مقدمة إنشاء عن الأخ الصالح
الأخ الصالح سند وعزوة
الأخ الصالح سندٌ لا يميل، وعزوة يفتخر بها القلب وتنتشي بها الروح، وهو غصنٌ أخضر يرفرف على بوابة العمر ليشعر القلب معه بالأمان الدائم.
والأخ الصالح لا يمكن أن يتخلى عن إخوته أو أهله مهما جارت الظروف وتبدلت الأحوال، لأنه تشرب الأخلاق الحميدة حتى ارتوى، فانعكس هذا عليه وعلى طريقة تعامله مع إخوته، لذلك هو مصدر فخر لكلّ العائلة.
من يملك أخًا صالحًا هو في الحقيقة يملك ثروة حقيقية، لأنه يملك من يدافع عنه في حضوره وغيابه، فهو جيشٌ مغوار يلبي النداء في كلّ وقت، ويفرض هيبة وجوده في كلّ الميادين، ولا يعرف قيمة الأخ الصالح إلا من عاش محرومًا من وجوده، لأنه سيشعر أنه يواجه الحياة وحيدًا دون درعٍ يحميه، ولا يملك أن يكون له سندٌ مؤتمن، فقلب الأخ لا يُشبه قلب الغريب.
الأخ الصالح أمانٌ من غدر الأيام
الأخ الصالح هو صمام الأمان في الحياة، وهومفتاح الأمل والتفاؤل، ومجرد أن يكون حاضرًا تنقلب الموازين ويشعر من يملك أخًا صالحًا أنه محاط بسور من الرحمة والحب والخير والعطاء غير المحدود.
لهذا فإنّ أفضل وصف يليق بالأخ الصالح أنه ربيع العمر وأجمل زهراته، بل هو نخلة باسقة تحمل أطيب الثمر لتطعمها لمن هم حولها، والأخ الصالح جسرٌ للعبور نحو الفرح.
من أراد أن ينعم بطيب الحياة عليه أن يكون دومًا قريبًا من أخيه الصالح ويستمع لنصائحه؛ لأنه بمثابة موسوعة متنقلة للحكمة والمعرفة، وهذا يعني أنّ الأخ الصالح يغدق إخوته بالحب و العطاء والنصح والإرشاد، وهو خير صديقٍ لهم، وهو أفضل ناصح لهم وقت الخطأ، فحب الأخ لإخوته حبٌ غير مشروط لا ينتظر أي جزاء كي يكون متاحًا، فالمجد كله لقلب الأخ الصالح لأنه يستحق.
الأخ الصالح حصنٌ حصين
الأخ الصالح حصنٌ حصين من الكثير من الأحداث المؤذية، فهو يصون القلب من الوقوع في الحزن والزلّات، وإحساسه دائمًا يسبق الحدث كما لو أنه طائر السعد الذي يرفرف بجناحية على إخوته ليحرسهم من الخوف والظلم والفقر، فيشعر أنه يحيط أحبته بالأمان، وهذا أكثر ما يتمناه في حياته، لهذا فإن الأخ الصالح غالبًا ينعم بالكثير من السلام الداخلي .
السبب في هذا التجلي الذي يظهر بين قسمات الأخ الصالح هو حبه للعطاء، ورغبته في أن يكون دومًا مصدرًا للخير بالنسبة لإخوته فيلبي رغباتهم حتى قبل أن ينطقوا بها، ويقوي عيونهم وقلوبهم بمجرد أن يكون حولهم، فيهيمون به فخارًا وعزًا وكبرياء، ويتمنون لو أن الأخ الصالح يتكرر دائمًا بنفس الصورة والهيئة التي لا يمل منها أي أحد.
صورة الأخ الصالح في ذهن إخوته صورة لامعة جامعة للحب تتميز بالإيثار والأخلاق العالية التي تتكرر دومًا، وهي صورة مثالية جدًا وقريبة من القلب تجعل المشاكل مدفونة بين الأخوة فلا يُسمع ولا يُرى منهم إلا الخير فيكبرون عليه ويربون أولادهم عليه.