مقارنة بين نظريات العلاقات الدولية
النظرية الواقعية في العلاقات الدولية
الواقعية هي منهج مباشر للعلاقات الدولية، حيث تنص الواقعية في العلاقات الدولية على أن كل الدول تعمل من أجل زيادة قوتها، وأن الدول التي يمكنها ركوب السلطة بكفاءة سوف تزدهر، لأنها ستتمكن من تجاوز إنجازات الدول الأقل قوة بسهولة، كما تنص هذه النظرية على أن الحفاظ على الذات يجب أن يكون المصلحة الأولى للأمة، وأن اكتساب القوة ضرورة اجتماعية واقتصادية وسياسية، وهذا يعني أن طبيعة النظرية الواقعية هنا تشير إلى أن الأخلاق هدف لا تستطيع الحكومات تحقيقه دائمًا، وأن كلًا من الخداع والعنف يمكن أن يكونا أدوات فعالة جدًا لتعزيز المصالح الوطنية.
النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية
النظرية الليبرالية في مجال العلاقات الدولية لديها اعتقاد مختلف بعض الشيء، إذ أنها تميل إلى الاعتقاد بأن النظام العالمي الحالي قادر على تحقيق نظام عالمي سلمي، ولهذا لا تركز الليبرالية على الاعتماد المباشر على القوة، كالحروب العسكرية، ولكنها تركز بدلًا من ذلك على التعاون الدولي كوسيلة لتعزيز مصالح كل دولة من الدول؛ إذ يعتقد الليبراليون أن عواقب القوة السلبية وما يترتب عليها من خسائر مدنية واقتصادية، ستتجاوز الفوائد المحتملة بكثير، لذا فإن السياسيين الليبراليين يفضلون استخدام القوة الاقتصادية والاجتماعية من أجل تحقيق أهدافهم الوطنية.
النظرية البنائية في العلاقات الدولية
تستند النظرية البنائية في العلاقات الدولية إلى فكرة أنه بدلًا من السعي المباشر وراء المصالح المادية، فإن أنظمة معتقدات الأمة سواء التاريخية أو الثقافية أو الاجتماعية، هي ما تفسر جهود السياسة الخارجية وسلوكها، ويؤمن البنائيون أن الدول ليست هي الجهات الأكثر أهمية في العلاقات الدولية، بل المؤسسات الدولية والجهات غير الحكومية، هي ما يكون لها تأثير أكبر على السلوك الدولي، ولهذا السبب اشتهرت النظرية البنائية في العقود الأخيرة، ونتيجة لذلك اشتهرت جهات غير حكومية مثل المنظمات الدولية، كمنظمة العفو الدولية ومنظمة السلام الأخضر وغيرهم، حيث تلعب هذه المنظمات الدولية دور مهم في تعزيز حقوق الإنسان، وتوجه الدول لأن يكون هذا معياراً يتوقع منهم الالتزام به.
النظرية الماركسية في العلاقات الدولية
الماركسية هي نظرية تحلل الطبقات الاجتماعية بدقة، وتسعى إلى تفكيك النظام الرأسمالي الدولي، وتنص على أن الرأسمالية لم تعد مستدامة عمليًا في العالم الحديث بعد الآن، لذا تهدف الماركسية إلى استبدال الملكية الخاصة بالملكية التعاونية، والتركيز على تلبية الحاجات البشرية بدلًا من تحقيق الربح الخاص، وفي ظل هذا النظام، ستتعاون المجتمعات معًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية على مستوى العالم.
النظرية النسوية في العلاقات الدولية
نظرًا لأن مسألة الجنس أو النوع الاجتماعي مصدر قلق كبير في السياسة العالمية، فإن النظرية النسوية في العلاقات الدولية تسعى إلى تنظيم القوة وتوزيعها على كلا الجنسين، إذ يهتم النسويون بمتابعة التطورات السياسية والاجتماعية التي تعيق نجاح النساء، وتبرز أهمية هذه النظرية في الدور الذي تلعبه المرأة في تعزيز سياسات العلاقات الدولية لجعلها أكثر عدلًا وإنصافًا، وقد قدمت العديد من النساء مساهمات كبيرة للنهوض بالمرأة في مختلف أنحاء العالم.