مفهوم الحوار الثقافي
الحوار الثقافيّ
يُعَدُّ الحوار الثقافيّ من مظاهر التواصل بين البشر، ومن مستلزمات التعارف بين البشر التواصل الحواري بينهم في شتَّى المجالات، فالحوار الثقافيّ هو: تبادل الرأي والمعلومات في شتّى جوانب الحياة ومجالاتها، بغض النظر عن الدين أو العرق، فالثقافة ومظاهرها المتعدّدة هي من أهمّ مجالات الحوار بين النَّاس، وللحوار الثقافيّ آداب وتترتّب عليه نتائج أيضاً.
آداب الحوار الثقافيّ
لحوار ثقافيّ سليم لا بدَّ من مراعاة جملة من الأهداف منها:
- احترام حريَّة الرأي والتعبير.
- احترام حرية الاعتقاد وطرائق التفكير.
- استناد الحوار على الحجّة الواضحة، والدليل الصحيح.
- وضوح الأهداف والغايات من الحوار، وذلك بأن تكون أهداف الحوار واضحة لا عبثيّة.
- التخطيط للحوار جيّداً والبعد عن العشوائيّة.
- الالتزام بآداب الحوار بشكلٍ عام، من حسن إنصاتٍ واستماع للطرف الآخر وتواضع ، واحترام للمشاعر الخاصَّة بعدم السبِّ أو القدح أو التشهير.
آثار الحوار الثقافيّ
يترتب على الحوار الثقافيّ آثار عظيمة منها:
- تبادل الخبرات في شتّى جوانب الحياة، فكل متحاور يتميّز بسمات وخبرات في الحياة ربّما يفتقر إليها شريكه في الحوار.
- غرس مفاهيم، مثل: الجرأة، والمبادرة، والموضوعيّة، والعلميّة.
- ثقة الفرد بنفسه، وقدراته الفكريَّة والثقافيَّّة المختلفة.
- دفع الفرد لتنمية قدراته باستمرار، والسعي لاكتساب الخبرات الحواريَّة.
- رقي المجتمع وتماسكه وتقدّمه وازدهاره، إذ تتعزز فيه القيم الإيجابيّة باستمرار اثناء الحوار.
- الوصول إلى الحقيقة، في شتّى مجالات الحوار، سياسيّة، أو تربويّة، أو اقتصاديّة، أو قضايا شخصيّة.
- تشجيع التنافس الإيجابيّ بين المتحاورين، حيث يسعى كل طرف لإثبات صحّة ما لديه من مفاهيم وأفكار وتصوّرات واتّجاهات مختلفة في الحياة.
- وسيلة لإيصال الرأي وإقناع الطرف الآخر به.
- وسيلة لاكتشاف بعض الأخطاء وتصحيح المفاهيم والتصورات.
- تذليل العقبات التي تعترض التفاهم الإنسانيّ.
- الإثراء المعرفيّ في شتّى المجالات.
توصيات لعمل الحوار الثقافيّ
للاستفادة من الحوار والإفادة منه في ذات الوقت ينصح بـ:
- التحضير جيِّداً للموضوع الحواري.
- الاستفادة من البرامج الحواريّة المختلفة عبر وسائل الإعلام.
- الحياديّة الإيجابيّة، بمعنى أن تكون وجهة أطراف الحوار الدليل والمنطق دائماً، مع توفّر ترك الموقف والرأي متى ثبت عدم صحته.
إنّ دعائم الأمم القوية تقوم على الحوار وحريّة الرأي، فهي بذلك أمم تسعى إلى التنمية والريادة في شتَّى مجالات الحياة، ولا سيَّما متى جعلت الحوار نهجاً ثابتاً لها في مختلف جوانب الحياة، وفي المقابل فإنَّ لإهمال الحوار كأداة للتواصل داخلياً وخارجيًّا يترتب عليه قتل روح الإبداع لدى الفرد، وتشجيع الاتكاليَّة، وتأخر الأمم وتقهقرها في شتّى جوانب الحياة.