مفهوم الديمقراطية التمثيلية
ما هو مفهوم الديمقراطية التمثيلية؟
تعد الديمقراطية التمثيلية نوعًا من أنواع الديمقراطية غير المباشرة ، وهي عندما يقوم الشعب بانتخاب مجموعة من الناس المؤهلين ليقوموا بتمثيله في الحكم ويتخذون نيابة عنه القرارات السياسية والأحكام التي من شأنها أن تدير الدولة، والذين هم عبارة عن هيئات مُنتخبة ومستقلة تقع عليها مسؤولية اتخاذ القرارات التي هي في صالح الشعب، وسيكونون مسؤولين أمام الشعب عند حدوث أي تقصير.
تُمارس العديد من الدول هذا النوع من الديمقراطية التمثيلية، ومن هذه الدول دول الاتحاد الأوروبي والولايات المُتحدة الأمريكية.
كيف تطور مفهوم الديمقراطية التمثيلية عبر التاريخ؟
تولدت الفكرة عند المجتمع في أثينا في اليونان، وكانت في ذلك الوقت حكرًا على البالغين من الذكور، وبعدها انتقل مفهوم الانتخاب عبر التاريخ لتمارسه الكنيسة بين أفراد أعضائها والبابا في زمن الرومان، أما مع حلول القرن السادس عشر فقد أظهر اللفياثان (كتاب هوبز) أهمية التمثيل لدى الشعب تحت شخص واحد ليمثلهم في الدولة، وبهذا نقل هذا المفهوم من الكنيسة إلى الحياة السياسية العامة، ومن بعده جاء جون لوك الذي أضاف أنّ هذه العملية يجب أن تكون دورية وليست لمرة واحدة فقط، وعلى أشراف الثورة الفرنسية بدأ مفهوم فصل السلطات يتبلور قليلًا، بحيث أنّ حكم الشعب يجب أن لا يتعارض مع المصالح الأخرى.
أبرز شروط ممارسة الديمقراطية التمثيلية
من أجل أن تتحقق الديمقراطية التمثيلية في دولة ما فإنه لا بد من توفر جملة من الأمور الضرورية وهي الشفافية والوضوح في آلية طرح الانتخابات، وأن تكون فرصة الانتخاب متوفرة لجميع أفراد الشعب بشكل متساوي دون أي تمييز اتجاه أي فئة، وأيضًا من الضروري أن يكون الشعب واعياً لهذه المرحلة التي سيتحدد من خلالها مصيره ومصير بلاده ولأن هذا سينعكس بصورة أساسية على نسبة المشاركة في الانتخابات، والتي يجب أن تكون فعالة لضمان نجاح العملية الديمقراطية في تلك الدولة.
إيجابيات الديمقراطية التمثيلية
من أهم إيجابيات الديمقراطية التمثيلية أنها توكل مسؤولية اتخاذ القرار لأناس من المفترض أنهم يتمتعون بكفاءة عالية ومختصين في هذا المجال، وبالتالي سيوفرون على المواطن الجهد والوقت اللازم بذله لحل المشاكل المتعلقة بالدولة، وبنفس الوقت ما يضمن حقوق ومصالح الشعب وأيضًا المفهوم التشاركي الذي تولده هذه الفكرة تُعزز من ثقة المجتمع بحكومته وبقراراته، وذلك لأنه قام بانتخاب من يمثله في الهيئات المُختصة في الحكم، وأخيرًا في حال شعر الفرد بأنّ من قام بانتخابه لم يحقق له أية مكاسب فإن فرصة التعويض ستكون متاحة أمامه في الانتخابات المُقبلة ليعيد النظر بمن سيقوم بانتخابه.
سلبيات الديمقراطية التمثيلية
للديمقراطية التمثيلية مجموعة من العيوب والسلبيات تحدث حين يتناسى مُمثل الشعب المُنتخب لماذا أخذ هذا المنصب وكيف، فلولا ثقة جمهوره به لما وصل لما وصل إليه، بالتالي أولى عيوب هذا النظام هو عندما لا يدافع المُنتخب عن حقوق جمهوره الذي انتخبه ولا يوصل رسالتهم أو مطالبهم للجهات المعنية، ويتخذ من القرارات ما يناسب فقط ميوله الشخصي ويحقق مكاسبه السياسية البحتة وأيضًا قد يتهرب المُنتخب من المساءلة القانونية عند حدوث تقصير في الأداء، وأيضًا من عيوبها عدم توفر المرونة والسهولة في نقاش أي مطلب أو موضوع لأن على الناخب أن يتقبل البرنامج الانتخابي الخاص بممثله حتى وإن وجد بعض النقاط التي قد يتعارض معه بخصوصها.
أبرز المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية التمثيلية في الوقت الحاضر
للديمقراطية التمثيلية مجموعة من المبادئ والركائز التي تستند عليها، ومنها:
- تحقيق شرط وجود الأغلبية في اتخاذ القرارات السياسية للدولة.
- توفير الحياة الكريمة للمواطن وحماية حقوقه حتى وإن كان ينتمي إلى أقلية ما.
- ضمان استمرارية التعددية السياسية، والتي تتنافس فيما بينها بحرية ونزاهة.