مقومات السعادة الأسرية
مقوّمات السعادة الأسرية
المرونة بين أفراد العائلة
تتميّز الأسرة السعيدة بالمرونة التي تظهر من خلال الأحاديث المُفصّلة عن الأشياء بين أفراد الأسرة، ووضع الخطط البديلة في حال الحاجة إليها، وأخذ الدروس من الظروف الصعبة والحرص على أن يكون أفراد الأسرة متفائلين خلالها، ومواجهة هذه الأزمات بتكاتف وتعاضد من خلال مناقشتها ومحاولة إيجاد الحلول.
يجب توفير بيئة سليمة تُساعد الأفراد على مواجهة صعوبات الحياة، وذلك من خلال ما يأتي:
- تحدّي الأزمات: تهتم الأسرة المرنة بمواجهة التحدّيات أو التكيّف مع الظروف الصعبة التي قد تتعرّض لها بشكل مشترك، إذ ينبغي على الجميع تحمّل المسؤولية ، فذلك يُساعد على تقوية الروابط الأسرية، وذلك من خلال تحديد دور كلّ فرد في مواجهة المشاكل والمرونة في تبادل الأدوار فيما بينهم بما يتناسب مع التحدّيات التي تتعرّض لها الأسرة.
- النظرة الإيجابية: تتميّز الأسرة المرنة بقدرتها على التركيز على النقاط الإيجابية في أوقات الأزمات، والحفاظ على التفاؤل والثقة للتغلّب على التحدّيات التي تواجهها.
- القيم الروحانية: تُعدّ القيم الروحانية من الأمور الأساسية التي تُركّز عليها الأسرة المرنة، حيث تعتبر الأسرة أنَّ قوّة الأفراد وراحتهم تكون من خلال آداء الصلوات الدينية أو ممارسة تقاليد ثقافية معيّنة.
- التواصل تُركّز الأسرة المرنة على مهارات التواصل والتفاعل بين أفرادها، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم في تحديد المشاكل، وإيجاد الحلول لها بشكل جماعي، ممّا يجعلهم مستعدّين لمواجهة تحدّيات المستقبل، ويُتيح لهم فرصة التعبير عن أفكارهم والانفتاح العاطفي فيما بينهم.
- الاستفادة من الموارد الاقتصادية والاجتماعية: تتميّز الأسرة المرنة بإنشائها علاقات مع مجموعة من الأشخاص؛ كالأقارب والأصدقاء، أوالمنظّمات التي يُمكن الاعتماد عليهم عند الحاجة وطلب المساعدة المادية أوالمعنوية منهم.
كيف نتعامل مع اختلاف آرائنا مع عائلتنا برأيك؟
التواصل
يُعدّ التواصل بين أفراد الأسرة الذي يقوم على المحبّة والتفاهم من الأمور المهمّة للترابط الأسري، ويظهر من خلال ما يأتي:
- الصدق بين أفراد الأسرة.
- حسن الإصغاء والاستماع بين أفراد الأسرة.
- التواصل المستمر بين أفراد الأسرة.
- إبداء الاهتمام لكلّ فرد، وإظهار مشاعر المحبة.
- إعطاء النصائح والتوجيهات، والبُعد عن أسلوب الانتقاد.
- تحفيز السلوك الإيجابي.
- منح حرية الرأي والتعبير لكلّ فرد في الأسرة.
- التعاون في حلّ المشاكل والصراعات التي قد تتعرّض لها الأسرة.
يجب توفير بيئة إيجابية في المنزل لتقوية الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، ويكون ذلك من خلال تحسين التواصل الأسري بينهم من خلال عدّة أمور منها ما يأتي:
- التواصل بشكل متكرّر: يكمن دور التواصل الفعّال داخل الأسرة في إنشاء علاقات أفضل بين أفرادها، لذا يجب إيجاد الأوقات المناسبة للتواصل الأسري، وتبادل الآراء والأفكار فيما يخصّ أمور الأسرة بشكل دائم؛ كالتحدّث أثناء تناول وجبة العشاء أو تخصيص جلسات عائلية في أوقات مناسبة لكافة الأفراد.
- التواصل مباشرةً وبوضوح: من المهم تشجيع الأفراد بعضهم البعض على مشاركة مشاعرهم وطرح أفكارهم بصراحة ووضوح؛ لإنّ ذلك يُساعد على إصلاح العلاقات الأسرية بينهم.
