مفهوم البيئة في المنظور الجغرافي
تعريف البيئة في المنظور الجغرافي
تُعرّف الجغرافيا البيئية بأنّها إحدى فروع علم الجغرافيا التي تختص بدراسة وتحليل الجوانب المكانية للتفاعلات التي تحدث بين البشر والنظم الطبيعية على سطح الأرض، وتتطلّب الجغرافيا البيئية فهمًا وتحليلًا للتأثيرات الناجمة عن الجوانب الآتية:
- علم المناخ.
- علم المائِيَّات أو الهيدرولوجيا.
- علم الجغرافيا الحيوية.
- علم التضاريس.
- علم طبقات الأرض.
- تأثير البشر على البيئة.
أهمية الجغرافيا البيئية
تتمتّع الجغرافيا البيئية بأهمية كبيرة، وذلك للأسباب الآتية:
- تساعد الجغرافيا البيئية على تقديم وتطوير الحلول المستدامة للمشاكل البيئية .
- تتيح الجغرافيا البيئية القدرة على تعلُّم مدى تأثير التغير المناخي على التنوع الأحيائي، وتأثير البشر على المصادر البيئية.
- توفّر الجغرافيا البيئية مجموعة من الأدوات التحليلية التي تساعد في تقييم التأثير البشري على النظم البيئية، وذلك من خلال تحديد نتائج النشاط البشري على التضاريس والدورات الطبيعية في كوكب الأرض.
مجالات بحث الجغرافيا البيئية
تنطوي الجغرافيا البيئية على مجموعة متنوّعة من مجالات البحث، وهي على النحو الآتي:
مفهوم النظام البيئي
يمكن تعريف النظام البيئي بأنّه حيّز جغرافي يجمع بين الحيوانات، والنباتات، والكائنات الحية الأخرى مع عناصر الطقس والتضاريس الطبيعية، بهدف تكوين بيئة مناسبة للحياة، ويتألّف النظام البيئي من عوامل أحيائية (بالإنجليزية: Biotic Factors)، وعوامل لا أحيائية (بالإنجليزية: Abiotic Factors)، والتي تشمل على ما يأتي:
- العوامل الأحيائية
تتألف من الأجزاء الحية؛ كالحيوانات، والنباتات، والكائنات الحية المختلفة.
- العوامل اللاأحيائية
تتألف من الأجزاء غير الحية؛ كالصخور، ودرجات الحرارة، والرطوبة.
وظائف النظام البيئي وانتقال الطاقة والمادة داخله
يمتلك النظام البيئي عدّة وظائف رئيسيّة، وهي على النحو الآتي:
- تنظيم سير العمليات البيئية الأساسّية، ودعم نظم الحياة، وتوفير الثبات والاستقرار.
- ضمان تدوير العناصر الغذائية بين المكونات الأحيائية واللاأحيائية.
- الحفاظ على التوازن البيئي بين مستويات السلسلة الغذائية.
- تدوير المعادن من خلال الغلاف الأحيائي.
- المساهمة في تكوين المواد العضوية بالاستعانة بالمكونات اللاأحيائية، والتي بدورها تُساهم في تبادل الطاقة.
تتمحور المكوّنات الوظيفية الرئيسية في داخل النظم البيئية حول الجوانب الآتية:
- الإنتاجية
تُوضّح معدل الكمية المنتجة من الكتلة الحيويّة في الطبيعة.
- انتقال الطاقة
تحدث هذه العملية ضمن مراحل تسلسلية، بحيث تنتقل الطاقة من مستوى غذائي لآخر، وذلك عندما تنتقل الطاقة المأخوذة من الشمس بدءًا من الكائنات المنتجة إلى الكائنات المستهلكة، ومن ثمّ إلى المحللات وانتهاءً بالبيئة.
- التحلل
يعبّر عن تفكك وتحلل المواد العضوية للكائنات الميتة، بحيث تُشكل الطبقة العلوية للتربة موقعًا أساسيًا لحدوث عملية التحلل.
- دورة المغذيّات
يحدث من خلالها استهلاك وإعادة تدوير للمواد الغذائية وتحويلها إلى أشكال أخرى تنتقل إلى الكائنات الحية المختلفة.
التغيرات الزمنية في النظام البيئي
تُمثّل التغيرات الزمنية التغييرات التي تحدث خلال مدة زمنية داخل النظام البيئي الذي يتمتّع بالاستدامة، وتُعرف بمسمى الخلافة البيئية أو التعاقب البيئي (بالإنجليزية: Ecological Succession)، بحيث تُتيح للمجتمعات الأحيائية التطور بمرور الوقت.
