مقاصد سورة المائدة
مقاصد سورة المائدة
تهدف سورة المائدة إلى إقرار كثيرٍ من المقاصد المهمّة، ويُذكر منها ما يأتي:
- تمييز الحلال من الحرام في الطعام والشراب.
- حفظ شعائر الله -عز وجل- في الحج والشهر الحرام.
- النهي عن بعض المحرّمات من أفعال وطقوس الجاهلية.
- تشريع بعض العبادات؛ وهي الوضوء، والغسل، و التيمم ، والأمر بالعدل في الحكم، والصدق في الشهادة، وأحكام القصاص في الأنفس والأعضاء، وأحكام الحِرابة، وأحكام الأيمان وكفاراتها.
- تسلية النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبب نفاق المنافقين.
- تحريم الخمر والميسر.
- الحكم بين أهل الكتاب، وأصول المعاملة بين المسلمين مع بعضهم، وبين المشركين والمنافقين، والتحذير من أن تفضي ولايتهم إلى ارتداد المسلم عن دينه.
- بيان بطلان العقائد المنحرفة، وذكر أعمال اليهود السيّئة، وذكر قصة التَّيْه.
- بيان أن النصارى أقرب للدخول في الإسلام من اليهود والمشركين.
- أمر المسلمين بأن يخالفوا الضالين في أخلاقهم.
- بيان فضائل الكعبة وبركاتها على الناس، وتذكير المسلمين بنعم الله -سبحانه وتعالى- عليهم.
- التذكير بيوم القيامة، وشهادة الرسل على أقوامهم، وشهادة عيسى -عليه السلام- على النصارى.
التعريف بسورة المائدة
سورة المائدة سورةٌ مدنية، وهي من أواخر ما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل إنها نزلت عليه في حجة الوداع ، وتذكر بعض الروايات أنها نزلت دفعة واحدة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته، فلم تستطع حمله من شدّة ما عاناه أثناء تنزّل الوحي، فنزل عن الناقة.
وهي السورة الخامسة في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها مئة وعشرون آية عند الكوفيين، ومئة واثنتان وعشرون آية عند الحجازيين، ومئة وثلاث وعشرون آية عند البصريّين.
وتُسمّى سورة "المائدة" بذلك لورود قصة طلب النصارى من سيدنا عيسى -عليه السلام- أن يُنزل الله -سبحانه وتعالى- عليهم مائدة من السماء، وسمّاها بعض العلماء بسورة "العقود"، لأن العديد من آياتها تتحدّث عن العقود.
أمور انفردت بها سورة المائدة عن غيرها من السور المدنية
من الأمور اللافتة للنظر في سورة المائدة أنها تميّزت في طرحها عن بقيّة السور المدنيّة وحتى الطويلة منها، ومن ذلك ما يأتي:
- لم تتحدث عن الشرك ولا عن المشركين على الطريقة المألوفة في القرآن الكريم من محاجّتهم، وتسفيه أحلامهم، وتحقير شركائهم؛ وذلك لأن الشرك حينئذٍ كان قد اندحر، وصار المشركون في قهرٍ وذلة ويأس.
- لم تحضّ المسلمين على القتال ورسم خطط النصر والظفر بأعداء الله -سبحانه وتعالى- من المشركين لذات السبب المذكور في النقطة السابقة.
- احتوت السورة على التشريعات الكثيرة اللازمة لاكتمال التشريعات الإسلامية، حيث بيّنت للمسلمين طرق محاجة افتراءات أهل الكتاب وشبهاتهم التي يثيرونها بين الحين والآخر حتى يتحصن الصف المسلم منها.