- الاستماع الفعّال: وذلك من خلال الإنصات والتركيز على حديث الفرد المتكلّم سواء كان أحد الأزواج أو الأطفال دون مقاطعته؛ من أجل فهم ما يدور في ذهنه.
- الثقة بين أفراد الأسرة: فالآباء والأمهات هم المسؤولون عن خلق بيئة أسرية تسمح لأفراد الأسرة بحريّة التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بصدق، والذي بدوره يُقوّي الثقة بينهم.
- فهم لغة الجسد: من المهم التنبّه للكلام اللفظي والإشارات غير اللفظية أثناء الحديث " لغة الجسد " على حدّ سواء.
الالتزام بالعائلة
تتميّز الأسرة السعيدة بالتزام أفرادها مع بعضهم البعض، ويظهر ذلك من خلال وجود الثقة والمسؤولية الاجتماعية بين أفراد الأسرة،والتزامهم بالسلوكيات المسموح بها، ويُمكن القيام بعدّة أمور تدعم التزام أفراد العائلة، ومنها ما يأتي:
- حفظ الوعود والاتفاقات والالتزامات الزوجية، وتخصيص أوقات سنوية مثلاً لتذكّرها وتجديد الاتزام بها.
- الاحتفال بالتقاليد العائلية وتعزيزها من خلال ممارسة نشاط خاص بالأسرة بشكل منتظم وابتكار عادات جديدة؛ كزيارة بيت الجدة أو تناول وجبة مميزة كلّ أسبوع.
- التعرّف على تاريخ الأسرة من خلال جمع الصور الخاصّة بالأجداد وعرضها على أفراد الأسرة، أو طلب رواية تاريخ الأسرة من الأجداد والأشخاص الكبار.
- مشاهدة مقاطع فيديو متخصصة في موضوع الالتزام بالعلاقات الأسرية.
ممارسة الأنشطة معاً
يُمكن توفير بيئة أُسريّة سعيدة من خلال ممارسة الأنشطة بين جميع أفرادها، ومن هذه الأنشطة ما يأتي:
- اللعب معاً.
- تناول وجبة العشاء وتبادل أطراف الحديث.
- التخطيط للخروج في نزهة.
- الاحتفال بأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة.
- التخطيط لقضاء العطلة بما يتناسب مع ظروف كلّ أفراد الأسرة ، وقضاء أوقات كافية بعيداً عن الأجهزة التكنولوجية، وممارسة الأنشطة الجماعيّة؛ كالمشي أو ممارسة الرياضة.
تعود ممارسة الأنشطة الجماعيّة بين أفراد الأسرة بفوائد كثيرة منها ما يأتي:
- تعزيز الروابط العاطفيّة بين الآباء والأبناء.
- تحسين التواصل بين أفراد الأسرة.
- التقليل من المشاكل السلوكية.
- زيادة قدرة الأطفال في رفع تحصيلهم الأكاديمي.
إظهار الحب وتبادل المشاعر
تتميّز الأسرة السعيدة بقدرة أفرادها على التعبير عن مشاعرهم اتجاه بعضهم البعض، ويكون ذلك من خلال القيام بعدّة أمور منها ما يأتي:
- مصارحة أفراد الأسرة بما يكنّونه من مشاعر اتجاه بعضهم البعض.
- إظهار المحبة والمودة فيما بينهم.
- تقديم الرعاية والمساعدة.
- فعل الأشياء المفيدة للأسرة.
- الاهتمام بالكلمات اللطيفة، وتقدير كلّ فرد من أفراد الأسرة.
تقبّل الاختلافات
يختلف أفراد الأسرة فيما بينهم من حيث الاحتياجات الشخصيّة وبعض المعتقدات، ومن الطرق التي تُساعد على تقبّل الاختلافات الفردية ما يأتي:
- احترام وجهات النظر المختلفة.
- إتاحة الفرصة لكلّ فرد في الأسرة في التعبير عن رأيه.
- مسامحة الأفراد بعضهم البعض.
- تحمّل كلّ فرد مسؤوليته الخاصة.
مقوّمات أخرى للسعادة الأسرية
- العدالة بين الأبناء: تحرص الأسرة السعيدة على تطبيق مبدأ المساواة بين أبنائها لما له من أثرٍ إيجابي عليهم، إذ إنّ ذلك يُعزّز ثقة الطفل بنفسه وشعوره بأنّه طفل محبوب، وينبغي على الآباء عدم التفريق في المعاملة بين الأبناء خصوصاً عند امتلاك أحدهم قدرات أفضل من الآخر، كما أنّه من المهم الابتعاد عن أسلوب تعميم العقاب على جميع الأبناء من أجل ضبط سلوك أحدهم؛ لما له من أثرٍ سلبيّ على سلوك الأبناء وجعلهم يتصرّفون بشكل سيّئ.
