مفهوم النظام الفيودالي
الأنظمة الاقتصادية في العالم
ظَهَرت العديد من الأنظمة الاقتصاديّة والسياسية في العالم عبر العصور المختلفة نتيجة ظروفٍ اجتماعيةٍ وسياسيةٍ متعددةٍ، منها النظام الرأسمالي ، والنظام الاشتراكي، والنظام الفيودالي، وقد امتازت كلٌّ من هذه الأنظمة بالعديد من الخصائص التي تُقسّم إلى سلبيةٍ وإيجابيةٍ.
واهتمّ الباحثون بدراسة هذه الأنظمة التي ظهرت بين الحين والآخر، ومنها ظاهرة الفيودالية أو النظام الفيودالي أو النظام الإقطاعي ، وقد واجه الباحثون مصاعب شديدة للتفريق بين مصطلح الفيودالية والإقطاعية، ووضع تعريفٍ واضحٍ لكلٍّ منهما، فما هو النظام الفيودالي؟
تعريف النظام الفيودالي
النّظام الفيودالي "Feudalism" أو النظام الوسيط هو عبارة عن نظامٍ اقتصاديّ واجتماعيّ وسياسي، يدعى أيضًا بالنظام الإقطاعي، كان هو النظام السائد لتنظيم المجتمع الأوروبي في العصور الوسطى، كما كان يُلغي مفهوم الدولة والمواطنة، ويركّز على إعطاء السيادة للإقطاعيين والأغنياء من خلال مجموعةٍ من العادات والتقاليد والأعراف وأساليب العيش.
مبدأ النظام الفيودالي
هو نظام سياسي اجتماعي، يتلقى فيه الفلاح أو العامل المعروف باسم "التابع" قطعة أرض تسمى بالإقطاعية، ويُسمح له زراعتها والاستفادة منها، وذلك مقابل خدمة السيد أو المالك لها، والذي غالبًا ما كان ملك البلاد، أو من النبلاء أو الأرستقراطيين، ليقدّم له التابعون خدمات الحماية العسكرية، أو التزامات قانونية أخرى.
ظهور النظام الفيودالي
ظهر هذا النظام في أوروبا في أوائل ومنتصف العصور الوُسطى، وبدأ يتّضح منذ أواسط القرن الخامس الميلادي؛ وذلك بسبب ضعف الإمبراطورية الرومانية ، ممّا أدّى إلى زيادة قوّة الشعوب المجاورة لها، فقامت بمهاجمة حدودها ثم التوغّل في المناطق الداخلية، فانتشرت الفَوضى والمجاعات والأوبئة، وأُدخلت عاداتٍ مختلفةً عن عادات الشعب المعروفة.
هذا كلّه أدّى إلى انهيار السلطة الملكية المركزية، وتجزئة السطة عامةً، مما سمح لأصحاب الأراضي الأثرياء بتعزيز سيطرتهم على من يعيشون على أراضيهم، من جهة أخرى، لجوء السكّان للبحث عن الحماية من قِبل هؤلاء الأقوياء والأثرياء، وقد استمرّ هذا النظام حتى سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين سنة 1453م.
كان لظهور النظام الفيودالي في أوروبا وانتشاره في تلك الفترة آثارٌ سلبيّةٌ جداً على المجتمع الأوروبي وأدّى ذلك إلى تخلّفها وتدهور أوضاعها، ومهّد لوقوع الحروب بين المسلمين والمسيحيين ضمن إطار الحروب الصليبية.
طبقات المجتمع الفيودالي
ظهرت ثلاث طبقات في المجتمع الفيودالي:
- طبقة الأسياد: هم على قمّة هرم المجتمع الفيودالي، فقد امتلكوا القصور والقرى الإقطاعية والأراضي الزراعية والغابات، وقد كانوا يحصلون على هذه الامتيازات من علاقاتهم مع الملوك التي تمثّلت بتقديم الخِدمة والمناصرة والهدايا والتعويضات من الأسياد للملوك، فيقدّم الملوك الامتيازات والتنازل عن الضرائب لهم وحقّ القضاء في منطقة نفوذهم، ثمّ أصبحت هذه النفوذ متوارثةً بموجب قانون تحويل "الفيودم".
- الفرسان: هم من يجمعون الضّرائب وحماية طبقة الأسياد وضمان السيادة لهم.
- الأقنان والفلاحين: هم الطبقة الأضعف في المجتمع الفيودالي؛ حيث كانوا تابعين للأسياد ومستغلّين لأعمال السخرة، كما كان يتمّ التعامل معهم كالعبيد فيباعون هم وأولادهم، وقَد خسر الكثير منهم أراضيهم التي كانوا يَملكونها، وقد كان يُطلق على الأرض أو المنحة من السيد الحر إلى التابع أو الفلاح بـ"الفييف"؛ حيث كان يُقدّمها السيّد مقابل مجموعةٍ من المهام الإدارية والدفاعية، وقد كانت عمليّة التسليم تتم في احتفالٍ رسمي يُظهر الاتفاق بين السيد والتابع.