مقدمة قصيرة عن مكارم الأخلاق
مقدمة قصيرة عن مكارم الأخلاق
يقول نبيّنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فالأخلاق الكريمة هي التي تزين الأمم والأقوام وإن النبي جاء ليركز على الخير الذي كان في قريش بالرغم من كل عيوبهم، جاء ليتمم أخلاقهم ويهديهم إلى الصائب منها ويدعوهم إلى ترك سيئها.
ومكارم الأخلاق هي التي تضمن للمجتمع الحفاظ على المبادئ والتوازن النفسي والأخلاقي، خاصة عندما تختلط المبادئ وينتشر دعاة الرذيلة، فتبقى مكارم الأخلاق هي صمام الأمان لحفظ المجتمع وحمايته.
ومن أبرز مكارم الأخلاق التي يجب التحلي بها القناعة والرضى والبر والإحسان والصدق والأمانة والصبر، ومن مكارم الأخلاق أيضًا الشجاعة والتروي والكرم والاعتدال والإيثار والعدل والحياء والشكر وحفظ اللسان والجسد.
مقدمة قصيرة عن أهمية الأخلاق في المجتمع
الإنسان إذا كان كريم الخلق ليّن الطباع، أحبّه الله ورسوله وأحبه الناس وتيسرت أموره وحافظ على مكانته وقيمته، فالصادق يحفظ نفسه من الكذب والوقوع في الزلل، والأمين لا يسرق ويتقي الله فيما لديه من أمانات، فيستأمنه الناس ويحبونه، وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى على الأخلاق الكريمة، كالحلم واللين والكرم والرحمة والحنان والإحسان.
على الجانب الآخر فإن البعد عن الأخلاق السيئة، أكبر مكانة ويحتاج إلى صبر كثير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب)، فردد مرارًا، قال: (لا تغضب).
ما كان النبي ليكرر هذه الوصية عن ترك الغضب إلا لأنها تحتاج من الإنسان صبرًا ومجاهدةً وكظمًا لغيره، فإنه إذا كبح جماح نفسه وسيطر على نزوة الغضب العابرة، سيتجاوز الندم الكبير الذي يلحق تلك النزوة ويتوقف عن لوم نفسه مرارًا وتكرارً.
مقدمة عن أثر الأخلاق السيئة على الإنسان والمجتمع
دعا الإسلام إلى ترك الأخلاق السيئة، ومن الأخلاق السيئة التي دعا الإسلام إلى تركها التجسس والغيبة ، فيقول تعالى في كتابه الكريم: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم).
شبه الله المغتاب لأخيه بالآكل من لحمه وهو ميت، وإن هذه صورة تأباها وتكرهها النفوس السوية، وإنما كان الغرض من هذا التشبيه التنفير من الغيبة، وتوضيح ذنبها الكبير وأثرها الشنيع، وكذلك فقد نفّر من التجسس الذي يفتح الباب على مكاره كثيرة تقود الإنسان لعواقب وخيمة، وتجعله يقتحم خصوصية غيره ويعتدي عليها.
لا بد لنا أن نتذكر دائمًا أن الخير والشر يعودان على صاحبهما مهما طال الزمن، وأن الذي يقدم الخير ويلتزم محاسن الأخلاق ومكارمها في كل تعاملاته ومع جميع من يقابلهم يلقى خيرًا وتيسيرًا وتوفيقًا من الله أولًا وإجلالًا واحترامًا من الخلق ثانيًا.