- إشراك الأطفال في القرارات وسماع آرائهم: يجب على الآباء التحدّث مع أطفالهم وتشجيعهم على إبداء آرائهم واقتراحاتهم والأخذ بها.
- عمل طقوس خاصة بالأسرة: وفقاً للدكتورة باربارا فيسي أستاذة علم النفس في جامعة سيراكيوز فإنّ كلّ أسرة تحتاج إلى وجود عادات وأنشطة خاصة بها يستمتع أفرادها بالقيام بها، وقد تتفرّد كلّ أسرة عن غيرها بطقوسها الخاصة، مثل: تناول البيتزا في يوم العطلة مثلاً، ومن المهم أن تكون هذه الأنشطة مرنةً بحيث يُمكن إيجاد البديل عنها، فمثلاً في حال إغلاق مطعم البيتزا ذات يوم يُمكن إيجاد مطعم آخر أو الاستمتاع بنشاط ترفيهي آخر.
- تبادل القصص بين أفراد العائلة: من المهم مشاركة الأحداث اليومية التي تحصل مع كلّ من الآباء والأطفال مع بعضهم البعض؛ لتفادي الشعور بالملل الذي يضرّ بالعلاقة بين الآباء والأطفال، فمثلاً بعد عودة الأطفال إلى المنزل يستطيع الآباء أن يسألوهم عمّا حدث معهم في المدرسة، كما يُمكن للآباء مشاركة ما مرّوا به أحداث يومية مع أطفالهم.
- إبعاد الخلافات الزوجيّة عن الأبناء: وفقاً لرابي بوتيتش مستشار العلاقات الأسرية من المهم تجنّب الآباء المشاحنات أمام أطفالهم، وفي حال تمّ إجراء نقاش حادّ أمام أطفالهم ينبغي إنهاؤه بسرعة لما له من أثر سلبي على نفوسهم، كما أنّ عليهم الاعتذار لأطفالهم.
- الموازنة بين العمل والحياة المنزليّة: يُعتبر العمل المتواصل من الأمور التي تؤثّر سلباً على الحياة الأسريّة، لذا لا بدَّ من الفصل بين العمل والحياة الأسريّة، فلا يسمح الأبوين لضغوطات العمل أن تمنعهم من تواجدهم مع أطفالهم.
- وضع قواعد منزلية ثابتة: من المهم صياغة مجموعة من القواعد داخل الأسرة والالتزام بها واحترامها، إذ إنَّ ذلك يُقلّل من حدوث المشاكل بين أفرادها.
- تناول الطعام معاً: يُعدّ اجتماع أفراد الأسرة على مائدة الطعام وتبادل أطراف الحديث أمراً مهمّاً في ترابط الأسرة، فإعداد وجبة طعام رئيسية تجمع بين أفراد الأسرة تُعدّ وقتاً مهمّاً للتواصل.
- الدعم: يجب الاهتمام بتماسك الأسرة من خلال وقوف أفراد العائلة بجانب بعضهم البعض، وتقديم الدعم النفسي في الأفراح والأحزان، بحيث يشعر كلّ فرد أنّه مدعوم ومحبوب، وبإمكانه الحصول على المساعدة عندما يحتاج لها.
- حرص الوالدين على الاعتناء بأنفسهم: عادةً ما يهتم الآباء والأمهات برعاية أفراد العائلة دون الانتباه لأنفسهم واحتياجاتهم الخاصّة، لكن من المهم بالنسبة للوالدين الاعتناء بالمشاعر والاحتياجات الشخصية الخاصة بهما من خلال تخصيص أوقات للراحة؛ لاستعادة نشاطهما وقدرتهما على مواصلة أعمالهما بشكل أفضل.
- الحديث عن تاريخ العائلة: على الآباء والأمهات رواية تاريخ أجدادهم للأطفال، إذ إنّ ذلك يُشعرهم بالاهتمام تجاه جميع أفراد الأسرة، إضافةً إلى تعزيز الصورة الذاتية الإيجابية لدى الأطفال.
