مقدمة إذاعة مدرسية عن الصناعة
الصناعة مرآة التقدُّم والازدهار
تُمثّل الصناعة لأيّ دولة رمزًا من رموز التقدم العلمي والتكنولوجي ، خاصّة أنّ الصناعة بالدرجة الأولى تعتمد على مدى اهتمام الدولة بالاعتماد على نفسها بأن تكون دولة مُنتجة غير مُستهلكة، تعتمد في تصنيع ما تُريد من الأيدي العاملة فيها وفي مصانعها التي تقع ضمن حدودها.
الصناعة تُساعد الدولة في استغلال المواد الخامّ الموجودة في أراضيها لإنتاج مُختلَف المواد المُصنّعة التي يحتاجها أبناء الوطن، سواء من المواد الغذائيّة والعلاجيّة، أو الملابس والأحذية، وقد تلجأ إلى التصدير إذا توافر لديها فائض من الصناعات.
هذا يعني أنّ الصناعة دليلٌ على حرص الدولة على مُواكبة التطوّر بكلّ ما تملك من تخطيط وإدارة ناجحة، فالدول الصناعيّة تحتلّ مراتب مُتقدمة بين الدول، وتضع لنفسها مكانة مرموقة في عالم الصناعات ؛ لأنّها تُشغل الأيدي العاملة وتعمل على تقليل البطالة ، فتُصبح الدولة قويّة وغير تابعة لأحد.
الصناعة دليل التطوّر التكنولوجي
الصناعة دليلٌ على أنّ الدولة تشهد تطوّرًا تكنولوجيًّا كبيرًا، لأنّ الصناعة تعتمد بالدرجة الأولى على الآلات وعلى وجود الأشخاص الحِرَفيين ممّن يحملون شهادات وخبرات وتدريبات مُختلفة، بحيث يكونوا قادرين على مُواكبة التطوّر الذي يُؤهلهم لعمليّات التصنيع، لهذا فإنّ الصناعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتقدُّم الدول.
يُقاس تقدُّم الدول بكميّة الصناعات التي تُنتجها وتكتفي بها ذاتيًا، بالإضافة إلى جودة هذه الصناعات، وقُدرتها على المُنافسة العالميّة بين الدول الأُخرى التي تصنع نفس المواد، وكلّما زادت كمية التصنيع ساهم هذا في أن تتسارع عمليّة التطوّر في الدولة، بالإضافة إلى خَلْق العديد من الفُرص الاستثماريّة فيها، وهذا كلّه يعود بالفائدة على أبناء الدولة.
بالطبع فإنّ الدول التي تصنع السيارات والطائرات والآلات والأجهزة المُعقّدة تمتاز بتطوّر تكنولوجي وعلمي هائل أكثر من الدول التي لا تزال تعتمد على الصناعات البدائية والحِرَف التي لا تحتاج إلى الكثير من العلم والمعرفة ، لهذا يجب أن تضع الدولة قدمها في مكانٍ ثابتٍ في عالم التصنيع، وأن يتمّ الاهتمام بقطاع الصناعة بالدرجة الأولى.
الصناعة عماد للاقتصاد الوطني
الصناعة بالنسبة لأيّ دولة هي عِماد الاقتصاد الوطني، ولديها قُدرة كبيرة على نَقْل الدولة إلى رُتبة الدول الغنيّة التي تُقدّم مُساعدات وتحتضن استثمارات عديدة، خاصّة أنّ الصناعة تُنشّط حركة الاستيراد والتصدير في الدولة، وتُساعد في بناء الاقتصاد وزيادة الدخل الوطني، وتوفير فُرص عمل لأبناء الوطن وحتّى للعمالة الوافدة، وتصنيع الموادّ الخام في الدولة ممّا يعني استثمار الموارد الطبيعية على أفضل وجه.
الصناعة تُساهم بشكلٍ كبيرٍ في خَلْق حالة من النشاط الاقتصادي داخل الدولة، وتجعلها مُؤهلة علميًّا وتكنولوجيًّا، وتُحفز على العمل والإبداع، وتُساهم بشكلٍ كبيرٍ في أن يكون للدولة قُدرة على طرح المشاريع الاستثماريّة وتنفيذها، والمضي قُدمًا في تبنّي العديد من الصناعات الجديدة والمُتطورة، وهذا أيضًا يُساعد في المزيد من الإنتاج والتقدُّم في جميع المجالات، ويُصبح للدولة شأن كبير.
خاتمة
الصناعة ترفد معيشة المُواطن في الدولة وتجعلها أكثر رفاهية وسلاسة، وهذا يعني أنّها ضروريّة جدًا كي يكون الوطن قادرًا على الاعتماد على نفسه والارتقاء في جميع المجالات العلميّة، والطبيّة، والصناعيّة، والاقتصاديّة ؛ لأنّها مُرتبطة بالصناعة ولا ننسى ذِكر القرآن و تطرّقه لموضوع الصناعة، وذلك بقوله تعالى: (وَأَنـزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ )، فالبأس الشديد، فهو إشارة إلى استخدام الحديد في الصناعات الحربية وهذا دليل على أهميّة الصناعة والحثّ عليها.