مقارنة بين المسرح اليوناني والمسرح في العصر الحديث
مقارنة بين المسرح اليوناني والمسرح في العصر الحديث
مقارنة بين المسرح اليوناني والمسرح في العصر الحديث فيما يأتي:
النشأة
قام المسرح اليوناني في القرن السادس قبل الميلاد، وتميزت العروض المسرحية في تلك الفترة بالملمح التراجيدي الذي يطرح القيم والأساطير اليونانية، وكانت تُقام المسرحيات في احتفالات دينية يحضرها الجميع بمن فيهم رجال الدين، الذين كانوا يُشجعون على مثل هذه العروض التي تلقى حفاوةً برعايتهم ودعمهم.
بدأ المسرح الحديث عام 1885م جرّاء الظلم وانعدام العدالة الاجتماعية، فظهر كحركة تمردية قادها مجموعة من الشباب، سعوا إلى التعبير عن الظلم الذي يعيشون فيه، وقدموا من خلاله نظرتهم النقدية للواقع، وسُمي المسرح في فترتها بالمسرح المستقل، حيث كانوا يقومون باستئجار الغرف أو المسارح ليقوموا بالعروض.
الصدق
لم يهتم المسرح اليوناني بالواقعية في الطرح كثيرًا، فقد ركّز على المغزى الذي من الممكن الخروج به من خلال الطرح التراجيدي، ولم يُركز على الواقعية، حيث تم تصوير بعض الممثلين على أنّهم آلهة، كما أنّه استعرض العديد من القصص الأسطورية الخيالية، التي يستقي الجمهور منها المعاني ولا يحمّلها على الواقع.
طالب روّاد المسرح الحديث بالصدق في الكتابة المسرحية التي تعكس الواقع إلى جانب الصدق في التمثيل؛ إذ إنّ المسرح هو الخشبة التي يعبرون عن أنفسهم ومجتمعهم من خلالها فعلى هذا التعبير أن يكون صادقًا وينقل حقيقية ما يعيشونه وما يشعرون به لأجل تحقيق الغاية من وجوده.
الجدار الرابع
هو مصطلح ظهر في المسرح الحديث يُعبر عن الفصل المصنوع بين الممثل والجمهور عن طريق قدرة الممثل على تجاهل الجمهور بإعطائهم ظهره، وتركيز الإضاءة عليه في حين تعتيمها على الجمهور، فيبدو بذلك للمثل أنّ المسرح خالٍ من المشاهدين فيتصرف وكأنّه في بيته، بكامل الحرية.
الأمر الذي يختلف بالنسبة إلى المسارح اليونانية التي كان المسرح فيها ينصب في وسط الساحات العامة، بشكل مستطيلٍ مفتوح على الهواء والجمهور، لتتم رؤية الممثلين بكامل الوضوح.
الغناء
بالنسبة للمسرح اليوناني فقد كان هناك ما يُعرف (بالجوقة)؛ وهي مجموعة من النساء والرجال الذي يُرددون على وقع أنغام الموسيقى نصف الحوارات والسرد داخل المسرحية، فلم تكن وظيفتهم غنائيةً فحسب، بل كانت الجوقة جزءًا أساسيًا من التركيبة المسرحية في اليونان.
اشتهرت العروض الغنائية في المسرح الحديث، والتي تُنظم بشكل بلاغي، تحمل تعابيرٍ ومعانٍ عديدة، كما أنّها احتوت على عروض موسيقية رفعت من المستوى الجمالي للعرض.
الأزياء
يرتدي الممثلون في المسرح الحديث ما يُناسب الشخصية التي يُؤدون دورها، مبتعدين عن المبالغة في الزي، حيث يُركزون على ما يتطلبه الدور منهم، على خلاف الأزياء اليونانية في المسرح التي بالغت بشكل كبير في الألوان والأحجام، حيث أراد الكاتب أن تبرز الشخصيات بشكل كبير وطويل؛ لكي يستطيع الجمهور البعيد رؤيتهم وتمييز الممثلين عن بعضهم.