- اللعب والضحك معاً وتفعيل عنصر المفاجأة: وذلك بتخصيص وقت لممارسة الأنشطة الجماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، ويكون الهدف منها إتاحة الفرصة لأفراد الأسرة للاستمتاع بقضاء الأوقات معاً، فعلى سبيل المثال يُمكن مشاهدة الأفلام المُضحكة، أو لعب كرة السلة كفريقين، أو تبادل القصص مع الأبناء قبل النوم، كما تُعدّ تحضير المفاجآت السارّة لأفراد الأسرة ذات أهمية كبيرة من الناحية النفسية، إذ إنّها تُشعر أفراد الأسرة بإنّهم محبوبون؛ كالذهاب في نزهة غير متوقعة للأطفال، أو مفاجأة أحد أفراد الأسرة بتحضير كوبين من الشاي أو القهوة للوالدين.
- السفر: يُعدّ السفر وقضاء الأوقات الأسرية في مكان آخر غير المنزل من أفضل الأوقات التي تُسعد الأفراد لإنّها تجمعهم معاً، فالتخطيط للذهاب إلى وجهة مُعيّنة وزيارة مناطق جديدة يُشعر أفراد الأسرة بالمتعة والسعادة.
كيفية حلّ المشاكل العائليّة
تمرّ الأسرة بعدّة مراحل من شأنها أن تُسبّب ضغوطاً على أفرادها؛ كقدوم طفل جديد، أو ذهاب الطفل الى المدرسة، أو دخول أحد الأفراد في مرحلة المراهقة، كما يوجد عدد من التغيّرات التي تطرأ على الأسرة وتُسبّب لها ضغوطاً كبيرةً؛ كالطلاق، أو الانتقال الى منزل جديد، أو التنقل بين مناطق مختلفة للعمل، أو سفر أحد أفرادها، أو التعرّض لضائقة مالية، ويُمكن حلّ المشكلات التي تتعرّض لها الأسرة من خلال ما يأتي:
- التفاوض بين أفراد الأسرة: وذلك من خلال تقييم ما إذا كانت المشكلة تستحق الشجار، وتحديد الأسباب التي أدّت إلى الشجار، كما يجب مراعاة التحدّث بهدوء ووضوح أثناء حل المشكلة، وتجنّب الإصرار على الآراء لأنّ الفكرة من الحوار هي حلّ الشجار، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم موافقة الشخص الآخر على الآراء المقترحة، ومع ذلك فمن المهم احترام وجهات النظر، والاستماع لما يقوله الطرف الآخر، وتقبّل الاختلاف بين الأفراد.
- العمل كفريق واحد لإيجاد الحلول: من المهم توضيح وجهات النظر بين جميع الأطراف المشاركين في حلّ المشكلة من أجل الوصول إلى الحل، وذلك من خلال تقديم عدد من الحلول، والاستعداد لتقديم التنازلات للوصول إلى حلّ للمشكلة ، ومراعاة تقديم الأسباب التي تدفع الأطراف لاختيار أحد الحلول بدلاً من غيره، والتمسّك بالحلّ الصحيح.
- الاستماع وتحدّث الأفراد مع بعضهم: يؤدّي سوء فهم وجهات النظر بين الأفراد إلى تصاعد النزاع بينهم، لذا يجب مراعاة ما يأتي:
- الالتزام بالهدوء.
- وضع العواطف جانباً.
- الاستماع للطرف الآخر، وفهم ما يقوله، وعدم مقاطعته.
- تأكّد الفرد من فهمه للموضوع من خلال طرح الأسئلة.
- إيصال وجهة النظر بوضوح.
- عدم طرح أسئلة لا علاقة لها بالموضوع.
بعض العوامل المؤثّرة في سعادة الأسرة
الخلافات
تُعدّ الخلافات الأسرية من أهم الأسباب التي تُهدّد حياة الأسرة بأكملها وتُفرّق بين أفرادها، فالأجواء السلبية والمتوترة تقضي على السعادة الأسرية وتُحدث خللاً في الروابط بين أفرادها، وبشكل عام يُمكن إخفاء الخلافات الزوجية عن الأطفال لكن من الصعب إخفاء الأجواء المشحونة داخل الاسرة.
طبيعة العلاقة مع الأبناء
تعتمد السعادة الأسريّة على عاملين رئيسيين؛ أولهما تواصل الآباء مع أبنائهم والنقاش معهم، وثانيهما موقف الآباء تجاه تربية الأطفال وتفهّمهم لهم، وقد بيّنت الدراسات أنَّ أكثر من ثلثي الأسر التي تتميّز بقوّة العلاقات والروابط الأسرية بين الآباء والأبناء وتفهّم الآباء لأبنائهم هي أُسر سعيدة، أمّا الأُسر التي تكون فيها الروابط الأسريّة سيئةً ولا يوجد بينهم تفهّم لسلوك الأطفال فإنّ ربعها فقط يُمكن اعتبارها أُسر سعيدة .
