مفهوم التأريخ المطلق
مفهوم التأريخ المطلق
يُعرف التأريخ المطلق بأنه العمر المطلق للعينات، حيث يمكن استخدام التقاويم والمستندات والسجلات التاريخية لمعرفة التواريخ المطلقة للعينات، وفي عام 1949م نشر عالم الكيمياء ويلارد ليبي المجموعة الأولى من تواريخ الكربون المشع، ومنذ ذلك الحين اعتبرت تقنية التأريخ بالكربون المشع أهم التطورات في التأريخ المطلق في علم الآثار، كما أنها لا تزال أداة رئيسية لمعرفة تاريخ آخر 50 ألف سنة مضت.
يعثر علماء الجيولوجيا على مواد مختلفة ويكونوا بحاجة إلى تحديد عمرها ومعرفة المزيد من المعلومات حول الخصائص التي تحملها، لذا يتم استخدم طريقة التأريخ المطلق لإعطاء الصخور أو الأحافير عمراً فعلياً أو نطاقاً زمنياً بالسنوات، ويختلف التأريخ المطلق عن التأريخ النسبي الذي يُرتّب الأحداث الجيولوجية في ترتيب زمني فقط دون إعطائها أعماراً محددة.
طُرق التأريخ المطلق
يُوجد عِدّة طُرق تُستخدَم في عملية التأريخ المطلق لتحديد عمر المواد البيولوجية، ومن أبرز هذه الطرق ما يأتي:
التأريخ الإشعاعي
يتم الحصول على غالبية التواريخ المُطلقة للصخور أو الأحافير بالطرق الإشعاعية، حيث تُستخدم نظائر العناصر المشعة الموجودة في الصخور لتحديد عمرها، تمتلك ذرات العناصر الكيميائية أشكالاً مختلفة عنها تسمى النظائر ، حيث أن هذه النظائر تتحلل بمرور الوقت في عملية تسمى التحلل الإشعاعي.
يتم استخدام عناصر مختلفة للتأريخ المطلق للنطاقات العمرية المختلفة، على سبيل المثال يتم استخدام تحلل نظير البوتاسيوم 40 إلى الأرجون 40 لتأريخ العينات الجيولوجية التي يزيد عمرها عن 20.000 عام، ويتم استخدام تحلل نظير اليورانيوم 238 إلى نظير الرصاص 206 للصخور الأقدم من مليون عام.
تُعتبر هذه الطريقة مفيدة بشكلٍ كبير في تحديد أعمار الصخور النارية والمتحولة، لكنها لن تكون دقيقة بالنسبة للصخور الرسوبية، حيث أن الصخور الرسوبية تتكون من جزيئات من صخور أخرى، لذا فإن قياس النظائر في الصخور الرسوبية سيؤدي إلى تأريخ العمر للصخور الأصلية.
تحليل حلقات النمو
تدرس هذه الطريقة حلقات جذوع الأشجار لتحديد عمرها، كما تعتمد على مبدأ أن التباين في نمو الأشجار من عام لآخر، ويتأثر نمو الأشجار بالعديد من العوامل، مثل مقدار ضوء الشمس، ودرجة الحرارة، ونوع التربة، وكمية الأمطار والظروف الأخرى المحيطة بها.
يتم مطابقة مجموعات متعددة من حلقات الأشجار المختلفة لبناء تسلسل وسطي، بعدها يتم دراسة هذا التسلسل مع متوسط التسلسل الذي يتم الحصول عليه من الأشجار التي ماتت في أوقات مختلفة، وبالتالي يتم بناء تسلسل زمني شامل يُغطي مئات السنين ليصبح مرجعاً للقياس.
اللمعان الحراري
تَستخدم هذه الطريقة ظاهرة الإشعاع المُؤيّن التي تحدث في الغلاف الجوي بشكلٍ طبيعي، وتعتمد على خاصية فريدة لبعض المعادن التي لها بُنية غير كاملة، حيث تحتفظ هذه المعادن بالعناصر المشعة في البيئة الطبيعية، وعند تسخينها أثناء التنقيب في المواقع الأثرية أو المواد الجيولوجية، يتم إفراغ العناصر المشعة التي يحتويها الهيكل البلوري لهذه المعادن، بعدها يقوم العلماء بحساب معدّل التدفق الإجمالي للإشعاع وحساب عمر العينة.