مقومات السياحة في الأردن
مقومات السياحة في الأردن
شكَّل الأردن نقطة جذبٍ للمسافرين القدامى في التاريخ، ولا يزال الأردن يجذب الأشخاص إليه من مختلف أنحاء العالم لجمعه بين الحداثة والتراث، كما جعلته أهميته الدينية والتاريخية من أهم المناطق السياحية في الشرق الأوسط ومختلف أرجاء العالم طوال أيام السنة؛ حيث تتنوّع مقومات السياحة في الأردن لتشكِّل عنصر جذبٍ سياحيٍ مهم، وهي كالآتي:
مقومات حضارية وتاريخية
يضمُّ الأردن العديد من المواقع التاريخية والأثرية؛ التي تُشكّل نقاط جذبٍ لمُحبّي سياحة الآثار والباحثين فيها، والذين يأتون إلى الأردن خصّيصاً لزيارة تلك المواقع ومعرفة تاريخها للاطلاع على تاريخ الحضارات التي عاشت سابقاً في المنطقة؛ فقد عاشت العديد من الحضارات على أرض الأردن منذ بدء التاريخ المكتوب وصولاً إلى الدولة الحديثة الحالية، وقد ساعده مناخه المعتدل وموقعة الاستراتيجي الذي يربط بين قارات العالم القديم على جعله ممراً تجارياً ومحطةً لاستقرار الهجرات السامية، ومن الحضارات التي عاشت على أرض الأردن؛ العمونيون، والمؤابيون جنوب الأردن بقيادة الملك يوشع، والأنباط الذين امتدت منطقة حكمهم من الشام إلى مدائن صالح، والآدميون، والآشوريون، والفرس، والبابليون، والمصريون، بالإضافة إلى تشكيل شمال الأردن الركن الأساسي لتحالف المدن العشر اليونانية، وفي فترة الحكم الإسلامي شكّل الأردن بوابة فتح الشام.
مقومات بشرية
يحظى الأردن بالعديد من المقوّمات البشريّة الدافعة لعجلة السياحة فيه، ويبين الآتي أهم هذه المقوّمات:
- السمعة الطيبة: يحظى الشعب الأردني بسمعةٍ طيّبة؛ فهو شعبٌ كريمٌ، وليّن الطباع، ويُظهر الكثير من الحب، والود لغيره.
- التسهيلات المالية: يجد السائح في الأردن سهولةً في التعامل فيما يتعلق بالأمور الماليّة، وجلب وإخراج الأموال؛ الأمر الذي يُشجّعه على الإقامة والاستثمار.
- الأمن والاستقرار: يتمثل ذلك في دور الشرطة السياحيّة، والشرطة البيئية اللتان أوجدتهما الأردن، وكان السبّاق فيها لتعزيز أمن واستقرار الدولة .
- التسهيلات السياحية: تُقدَّم للسائح إلى الأردن خدماتٌ سياحيّةٌ مُميّزة، تتمثّل في مستوى الفنادق، ومكاتب السفر، وأنظمة الدفع، وغيرها.
مقومات طبيعية
الموقع الجغرافي
ساهم الموقع الجغرافي للأردن وسط الوطن العربي في جعله وجهةً سياحيةً جذّابة؛ حيث إنّه يُعتبر البوابة الشمالية للجزيرة العربية الغنية بالثروات الطبيعية ونقطة وصلٍ بين عدّة أقطارٍ عربية، وبما أنّه يربط بين شرق الوطن العربي وغربه؛ فإن معظم القادمين إلى الوطن العربي يقصدون الأردن للاستمتاع بمناخه المعتدل ومواقعه السياحية المتنوعة التي تُرضي كافة الأذواق، وجغرافياً تمتد أراضي الأردن على مساحةٍ تلتقي فيها صحراء شمال الجزيرة العربية بأراضي البحر المتوسط، أمّا سياسياً فيحظى الأردن بثاني أعلى نسبة جوارٍ لدولةٍ عربية مع الدول الأخرى بحيث يلي السعودية مباشرةً؛ ويشترك الأردن بحدوده مع فلسطين بطولٍ يصل إلى حوالي 560كم، ومع السعودية بطولٍ يصل إلى حوالي 726كم، ومع جمهورية سوريا بطولٍ حدودي يصل إلى حوالي 455كم، وأخيراً مع العراق بطولٍ يصل إلى حوالي 133كم.
المناخ
يتمتَّع الأردن بمناخٍ معتدل وجوٍّ مشمس على مدار السنة تقريباً؛ ممّا يُساعد على جذب السيّاح إليه، فالسيّاح الباحثون عن الدفء في فصل الشتاء يقصدون مناطق غور الأردن، والبحر الميت، والعقبة؛ التي تكون درجات الحرارة فيها أعلى قليلاً، أمّا الباحثون عن البرودة في فصل الصيف فيقصدون عمان وجبال عجلون؛ حيث يكون النهار فيها مشمساً أمّا الليل فيمتاز ببرودةٍ لطيفة تُتيح ممارسة النشاطات الخارجية، كما تتميّز منطقة شمال الأردن بجوٍّ ربيعيٍ لطيف وتنتشر على أراضيها الأعشاب الخضراء والأزهار البرية؛ ممّا يجذب السياح إلى تلك المناطق، مثل: عجلون، ودبين، وغيرهما، ويُشار إلى أنّ فصلي الخريف والربيع يمتازان بطقسٍ لطيف وشتاءٍ خفيف.
التنوع البيئي
يتميَّز الأردن بتنوّع بيئاته؛ إذ إنه يشتمل على منطقة الغور، والبادية، والريف، بالإضافة إلى الغابات والشواطئ، والينابيع الطبيعية، ممّا يؤدّي إلى تنوع الكائنات الحيّة النباتية والحيوانية فيه، كما أنّه مناسبٌ للسياحة في جميع فصول السنة؛ إذ تتوافر فيه المشاتي والمصايف، فهو بذلك يمتلك المقومات الجغرافية الطبيعية التي تُلبّي كافة احتياجات السياح.
يتميّز الأردن بتنوّعٍ جيومورفولوجي أهَّله ليكون على قائمة أبرز الأماكن السياحيّة في العالم، فتجد فيه المصايف على جبال عجلون وإشتفينا، ودبين، والمشاتي في العقبة، وغور الأردن، والبحر الميت؛ الذي يقصده السياح لأغراض العلاج والاستجمام، الأمر الذي يُنشّط الحركة السياحيّة في المملكة على مدار العام.
يُعدُّ التنوع البيئي في الأردن من أبرز مكوّناته؛ فتوجد فيه البيئة الغوريّة، والشفاغوريّة، والجبلية، بالإضافة إلى البيئة الصحراويّة، وبيئة السهول الداخلية، والشواطئ المترامية على خليج العقبة، ويتخلّل هذه البيئات الست البيئة الفطريّة المُحتضنة للحياة البرية في المملكة؛ والتي تشتمل على عددٍ من المحميّات الطبيعيّة؛ كمحميّة ضانا، والشومري، وأخيراً هنالك بيئة المنكشفات الصخريّة التي نُحتت فيها تحفة فنيّة غاية في الروعة والإبداع، والتي أصبحت إحدى عجائب الدنيا السبع في السابع من تموز في عام 2007م، وهي مدينة البتراء الورديّة.
وللتعرف أكثر على السياحة العلاجية في الأردن يمكنك قراءة المقال السياحة العلاجية في الأردن
وللتعرف أكثر على معالم الأردن الأخرى يمكنك قراءة المقال معالم الأردن