مفهوم الاحترام في الإسلام
مفهوم الاحترام في الإسلام
الاحترام هو أحد الفضائل والقيم الحميدة التي يلتزم بها الإنسان المسلم، بحيث يقدّم التقدير والعناية والالتزام تجاه شخصٍ أو شيءٍ أو قيمةٍ ما، وهذه الفضيلة هي إحدى أهمّ القيم التي أولى لها الإسلام عنايةً خاصةً وأعطاها مكانةً كبيرةً، وقد ظهرت هذه القيمة في العديد من المواقف في تاريخنا الإسلاميّ، ومن ذلك مخاطبة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لملك الروم حين أرسل إليه رسالةً يدعوه بها إلى الدين الإسلاميّ تبدأ بقوله: (من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم)، فقد حرص نبينا الكريم على إنزال الناس منازلهم واحترامهم وتقديرهم.
صور الاحترام في الإسلام
فيما يلي بيان بعض صور الاحترام في الإسلام:
احترام الذات
ويُقصد به احترام الصورة الذهنية التي يمتلكها الإنسان عن نفسه، فقد أكّد الدين الإسلاميّ على ضرورة احترام الذات في مواضع كثيرة منها تحريم ارتكاب الذنوب، والسيئات، والمعاصي التي تقلّل من احترام الشخص لذاته مثل: شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وكذلك الزنا، بالإضافة إلى تأكيد الإسلام على ضرورة العناية بالشخصية والشكل، والنظافة، والالتزام بالهندام الحسن، وقد جاءت تشريعات الإسلام تحث على ضرورة حفظ كرامة الإنسان، من خلال التوصية بمعاملة الآخرين أحسن معاملة واحترامهم، وعدم التطاول أو الاعتداء عليهم.
احترام الوالدين
فقد أكّد الإسلام على ضرورة احترام الوالدين والإحسان إليهما والاعتناء بهما، وبرهّما، ومن ذلك قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
احترام المرأة
فقد جاء الإسلام لدحض كلّ الأفكار التي كانت شائعة عن المرأة آنذاك من أنّها مخلوقٌ غير بشريّ، وأنّها مخلوقٌ خُلق لخدمة الرجل، وبأنّها مخلوقٌ لا قيمة له يُباع ويُشترى كأيّ سلعةٍ أخرى، ومن المعروف بأنّ العرب قديما كانو يدفنون البنات وهنّ على قيد الحياة، أمّا الإسلام فقد جاء وكرّم المرأة وأعطاها حقوقها في الميراث، والاحترام وأكدّ في العديد من النصوص والتعاليم على ضرورة معاملتها أحسن معاملة، واتباع أسلوبِ الرفق والحب معها لأنّها كائنٌ رقيقٌ وضعيف.
احترام المجتمع
ومن ذلك احترام الصغير، والكبير، واحترام المجلس الذي يجلس فيه الناس، ومن صور احترام المجتمع أيضاً تحريم الغيبة، والنميمة، والهمز، واللمز وكلّ ما من شأنه تمزيق أوصال المجتمع وترابطه، جاء في الحديث: (ليسَ منَّا من لَم يَرحَمْ صغيرَنا ، و يعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا).
احترام العلماء والولاة
فقد رفع الإسلام قدر العلماء وأصحاب الفضل وأمر باحترامهم وتقديرهم، وإجلال العلم وحامله، ومهابته، وكذلك احترام الأمراء والولاة الذين يتولون أمور المسلمين، جاء في الحديث: (إنَّ من إجلالِ اللَّهِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ ، وإِكْرامَ ذي السُّلطانِ المقسِطِ)، وأيضاً: (ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا ، ويرحمْ صغيرَنا ! ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ).
احترام غير المسلمين
وذلك من خلال احترام إنسانيتهم وآدميتهم، وكذلك احترام دينهم وعدم الاعتداء عليهم ولا على معابدهم، ولا على أعراضهم.