مقام سيدنا إبراهيم
مقام سيدنا إبراهيم
يتوجّه المسلمون إلى البيت الحرام على مدار العام لتأدية مناسك العمرة، وقد بيّن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- لأمّته كيفيّة تأدية مناسك العمرة الصّحيحة بأركانها وواجباتها وسننها، ومن بينها الصّلاة خلف مقام إبراهيم، حينما ينتهي المعتمر من أداء سبعة أشواط من الطّواف خلف الكعبة.
ويتوجّه المعتمر إلى مقام إبراهيم ويصلي خلفه ركعتين، وذلك قبل أن يشرع في السّعي بين الصّفا والمروة، و مقام النبي إبراهيم -عليه السلام- هو المكان الموجود أمام الكعبة المشرفة، ويقع في مواجهة الجدار الواصل بين ركن الحجر الأسود والحطيم، وسنذكر موقع مقام سيدنا إبراهيم بالنسبة لأجزاء الكعبة المجاورة فيما يأتي:
- يبعد أربعة عشر متراً عن الحجر الأسود.
- يبعد ثلاثة عشر متراً وربع المتر عن الشاذروان.
- يبعد اثني عشر متراً وخمسة سنتيمترات عن بئر زمزم.
قصّة مقام إبراهيم عليه السّلام
يعود أصل مقام إبراهيم إلى الفترة التي عاش فيها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهم السّلام-، فبعد أن ترك إبراهيم -عليه السّلام- زوجته هاجر وابنها إسماعيل في منطقةٍ غير ذي زرع عند المسجد الحرام، ظهرت بئر زمزم ووفود قبيلة جرهم العربيّة لتجاور هاجر وابنهما إسماعيل.
وبعد فترةٍ من الزّمن قدم إبراهيم -عليه السّلام- إلى مكّة ليلتقي بابنه إسماعيل -عليه السّلام-، وقد كانت أمّه هاجر قد توفّيت، فأخبر إبراهيم -عليه السّلام- ابنه أنّ الله تعالى قد أمره ببناء البيت الحرام، وقد استجاب إسماعيل لذلك فطفق النّبيان ببناء البيت محضرين الحجارة اللاّزمة لبنائه، فكان إسماعيل -عليه السّلام- يناول أباه الحجارة.
قال -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيم)، وفي أثناء شروعهما في بناء البيت الحرام طال البناء حتّى لم يستطع إبراهيم -عليه السّلام- بلوغ قمته، فقام بإحضار حجر، والوقوف عليه فاستطاع بعد ذلك إكمال بناء البيت الحرام، وقد استخدم الحجر بعد ذلك في الإعلان للحجّ والعمرة بين النّاس.
فضل مقام إبراهيم
كان المقام حتّى فتح مكّة في مكانه حينما ترك منذ عهد سيّدنا إبراهيم عليه السّلام، وعندما قدم النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- إلى مكّة أمر بوضع المقام في موضع أبعد عن الكعبة حتّى يتسنّى للنّاس الطّواف حول البيت.
وفي عهد سيّدنا عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- جاء سيل فجرف المقام عن مكانه، وقد استنفر الفاروق الصّحابة وناشدهم معرفة مكانه حيث وضعه النّبي الكريم، فكان عند رجلٍ حبل قد قاس فيه المسافة بين المقام والكعبة فأحضر هذا الحبل حتّى أعيد المقام إلى مكانه،ويظهر فضل مقام سيدنا إبراهيم فيما يأتي:
- إنه ياقوتة من الجنة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الركنَ والمقامَ ياقوتتان من الجنَّةِ، طمس اللهُ تعالى نورَهما، ولو لم يَطمِسْ نورَهما لأضاءَتا ما بين المشرقِ والمغربِ).
- مناداة سيدنا إبراهيم عليه للحج
قال -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).