مفهوم الصمت العقابي
مفهوم الصمت العقابي
يُعرف مفهوم الصمت العقابي أو العلاج الصامت (بالإنجليزية: Silent Treatment) برفض للتواصل اللفظي مع الطرف الآخر، أو رفض الاعتراف بوجوده، ويعد هذا النوع من أنواع الصمت إحدى أ شكال الإساءة العاطفية ويُمثل عدوانًا سلبيًا يُترجم مشاعر الاستياء وعدم الاحترام من قبل الشخص الذي يُمارسه بالاستعانة بإيماءات غير اللفظية وبسيادة الصمت اللفظي بين طرفي الحوار ، والذي ينقل من خلاله الطرف المعتدي رسائل عدائية للضحية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الرسائل تكون غير لفظية لكنها واضحة ومعروفة من قبل الطرف المعتدي وضحيته، وتختلف أشكال هذه الرسائل فقد تكون سرية أو عامة، وصريحة أو خفية كما ويُمكن التعرف عليها من قبل الأشخاص الآخرين.
أسباب اللجوء للصمت العقابي
يُمكن أن يدخل الصمت العقابي في العديد من العلاقات في حياتنا اليومية، ومن بينها العلاقات العاطفية ، وفي هذه الحالة قد يهدف لمهاجمة أحد أطرافها والتلاعب به أو السيطرة عليه بالتالي يُصبح شكل من أشكال الإساءة العاطفية، وقد يرتبط بسوء المعاملة أيضًا، أو يُعزى للأحد الأسباب الآتية:
- الرغبة في تجنب الموجودين وأطراف المُحادثة وذلك خوفًا من وقوع سوء فهم أو خلاف عندما لا يعرف المرء ما يقوله للغير.
- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر أو التواصل مع الشريك بشكل مناسب مع الرغبة في إظهار الانزعاج للطرف الآخر.
- ممارسة السيطرة وفرض النفس على الشريك بقصد عقابه والإساءة العاطفية له.
الفرق بين الصمت العقابي والابتعاد لفترة لاستعادة صحة العلاقة
قد يختلط الأمر على البعض ويعجز عن التفريق بين الصمت العقابي أو الرغبة في الحصول على مُهلة زمنية تخدم وتستعيد صحة العلاقة، ففي الحالة الثانية يكون الأمر بمثابة هدنة لتهدئة الخلافات والمشاكل بين الأطراف، بحيث تكون المهلة مثمرة وبناءة شرط أن تُحدد بفترة زمنية معينة، وتكون غاياتها محايدة ومُطمئنة لأنها مفهومة.
وجديرٌ بالذكر أنه ويتم الاتفاق المسبق على أخذ مهلة زمنية من قبل الشريكين لمحاولة إيجاد حل من خلال أخذ قسط من الراحة يُساعد على تصفية الذهن وترتيب الأفكار وفهم كل طرف حقيقة مشاعره وعواطفه المُتشابكة، حيث يتم التواصل بشكل وديّ فيوضح أحد الأطراف لشريكه أنه يرغب في وقت يهدأ فيه ويُفكر بشكل مُتزن بعيدًا عن ضغوطات العلاقة دون إجباره أو السيطرة عليه
في نفس الوقت تُساعد هذه المهلة الصامتة على تعزيز الروابط بين الأفراد وتقريبهم من بعضهم في النهاية واستعادة المحبة والمودة بينهم من جديد على خلاف الصمت العقابي الذي يُمارسه طرف واحد على حساب الطرف الآخر بحيث يُلقى عليه اللوم بالكامل ويتلاعب بمشاعره ويتهرب من مسؤولياته فيُشعره بالضيق والارتباك والاستياء.
كيفية التعرف على الصمت العقابي من خلال علاماته المميزة
يُمكن للفرد التعرف على الصمت العقابي وتحديد مستوى الضرر الناتج عنه أو إذا ما كان الهدف منه هو الإساءة قبل البحث عن طريقة مناسبة للتعامل معه والرد عليه
فأحيانًا يصمت الأفراد في مواقف معينة لتجنب إيذاء الأشخاص من حولهم أو قول كلام غير مسؤول في لحظة غضب، وفي حالات أخرى يشعر المرء بالإرهاق الشديد ويعجز عن التعبير عما يدور في خاطره وهنا يكون الصمت عفويًا ولا يُراد به الإساءة والعقاب.
بعض الأحيان قد يشعر الطرف الذي يواجه الصمت بأن الهدف من وراءه هو خلق مسافة عاطفية بينه وبين شريكه أو أن الشريك يحاول فرض السيطرة عليه وجعله منبوذًا بشكل كلي من خلال البرود الشديد الذي يُمثل إساءة عاطفية تؤذي مشاعره ويصعب التعايش معها فيلجأ لمُختلف السبل الممكنة لكسر الجليد والعودة للحياة الطبيعية؛ لأن شعور المرء بأنه منبوذ بشكل متواصل يؤثر بشكل سلبي عليه، ويحد من احترامه وانتمائه لنفسه ويُضعف إرادته وقدرته على السيطرة ويتفاقم الوضع سوءًا عندما يُعرضه شريكه للعقاب القاسي.
من العلامات التي تدل على أن الصمت عقابي ويُمثل إساءة عاطفية قصدها التأثير على المرء ما يأتي:
- لجوء الشريك الذي يقع ضحية لصمت العقابي لتغيير سلوكه المعتاد بغية تجنب تعرضه لهذا السلوك من شريكه.
- حدوث الصمت العقابي بشكل متكرر بحيث يدوم كل مرة لفترات أطول من السابقة.
- لا يكون المقصد من الصمت العقابي تهدئة الوضع بين الطرفين وتحسين العلاقة بينهما وجمع شملهما من جديد وإنما إيقاع العقوبة بالشريك.
- عدم انتهاء فترة الصمت العقابي إلا في حال اعتذار الشريك لممارس هذا العقاب أو توسله له ورضوخه لمطالبه.