التغيرات المكانية في النظام البيئي
تلعب التغيرات المكانية دورًا مهمًا في النظم البيئية الطبيعية، من حيث تأثيرات التغيرات المكانية المتعلقة بالكائنات الحية، والسكان، و التضاريس الطبيعية على ديناميكية النظام البيئي، إذ ترتبط البيئة المكانية بعملية حفظ الأحياء؛ نظرًا لأنّها تركز على دراسة فقدان المَواطن، وتجزئتها بفعل النشاط البشري.
مشاكل البيئة العالمية
تحدث مشاكل البيئة العالمية نتيجة الإفراط في الأنشطة البشرية الخاطئة، وذلك من خلال استخدام الموارد الطبيعية غير المستدامة، والتي يترتّب عليها تأثيرات سلبية على البيئة، ومن هذه المشاكل البيئية ما يأتي:
- التلوث البيئيّ.
- الاحتباس الحراري .
- نفاذ طبقة الأوزون.
- الاكتظاظ السكاني.
- إزالة الغابات.
- نضوب الموارد الطبيعية.
- تشكّل المطر الحمضي.
- فقدان التنوع الأحيائي.
الكوارث البيئية
تُؤثر الكوارث البيئية بنحوٍ كبير على النظم البيئية، وبالرغم من كونها تحدث ضمن مدة قصيرة، إلّا أنّه يترتب عليها تأثيرات دائمة على الكائنات الحية ومواطنها، بحيث تؤدي الكوارث البيئية إلى تغيير البُنية المادية في النظام البيئي بصورةٍ دائمة، ومع ذلك يمكن في بعض الحالات احت واء الضرر الناتج وإصلاح المَواطن المتضررة.
تُصنّف الكوارث البيئية إلى نوعين رئيسيين هما:
- الكوارث الطبيعية
تحدث الكوارث الطبيعية بسبب المناخ أو الظواهر الجويّة ويذكر منها ما يأتي:
- الحرائق الأرضية.
- الانهيارات الأرضية.
- الفياضانات.
- الزلزال.
- الأعاصير.
- الجفاف.
- أمواج تسونامي .
- الثورانات البركانية.
- الكوارث بشرية المنشأ
تتسبّب الأنشطة البشرية في حدوث هذه الكوارث البيئية، والتي تشتمل على الآتي:
- الانسكابات النفطية.
- الانسكابات الكيميائيّة.
- الحوادث النووية.
الإنسان والعمليات البيئية
يتفاعل الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها، فعلى سبيل المثال يُحدِث البشر تغييرًا في بيئاتهم من خلال قطع الأشجار وزراعة المحاصيل الزراعية، وكذلك الأمر بالنسبة للبيئة، فهي تؤثر على حياة البشر بعدّة طرق مثل؛ تأثير الطقس على تغيير استجابة البشر في ارتداء الملابس بناءً على الطقس البارد أو الحار.
تُصنّف الروابط التي تجمع بين أنش طة الإنسان والبيئة لنوعين رئيسيين هما:
- استخدام المصادر الطبيعية في البيئة؛ مثل الأرض، والغذاء، والمياه، والنباتات، والحيوانات.
- إنتاج المخلفات من الأنشطة البشرية الناتجة عن قطاعات الزراعة، والصناعة، والتعدين، بالإضافة إلى المخلفات البشرية.
التدهور البيئي والتلوث
يُعرّف التدهور البيئي بأنّه تفكك وتلوث الأرض، وذلك من خلال استهلاك العناصر الأصلية كالتربة، والهواء، والمياه، والذي يترتب عليه تدمير البيئات، والقضاء على حياة الكائنات الحية، ويجدر بالذكر أنّ هذا التغيير في النظم الطبيعية يعدّ ضارًا وغير مرغوب به.
يُعزى السبب في حدوث مشكلة التدهور البيئي إلى النمو السكاني المتزايد والتنمية الاقتصادية؛ التي بدورها تُضعف المصادر الطبيعية بالإضافة إلى تأثير التلوث البيئيّ على صحة السكان والذي ينشأ من عدّة عوامل منها:
- انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
- ترسب الأحماض.
- تلوث المياه .
- إنتاج النفايات.
الإدارة البيئية
يمكن تعريف الإدارة البيئية بأنّها إدارة عملية التفاعل بين الأنشطة البشرية والنظم البيئية الطبيعية، والتي تهدف إلى توفير الحماية لخدمات النظم البيئية، والتنوع الأحيائي، والمحافظة على استداماتها للأجيال المستقبلية.
