مقارنة بين بيعة العقبة الأولى والثانية
وفي بيعة العقبة الثانية كانت المرحلة قد تقدّمت وصارت الحاجة أكبر من بناء القاعدة الإسلاميّة في نفوسهم، فتعدّتها وارتكزت على شروط أصعب تتطلّب الصبر ومكابدة المشقّات والجهاد في سبيل الدفاع عن الإسلام ونصرته وإعلاء كلمة الله -تعالى-، حتى أنّها سميت بيعة الحرب والجهاد، بينما سمّيت البيعة الأولى ببيعة النّساء.
بيعة العقبة الأولى
وقائع بيعة العقبة الأولى
التقى الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بوفد في مكّة المكرّمة في موسم الحج، وحدّثهم عن الدين الإسلامي ودعاهم إلى عبادة الله وحده، وتلا عليهم آيات من القرآن الكريم، فأثرت بهم، وعندما عادوا إلى المدينة المنورة حدّثوا قومهم عن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- فآمنوا برسالته.
وفي موسم الحجّ التالي حضر إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وفد من المدينة المنوّرة يريدون أن يدخلوا في الإسلام، فزالت الهموم عن قلبه الشريف، والتقى بهم في منطقة العقبة قريبًا من منى وبايعهم البيعة الأولى، وأخبروه أن كثيرًا من قومهم يريدون الدّخول في الإسلام والالتفاف حول النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، فبعث معهم مصعب بن عمير ليعلّمهم أمور دينهم، ممّا زاد عدد المسلمين في المدينة بشكل كبير.
بنود بيعة العقبة الأولى
بايع الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- الوفد الذي أتاه في بيعة العقبة الأولى على ألا يشركوا بالله شيئًا، وألا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان، ولا يعصوا الله أبدًا، فإن هم أوفَوا بما عاهدوه عليه فلهم الجنّة، وإن لم يفوا بشيء منه فأمرهم إلى الله -تعالى-، ولم يرد في هذه البيعة ذكر للقتال.
بيعة العقبة الثانية
وقائع بيعة العقبة الثانية
بينما هاجر بعض المسلمين إلى المدينة المنوّرة واطمأنوا بين أخوتهم الأنصار بعد أن كان الإسلام قد انتشر فيها؛ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- لا يزال في مكّة يتلقى أذى المشركين، وفي موسم الحجّ أتى وفد جديد من المدينة فيه سبعون رجل يريدون مبايعة الرّسول -صلى الله عليه وسلّم-، فالتقى بهم في العقبة، وسمّيت هذه البيعة ببيعة الجهاد.
بنود بيعة العقبة الثانيّة
بايع المسلمون القادمون من يثرب في بيعة العقبة الثانية رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- على خمسة بنود أساسيّة، وفيما يأتي بيانها:
- السّمع والطاعة حال النشاط وحال الكسل.
- النفقة حال اليسار والإعسار.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الجهاد وقول كلمة الحقّ.
- نصرة الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- إن هو قدم إليهم والدّفاع عنه كما يدافعون عن أنفسهم وأطفالهم ونسائهم.