الحضارة والقيم
تعد القيم حلقة الوصل بين الحضارة والثقافة، فهي بمثابة الجسر الذي يربط العلم بالحضارة، إذ تقوم على تكريم الإنسان، واحترام عقله وتفكيره، وتحثه على التحلي بالأخلاق، وترك المفاسد، فهي تلعب دوراً مهماً جداً في بناء الحضارات، وتقدمها، وازدهارها، كما أن التخلي عنها يؤدي إلى ضعف الحضارة، وتراجعها، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن الحضارة والقيم، وعلاقتهما ببعضهما البعض، بالإضافة إلى أثر الحضارة الحديثة في القيم.
تعريف الحضارة
الحضارة: مجموعة المفاهيم والعقائد والقيم والمبادئ والقوانين والعادت التي تقود حركة ونشاط مجتمع ما في جوانبه الماديّة، والمعنويّة، مما ينتج عن ذلك إبداعات معرفيّة علميّة، ومذاهب فلسفيّة، ونظم سياسيّة، واجتماعيّة، واقتصاديّة، إضافة إلى المنتجات الماديّة النافعة للمجتمع.
لقد ارتبط مصطلح الحضارة بالقيم التي وضعت لزيادة التقدم التكنولوجي ولتطوير المعارف والعلوم التي اختصت بها المجتمعات الصناعيّة المعاصرة الذي يمثلها الغرب.
تعريف القيم
القيم: هي العادات المتعارف عليها في أحد المجتمعات يتم الحكم من خلالها على سلوك الأفراد، أو الجماعات بالجيد أو السيئ، وعلى الأشياء بالجمال، أو القبح، فالقيم ترتبط بأعراف المجتمع، وعاداته، ومعتقداته، وكيفيّة حياته، فمن الممكن أن تكون نظرة مجتمع ما لسلوك معين قبيحة، بينما يراها مجتمع آخر سلوك معتدل، فهذه القيم تختلف بحسب الحاجة لها.
القيم الإسلاميّة: كافة الأخلاق الواردة في كتاب الله، وسنة نبيه يرجع لها المسلمون في جميع مجالات حياتهم.
أثر الحضارة الحديثة في القيم
للأسف أثرت الحضارة الحديثة بشكل سلبي في قيم أغلب المجتمعات، حيث تغيرت القيم الأخلاقية بسبب طغيان العنصر المادي البحت الذي قامت عليه هذه الحضارة، مما أدى إلى غياب الكثير من القيم الأخلاقيّة والدينيّة، وفصلها عن العلم، كما أنّ الإعلام على الرغم من فائدته للإنسانيّة إلا أن سلبياته فاقت إيجابياته، ومن هنا ظهر الخلل في الحضارة الحديثة.
علاقة القيم بالحضارة
تختلف القيم باختلاف الحضارات التي تتبناها، فالحضارة الإسلاميّة ثابتة القيم لا تتغير؛ وذلك لثبات مصدرها، بينما الحضارات التي استندت على القيم المادية الوضعية فإن قيمها تتغير بالتغير الفكري المتجدد كالحضارة الحديثة، فالحضارة التي تسيطر عليها النظم الماديّة تتأثر قيمها بذلك، فتقل الجوانب الروحيّة فيها، إذ إن الحضارة لا تقوم على القيم الماديّة فقط، أو الروحيّة فقط، من هنا نجد أن الحضارة الحديثة لم تصل بالإنسان إلى السعادة، والاستقرار بل افتقدت العديد من القيم الإنسانيّة، على عكس الحضارة الإسلاميّة التي جمعت بين الأمور الماديّة والروحيّة.