تهتم الإدارة البيئية في تحديد العوامل التي تجمع بين تلبية الاحتياجات البشرية وحماية البيئة، والتي ينشأ عنها عدة مشاكل، وذلك من خلال الآتي:
- التحقيق من خلال الشكاوى التي تساعد على تحديد المشاكل البيئية في المجتمعات.
- التقييم الذي يحدث أثناء جولات التفتيش مع الدوائر الحكومية لتحديد مدى تأثير المشكلة البيئية.
- السيطرة عندما يُشار للشخص المتجاوز، أو مسبب التلوث، وإبلاغه بوقف نشاطه غير المصرّح به والمخالف للقانون وعلاج المشكلة.
أنواع البيئات من المنظور الجغرافي
تُصنّف البيئات إلى مجموعة من النظم البيئية الرئيسية، وهي على النحو الآتي:
الغابات
تُصنّف الغابات بالاعتماد على طبيعة المناخ السائد فيها إلى 3 أنواع رئيسية، وهي على النحو الآتي:
- الغابات الاستوائية
تتمتّع الغابات الاستوائية أو المطيرة بالتنوع الأحيائي الفريد من نوعه، وتتميّز هذه البيئات بمناخها الدافئ والرطب، بحيث تنمو فيها الأشجار الطويلة ذات الأوراق الكثيفة.
- الغابات المعتدلة
تتمتّع الغابات التي تنمو في البيئات المعتدلة بكونها غابات نفضية؛ أيّ أنّ الأشجار تنفض أوراقها خلال فصل الخريف، أو غابات صنوبرية دائمة الخضرة، أو مزيج من كلا النوعين.
- الغابات الشمالية
تقع هذه الغابات في جنوب القطب الشمالي، وتُعرف هذه الغابات بمسمى التايغا وهي أكبر الأقاليم الأحيائية البرية في العالم، وتتميز بوفرة الأشجار الصنوبرية فيها.
المروج
تنتشر نُظم المروج أو ما يُعرف بالأراضي العشبية في البراري، والسافانا، والسهوب، وعادًة ما تتواجد في المناطق الاستوائية أو المعتدلة، مع إمكانية وجودها في المناطق الباردة مثل السهوب السيبيرية، وتتمتع بمناخها شبه الجاف وأعداد الأشجار القليلة أو شبه المعدومة، كما تُشكّل هذه المروج بيئة مثالية لرعي الحيوانات.
الصحاري
تتميز النظم البيئية الصحراوية بمعدلات الهطول المطري المنخفضة، إذ تقل عن 25 سم في السنة، وعادةً ما يكون مناخ الصحاري حارًا، مع إمكانية وجودها في المناطق المدارية إلى القطب الشمالي، وتحتوي بعض الصحاري الحارة على الكثبان الرملية ، وتحتوي بعضها على الصخور، وعادًة ما تفتقر إلى وجود الغطاء النباتي، الأمر الذي يستوجب على الكائنات الحية كالحشرات والزواحف والطيور التكيف مع حالة الجفاف فيها.
السهول الجليدية
تتميز نُظم السهول الجليدية أو ما يُعرف بالتندرا بطبيعتها القاسية، والتي تنتشر في المناطق القطبية، وتكون مغطاة بالثلوج مع اندفاع الرياح، وغالبًا ما يغيب وجود الأشجار فيها، الأمر الذي يتسبب في تجميد التربة والتي تدعى التربة الصقيعية.
المياه العذبة
تتواجد نظم المياه العذبة في الجداول، والأنهار، والبرك، والبُحيرات، والسبخات، والمستنقعات، وتُشكّل موطنًا رئيسيًا للأسماك والبرمائيات، والطحالب، والعوالق، والنباتات المائية، وتصنّف إلى نوعين رئيسيين هما:
- المياه العذبة شبه الثابتة مثل؛ البرك.
- المياه العذبة الجارية مثل؛ الأنهار.
البحار والمحيطات
تتميز النظم البحرية باحتوائها على المياه المالحة على عكس نظم المياه العذبة، وتوفّر بيئة تضم تنوعًا أحيائيًا واسعًا، كما أنّها تعدّ من أكثر النظم البيئية وفرةً في العالم، ويندرج لها عدّة مناطق، وهي على النحو الآتي:
- قيعان المحيطات والأسطح.
- مصبات الأنهار.
- المستنقعات والسبخات المالحة.
- الشعاب المرجانية .
- أشجار المانغروف الساحلية.