مفهوم اللغة العربية القديمة
مفهوم اللغة العربية القديمة
اللغة العربية القديمة؛ هي إحدى اللغات السامية القديمة، وذلك نسبةً إلى سام بن نوح عليه السلام، الذي استقر مع ذريته في غرب آسيا وجنوبها، حيث تحتوي اللغة العربية على أصوات ليس موجودةً في غيرها، وتُعتبر اللغة العربية من اللغات العريقة التي يرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن 1500 سنة، وذلك بناءً على الشكل الذي نقلته إلينا المعاجم التي يرجع تاريخ تدوينها إلى نهايات القرن الثاني الهجري.
كما تتضمن اللغة العربية منذ القدم ظواهر متنوعة، مثل: ظاهرة الإعراب، وصيغ لجموع التكسير، يُؤكد من خلالها الباحثين في التاريخ أنّها كانت موجودةً في السامية الأولى التي انحدرت منها، وحافظ القرآن الكريم الذي نزل باللغة العربية على خصائصها القديمة، إذ يُعد معجزةً بيانيةً.
تطور اللغة العربية
تطور اللغة العربية كان عبر مراحل، منها ما يأتي:
تشكيل كلمات المصحف بالنقاط
كانت اللغة العربية تُكتب حروفًا غير منقوطة وغير مشكولة حتى منتصف القرن الأول الهجريّ، ولكن مع دخول الأعاجم إلى الإسلام واختلاط العرب بهم، بدأ أبو الأسود الدؤَليّ بتشكيل كلمات المصحف، فبدأوا بوضع بعض النقاط على الحروف، حتى يُميزوا حركات الحروف.
تشكيل الحروف بالحركات
ابتكر الخليل بن أحمد الفراهيدي في هذا القرن الثاني للهجرة طريقةً أخرى ، فوضع ألفًا صغيرة فوق الحرف لتدلّ على الفتحة، وياء صغيرة تحت الحرف لتدلّ على الكسرة، وواوًا صغيرة فوق الحرف لتدل على الضمة، وكان يُكرر الحرف مرتين في حال التنوين، ثم طُوِّرت هذه الطريقة للفتحة والضمة والكسرة المعروفة.
ترتيب الحروف ترتيبا هجائيًا
تطورت اللغة العربية في عهد عبد الملك بن مروان من شكل الحروف إلى تنقيطها، حيث قام بهذه المهمة نصر ابن عاصم الليثي ويحيى العدواني بترتيب الحروف ترتيباً هجائيًا ، وكانت نقلةً كبيرةً وحرصًا كبيرًا منهم في الحفاظ على اللغة العربية، وانتقلت اللغة العربية مع الإسلام إلى المناطق المجاورة، حيث أصبحت لغتهم الرسمية.
نظريات نشأة اللغة العربية
اختلف الباحثون القدماء والحديثون في تاريخ نشأة اللغة، وقد وصلت إلينا بعض بحوث الدارسين في نظريات نشأة اللغة، وهي كالآتي:
نظرية الإلهام والوحي والتوقيف
علمنا القرآن الكريم أنّ الله عز وجل قد علم آدم -عليه السلام- الأسماء كلها، ثم عرضها على الملائكة و قصص الأنبياء كانت بلسان عربي، فتقول النظرية أنّ الله تعالى قد أنزل اللغة العربية منذ بدء الخليقة، ودراسات أخرى واستنادًا على تعليم سيدنا آدم الأسماء كلها يرون أنّ الله تعالى علمه جميع اللغات، وكل جيل بعده تمسك بلغة.
نظرية محاكاة أصوات الطبيعة
ترى هذه النظرية أنّ أصل اللغة هو محاكاة لأصوات الطبيعة؛ كأصوات الحيوانات والشجر والهواء والمطر وغيرها، ثم طور الإنسان بعقله وتطورت الحضارات، فأصبحت هذه الأصوات عبارةً عن لغة، واستندوا في نظريتهم هذه إلى الأطفال، حيث يبدأ الطفل يُحاكي كل صوت يسمعه محاولًا النطق للتعبير عن حاجته.
نظرية الاتفاق والمواضعة والاصطلاح
ذهبت هذه النظرية إلى أنّ اللغة العربية هي مبتدعة بالتواضع والاتفاق، وقد ارتجلت ألفاظها ارتجالًا، واتفق على هذه النظرية أكثر من دارس، لكن ما يُؤخذ على هذه النظرية هو أنّها لا تستند إلى أيّ سند عقلي أو تاريخي أو نقلي.