مفهوم تاريخ الأدب
تاريخ الأدب
هو التطوّر التاريخي للكتابة الشعريّة، والنثريّة التي من شأنها أن تُقدّم لقرّاء، أو مستمعي، أو مشاهدي الثقافة، والمتعة، والعلم، فضلاً عن كافّة التطوّرات في التقنيّات الأدبيّة التي تُستخدم في إيصال القطع ببعضها كما لا تُعتبر كافّة الكتابات أدباً، فهناك بعض المواد المكتوبة خطيّاً كالبيانات أو سجلات والتي لا تُعتبر أدباً.
البدايات الأولى للأدب
بالرغم من اتصال الأدب والكتابة إلا أنّهما مصطلحان ليسا مترادفين. كانت الكتابات الأولى لقدامى السومريين، ومهما كانت التعريفات لتلك الكتابات معقولة فإنه لا يطلق عليها أدباً، وذات الأمر ينطبق على (الهيروغليفيّة المصريّة) في أوقاتها المبكرة، وحتّى الآلاف من السجلات المدوّنة من العصور الصينيّة القديمة.
هناك اختلافاتٌ دائمة بين الباحثين والعلماء فيما يتعلّق بتلك الكتابات المدوّنه التي تشبه الأدب إلى حدٍّ كبير، إضافةً لهذا لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنّه نظراً للأهميّة الكامنة في البعد كمعزلٍ تقافيّ في فترة القرون الأولى، فإن التطوّر في التاريخ الأدبيّ لم يحدث بالوتيرة ذاتها في كافّة أرجاء العالم، والذي يزيد من صعوبة إنشاء تاريخٍ موحّد عالميّ للأدب، وفي الحقيقة فإنّ العديد من النصوص المُهمّة فقدت على مرّ الآلاف من الأعوام، سواء كان فقدانها بشكلٍ متعمّد أو مصادفةً أو بسبب تلاشي الثقافة الكلّي، وعلى سبيل المثال لفقدان تلك النصوص هو ما حدث في القرن الأوّل قبل الميلاد من تدميرٍ لمكتبة الإسكندريّة بكلّ ما فيها، وعلى الرغم من هذا فهناك نصوص أساسيّة تمّ عزلها، ولتلك النصوص دورٌ كبير في البدايات الأولى للأدب، ومن الأمثلة عليها (ملحمة جلجامش)، و(كتاب الموتى المصري).
لم يكن الأدب المصريّ القديم مدرجاً من ضمن الدراسات المبكّرة لتاريخ الأدب، لأنّه لم تُترجم تلك الكتابات إلى اللغات الأوروبيّة إلا بعد القرن التاسع عشر للميلاد، وتحديداً عندما تمّ فك رموز (حجر الرشيد)، وهناك الكثير من النصوص التي جاء نقلها بشكلٍ شفويّ على مدى عددٍ من القرون، وذلك قبيل تثبيتها بشكلٍ خطّي، ولهذا فمن الصعوبة بمكان، حتى أنّه من المستحيل تأريخها.
تعود جوهر ريجفدا – مجموعة من النصوص الهنديّة القديمة المُقدّسة كتبت باللغة السنسكريتيّة – إلى منتصف الألفيّة قبيل الميلاد، أمّا أسفار موسى الخمسة فهي مؤرخة تقليديّاً إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، على الرغم من وجود دراسات قدّرت بأنّ أقدم جزءٍ في الأسفار مؤرخٌ في القرن العاشر قبيل الميلاد.
إنّ نقطة بداية العصور الكلاسيكيّة القديمة هي الأوديسة، وإلياذة هوميروس والتي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد نقلت على شكل تقاليد شفويّة، وهي تعود إلى العصر البرونزيّ المتأخّر.