان ، وقد حاول أن ينقل هذه الفكرة لوالده الذي انتفض غاضبا، وأعلن أنه لن يقبل في بيته من لا يقدّس الأجداد ويسير على خطاهم.
بذرة قبل الرحيل
علم أنه لن يستطيع المكوث طويلا في قومه فتجهّز للرحيل، لكنه أراد قبل ذلك أن يحاول زراعة بذرة فيهم، علها تنمو يوما إذا وجدت نفسا صالحة تقبل الحق ، ولذلك قرر أن يدخل المعبد في غياب الكهنة والناس ويضرب بالفأس كل التماثيل الموجودة فيه، فحطمها جميعا إلا التمثال الذي يمثل كبير الآلهة، فقد أبقاه سالما وعلق الفأس عليه وخرج قبل أن يراه أحد.
عندما عاد الناس ورأوا ذلك المشهد، علموا أنه هو من فعل ذلك فأرادوا محاكمته أمام الناس، فاستغل الموقف ليحاججهم، فأنكر فعلته، وطلب منهم أن يسألوا كبير الآلهة الذي لن يستطيع الكلام كما لم تستطع الآلهة الأخرى حماية نفسها، لم يستطع القوم أن يجيبوه، فأضرموا نارا ليحرقوه بها لكن الله أنجاه.