مفهوم زواج المسيار
مفهوم زواج المسيار
يقصد بزواج المسيار بأن يتم إبرام عقد بين رجل وامرأة تحل له شرعا، مكتملًا ب شروط عقد الزواج وأركانه من إيجاب وقبول، وشهادة شاهدين، وموافقة ولي، وصداقا متفق عليه، ولكن تتنازل فيه الزوجة عن بعض حقوقها برضاها وبطيب نفس منها؛ كالمبيت أو السكن أو النفقة سواء لها أو لأولادها إن أنجبت من الزوج، وإنما تكتفي بأن يأتي إليها بين وقت وآخر.
صور زواج المسيار
لزواج المسيار الصورتان، وهما ما يأتي:
- الصورة الأولى: أن يتم فيها عقد الزواج بين الرجل والمرأة مستكملا جميع أركانه وشروطه من وجود ولي وشاهدي عدل وتسمية المهر، ولكن تتنازل فيه الزوجة عن المسكن والنفقة، فيأتي الزوج إلى مسكن الزوجة التي تقيم فيه عندما يريد أن يلتقي بها، فلا يتكلف بالسكنى أو النفقة عليها.
- الصورة الثانية: أن يأتي عقد الزواج بين الرجل والمرأة مستوفيا جميع أركانه وشروطه من وجود ولي وشاهدي عدل ومهر، ولكن تتنازل فيه الزوجة عن التزام الزوج في قسمة المبيت، وهذه الصورة الشائعة للزواج المسيار؛ لأن الدافع إلى هذا الزواج يكون رغبة الزوج في إخفاء هذا الزواج عن أهله وأولاده، دفعا للخلافات والمشاكل التي قد تنشب بسببه.
أسباب ظهور زواج المسيار
هناك دوافع وأسباب أدت إلى ظهور زواج المسيار منها ما يتعلق بالمرأة، ومنها ما يتعلق بالرجل، وتوضيح ذلك فيما يأتي:
- ارتفاع أعداد العوانس والأرامل والمطلقات في المجتمع.
- عدم قبول الكثير من النساء فكرة تعدد الزوجات .
- رغبة بعض النساء في البقاء في بيت أهلها من أجل رعاية والديها وخدمتهم.
- رغبة بعض الرجال في الإعفاء والمتعة، ولكن دون تحمل أي من مسؤوليات وتكاليف الزواج.
- غلاء المهور ونفقات الزواج والتكاليف التي تقع على عاتق الرجل.
- نظرة المجتمع للرجل الذي يرغب بالتعداد بأنه رجل شهواني لا يهتم إلا بالنساء.
حكم زواج المسيار
عند النظر في طبيعة زواج المسيار فإنه عقد زواج بين رجل وامرأة تحل له شرعا، متكاملا الشروط والأركان من قبول وإيجاب، وولي، وشاهدي عدل وصداق، إلا أنه ليس بالصورة المعتادة لعقد الزواج، لأن الزوجة فيه تتنازل عن بعض حقوقها أو كلها؛ كالسكنى أو النفقة أو قسمة المبيت، فمن العلماء من قال بالمنع ل حكم زواج المسيار ، ومنهم من قال هذه الصورة جائزة صحيحه؛ لتوافر جميع الأركان والشروط فيها، ولا يوجد ما يخل بالعقد.
وهذا ما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وهبت أم المؤمنين سودة -رضي الله عنها- ليلتها إلى أم المؤمنين -عائشة رضي الله عنها-، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه كانَ إذَا أرَادَ سَفَرًا أقْرَعَ بيْنَ نِسَائِهِ، فأيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بهَا معهُ، وكانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ منهنَّ يَومَهَا ولَيْلَتَهَا، غيرَ أنَّ سَوْدَةَ بنْتَ زَمْعَةَ وهَبَتْ يَومَهَا ولَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تَبْتَغِي بذلكَ رِضَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).