مفهوم الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي
مفهوم الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي
الذاكرة الحسية (بالإنجليزية: Sensory memory) هي النوع من الذاكرة المرتبط بالأحاسيس أو بالمعلومات الحسية، أي بفعل الحواس مثل النظر والسمع والشم والتذوق جميع المعلومات التي تتعلق بعمل هذه الحواس تترجم في العقل على أنها أحاسيس .
الذاكرة الحسية هي الذاكرة المرتبطة بعمل الحواس وهي ذاكرة قصيرة المدى تعمل عند وجود منبه أو محفز لها لعدة ثوان، ثم تتلاشى شيئًا فشيئًا مع زوال المنبه، والذي ينتهي باختفاء هذه المعلومات من الذاكرة واستحالة استعادتها مرة أخرى.
الذاكرة هي قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها عند الحاجة لها، يرتبط عمل الذاكرة بشكل عام بعملية الإدراك وهي قدرة الدماغ على معالجة المعلومات التي تدخل إلى عقل الإنسان بشكل يومي وإكسابها معنى بفعل الإحساس الناتج عنها، مثل عملية الإبصار فكل شيء نراه هو عبارة عن معلومة تتم معالجتها وإدراكها؛ ومن ثم تخزينها إما في الوعي أو في اللاوعي.
أنواع الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي
يُوجد هناك بعض الأنواع من الذاكرة الحسية، وهي كما يأتي:
- الذاكرة الأيقونية
وهي الذاكرة الحسية البصرية، تذكر الأشكال والصور لمدة تصل إلى ربع أو نصف الثانية ثم تتلاشى.
- ذاكرة الصدى
وهي الذاكرة الحسية السمعية التي تعمل على تذكر الأصوات مثل سماع أصواتنا في الردود، وتذكر الأصوات الأخرى لمدة تستغرق من 3 إلى 4 ثوان.
- الذاكرة اللمسية
الذاكرة الخاصة بالتواصل اللمسي لمدة وجيزة ثانيتين تقريبًا.
عمل الذاكرة الحسية في علم النفس التربوي
تختفي الذاكرة المتعلقة بالحواس سريعًا، إنها ذاكرة صغيرة تعمل على المعلومات التي تصلها من الحواس بسرعة كبيرة، إنها بالنسبة للدماغ المعلومات المفيدة التي يجب إدراكها ثم التخلص منها إلى الذاكرة قصيرة المدى، وقد أجريت العديد من التجارب من قبل العالم جورج سبيرلنج لاختبار الذاكرة الحسية.
في إحدى التجارب قام سبيرلنج بعرض عدد كبير من الحروف على الشاشة أمام عدد من المشاركين بشرط أن تظهر الحروف لثوانٍ معدودة ثم تختفي وبعدها طلب من المشاركين تسجيل أكبر عدد من الحروف التي يمكنهم تذكره ولاحظ أن أغلب المشاركين قادرون على تذكر 4 أو 5 حروف فقط.
ركّز سبيرلنج في تجربة أخرى على ربط الرسائل البصرية بمنبه سماعي (عدة نغمات) بحيث يعرض على الشاشة ثلاثة صفوف في كل صف أربعة حروف، عندها على المشاركين تذكر الحروف الأربعة الأولى عند إصدار نغمة عالية، أو تذكر الحروف في الصف الثاني عند إصدار النغمة المتوسطة، وتذكر الحروف في الصف الأخير مع إصدار النغمة المنخفضة.
لاحظ حينها أن المشاركين قادرون على تذكر الحروف لارتباطها بمنبه خارجي لعدة ثوان، لكن لم يكتف بذلك حيث قام بالتجربة نفسها مع تمديد الفاصل الزمني بين كل نغمة والأخرى، فانخفضت صحة ودقّة الرسائل لصعوبة استعادة الأحرف من الذاكرة بعد هذا الوقت، بمعنى أنه تلاشت الذاكرة البصرية .