مفهوم الاتصال والتواصل والفرق بينهما
مفهوم التواصل
يُعرف التواصل (بالإنجليزية: Communication) بأنه عملية تبادلية تشاركية تُرسل فيها الرسائل وتُستقبل عبر الوسائل اللفظية وغير اللفظية؛ كالكلام والتواصل الشفهي، والكتابة، والتمثيل البياني، والرسوم التخطيطية، والإشارات، والسلوك، ولا تقتصر عملية التواصل على بني البشر فحسب، بل إن جميع المخلوقات في الكون تتواصل مع بعضها البعض بطريقة أو بأخرى، إلاّ أنّ قدرة الإنسان على استخدام اللغة والكلمات للتعبير عن مشاعره وآرائه ميزته عن باقي الكائنات.
مفهوم الاتصال
يُمكن تعريف الاتصال (بالإنجليزية: Connection) بعدة تعريفات ، فهو العلاقة التي تربط بين شخصين أو شيئين أو مجموعة من الأفراد أو الأشياء، كما أنه الرابط الذي يجمع عدة أمور أو أشخاص ببعضهم البعض، وهو يعبر عن العلاقة مع المعارف أو الأصدقاء أو الأقارب وإيصال المعلومات فيما بينهم من خلال الإشارات أو الإيماءات أو اللغة.
ما الفرق بين التواصل والاتصال؟
وفيما يأتي أبرز الفروقات بين التواصل والاتصال من حيث المشاركة والأهمية:
الفرق بين التواصل والاتصال في المشاركة
فرّق بعض الباحثين بين مفهومي الاتصال والتواصل، وقد تمّ التفريق بين هذين المصطلحين على النحو الآتي؛ يقتصر مفهوم الاتصال على وجود طرفٍ واحد فعال في عملية الاتصال مثل مشاهدة التلفاز والبرامج المختلفة وهي عملية ليست تشاركية، أمّا التواصل فهو عمليّة اتصالٍ مشتركةٍ ذهاباً وإياباً، كالتواصل بين المعلّم والطالب في الغرفة الصفيّة.
الفرق بين التواصل والاتصال في الأهمية
يَسود اعتقاد خاطئ لدى الغالبية العظمى من الناس أن التواصل أهم من الاتصال، فبدون اتصال جيد لن يكون هنالك تواصل في المقام الأول، وبالتالي لن يكون هنالك علاقة، فالكائنات الحية جميعها تتواصل من أجل خلق اتصال ورابط يجمعها، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك اتصال جيد بين شخصين ستزداد رغبتهما في التواصل أكثر، فالاتصال القوي بينهما يزيد من تواصلهما، وبالتالي سيزدادان انفتاحًا على بعضهما البعض ويزيد شعورهما بالمصداقية والأمان والقدرة على المشاركة.
وهذا يؤكد على حقيقة تشابك وتشابه المفهومين مع بعضهما البعض حيث لا يمكن تكريس كافة طاقة الفرد في أحدهما وتجاهل الآخر، ووفقاً لذلك يأتي الاتصال في المرتبة الأولى من حيث الأهمية ثم يليه التواصل.
أهداف عملية الاتصال
تنقسم عملية الاتصال إلى عدة أهداف، هي كما يلي:
- الأهداف التوجيهية: وهي الأهداف التي يتم من خلالها إكساب الإنسان اتجاهات جديدة أو تثبيت الاتجاهات، أو التعديل على الاتجاهات السابقة.
- الأهداف التعليمية: تتحقق الأهداف التعليمية عند اكتساب خبرات جديدة أو مفاهيم ومهارات جديدة لدى الإنسان، من أجل ممارستها في مهن معينة.
- الأهداف التثقيفية: وهي الأهداف التي تساعد على توعية الأشخاص المُستقبلين، لمُساعدتهم على زيادة المعارف لديهم، وعلى توسيع الأفق لديهم، كما يحدث في وسائل الإعلام.
- الأهداف الترفيهية: من الممكن أن يتسبب الاتصال في إدخال السرور والبهجة إلى نفس الإنسان المُستقبِل.
- الأهداف الاجتماعية: وهي الأهداف التي تُتيح للإنسان فرصة زيادة الاحتكاك بالآخرين، مما يساعده على تحقيق الأهداف الاجتماعية ويُقوي الصلة الاجتماعية بين الأفراد.
- الأهداف الإدارية: وهي الأهداف التي تساعد على تحسين سير العمل، وتدعم التفاعل ما بين العاملين في الشركة، وتوزع المسؤوليات فيما بينهم.
المهارات اللازمة لإتمام عملية الاتصال
بغض النظر عن المكانة الاجتماعية أو المنصب المهني الذي يحتله الفرد، فيجب عليه التمتع بمجموعة متنوعة من المهارات التي تجعل عملية اتصاله مع الآخرين كاملة وناجحة ، أبرزها ما يلي:
- تمييز احتياجات الأفراد المختلفة للاتصال، نظرًا لاختلاف شخصياتهم وردود فعلهم (طرق استجابتهم) ومدى حاجتهم للاتصال.
- إظهار الاهتمام عند لقاء الأشخاص من خلال المبادرة في طرح الأسئلة عليهم، هذا إلى جانب التواصل معهم والاستماع لحديثهم مع ملاحظة تعابير الجسد والوجه.
- مشاركة الآخرين أفراحهم وأحزانهم كنوع من التعاطف، فلذلك عظيم الأثر في تطوير العلاقات الاجتماعية معهم.
- تقدير جهود الآخرين والثناء عليهم وذكر نقاط قوتهم أمامهم.
- ضبط نبرة الصوت والتحكم بها بحيث لا تكون حادة أثناء محاورة الآخرين.
- التفاوض والنقاش بمنطقية من أجل الوصول إلى حل وليس من أجل الفوز لأجل الفوز.
- منح المرؤوسين الاستقلالية والاكتفاء بتقديم بعض الإرشادات والنصائح في بيئة العمل.
- الاعتذار عند الخطأ.
يتداخل مفهومي الاتصال والتواصل فيما بينهما بشكل كبير إلى حد اعتقاد البعض أنهما وجهان لعملة واحدة، إلا أن هنالك أوجه اختلاف بسيطة بينهما، أبرزها عدد المشاركين الفعالين لإتمام العملية، إذ تتم عملية الاتصال بوجود طرف واحد فعّال، بينما التواصل عملية تحتاج لمجموعة أطراف متفاعلة لتحقيق الغرض منها، كما يختلفان فيما بينهما بالمهارات اللازمة لها والأهداف المرجوة منها.