الصحة
تُعدّ الصحة البدنية والعقلية لكلّ من الوالدين والأطفال من الأمور التي تُساعد على تحقيق السعادة للأسرة، إلّا أنّ صحة الأطفال أكثر تأثيراً في سعادة الأسرة، وقد بيّنت النتائج أنّ 56.6% من الأُسر التي يُعاني الوالدان فيها من مشاكل صحيّة هم أُسر سعيدة، لكنّ 39.1% فقط من الأُسر التي تضم أطفالاً يُعانون من مشاكل صحية تُعتبر أُسراً سعيدةً.
الوضع المادي
وُجد أنّ الأسر التي لا تستطيع تلبية متطلبات المعيشة الأساسية، وتوفير المساحة اللازمة للعيش، وتأدية ما عليها من التزامات مالية، لديها احتمالية بمقدار سبعة أضعاف لتُعتبر أُسراً غير سعيدة مقارنةً بالأُسر القادرة على توفير هذه المتطلبات، ومن جهة أخرى فإنّ 75.8% من الأُسر التي تستطيع تقديم وجبة يوميّة من البروتين لأفرادها، وتغطية الحاجات الأساسية من كهرباء وتدفئة، وإمكانية الخروج في نزهة خلال العطل والإجازات تُعتبر أُسراً سعيدةً، بينما تقل النسبة إلى 41.8% في حال كانت الأسرة غير قادرة على تحقيق ذلك.
تعريف الأسرة
تُعرّف الأسرة لغةً على عدّة أوجه، فكلمة الأسرة تعني الدرع الحصينة، ومفهوم الأسرة يُطلق على الجماعة التي يربطها أمر مشترك؛ كانتمائها إلى نفس الجدّ، ويُسمّى المسؤول عن الأسرة برب الأسرة، كما يُطلق مفهوم الأسرة التعليمية على العاملين في حقل التعليم، أمّا فريق العمل فيُطلق عليهم أسرة عمل، كما يتمّ تخصيص مفهوم الأسرة المالكة ليدل على عائلة الملك والملكة، أمّا جمع كلمة أسرة فهو: أُسر، وأُسُرات، وأُسْرات.
يوجد صعوبة في تحديد تعريف اصطلاحي دقيق للأسرة، إذ إنّها تجمع بين السمات البيولوجية إضافةً إلى عدّة سمات أخرى ينبغي أن تُؤخذ بعين الاعتبار، ويُمكن تعريف الأسرة على أنّها وحدة اجتماعية بيولوجية تتكوّن بشكل نظامي بعد إقامة زواج مُقرّر بين رجل وامرة وإنجاب الأطفال، ومن الوظائف التي تقوم بها الأسرة إشباع الغرائز العاطفية وتوفير البئية المناسبة لتنشئة الأبناء.
أهميّة الأسرة وتأثيرها في رفاهية الفرد وسعادته
يؤثّر كلّ من الضغوطات والدعم الاجتماعي والمقصود به تقديم المحبة والنصح والرعاية في الحالة النفسية ، والسلوكية، والفسيولوجية، والاجتماعية للأفراد، وذلك من خلال ما يأتي:
- تأثير الضغوطات: تؤثّر الضغوطات سلباً على رفاهية الأفراد وصحّتهم العقلية، وتضطرهم للقيام بسلوكيّات غير صحية لمواجهة الإجهاد تزيد من التوتر ممّا يؤثّر سلباً على العلاقات بينهم، كما أنّ الضغوطات تُسبّب مشاكل صحيةً تؤدّي إلى تدنّي الوظيفة المناعية وبالتالي الإصابة بأمراض مختلفة؛ كأمراض القلب والاكتئاب.
- تأثير الدعم الاجتماعي: يؤثّر الدعم الاجتماعي في جودة العلاقات، ويُساعد على الحفاظ على الصحة العقلية، والتغلّب على الضغوطات وتحقيق الرفاهية، كما أنّه يزيد من احترام الذات وثقة كلّ فرد بنفسه وشعور الأفراد بأهميتهم ممّا يزيد من دعمهم النفسي، بالإضافة إلى أنّه يُساهم في اهتمام أفراد الأسرة ببعضهم البعض وتقديم النصائح عند الحاجة.