مفهوم الأهداف التربوية
مفهوم الهدف التربوي
يعرف الهدف التربوي العام بأنه عبارة عن وصف الشكل والإمكانات التي بوسع المتعلم إظهارها بعد تعلمه لوحدة تعليمية أو منهاج دراسي في فترة زمنية لا تقل عن أسبوعين ولا تزيد عن سنة دراسية، ويصف الهدف التربوي المهارات الكلية والنهائية التي يتوقع من المتعلم أو الطالب أن يظهرها بعد عملية التعلم، كما أن تحديد الأهداف التربوية يساعد في توضيح وتحديد أولويات التعلم كما يساعد المعلم والطلبة على تقييم مدى تقدمهم في العملية التعليمية، بالإضافة إلى أنها طريقة لتشجيع الطلبة على تحمل مسؤولية تعلمهم.
ما هي مستويات الأهداف التربوية؟
تقسم الأهداف التربوية إلى ثلاثة مستويات أساسية:
أولاً: الأهداف التربوية العامة (بعيدة المدى)
وهي تلك الأهداف التي تكون على درجة عالية من الشمولية والعموم وتحتاج إلى وقت طويل لتحقيقها، وعادةً يكون منصوصًا عليها في النظام التربوي (فلسفة وزارة التربية والتعليم)، أي أنها تشتق من فلسفة وزارة التربية والتعليم والتي بدورها تستند إلى الفلسفة السائدة في الدولة وذلك من أجل تحقيقها خلال مرحلة تعليمية معينة، مثل:
- إعداد فرد قادر على مواكبة متطلبات القرن الحادي والعشرين.
- إعداد مواطنين صالحين منتميين لوطنهم.
ثانياً: الأهداف المتوسطة
وهي الأهداف التي تكون أقل عمومية من الأهداف التربوية العامة، إلا أنها لا تزال أهدافًا تعليمية عامة قد تتحقق في فصل دراسي أو سنة دراسية أو وحدة دراسية، وقد تكون لتحقيق أهداف وحدة دراسية أو كتاب، أي أنها تكون مشتقة من المنهاج وخطوطه العريضة، مثل:
- استقصاء مميزات عصر الفتوحات الإسلامية.
- دراسة العناصر الفلزية.
ثالثاً: الأهداف السلوكية (قصيرة المدى)
وهي الأهداف التي تمتاز بدرجة عالية من التحديد والتخصص وتكون قابلة للقياس والتقويم، وتُظهِر استجابات الطلبة سواء العقلية أو الحركية أو الانفعالية وتساعد المعلم في التخطيط اليومي للدروس وتنفيذ هذه الخطط، كما تمكنه من تحديد استراتيجيات التقويم المناسبة وأدواته لتقويم الطلبة، أي أنه يتم اشتقاقها من الموضوع الدراسي على مستوى الحصة الدراسية الواحدة، مثل:
- أن يُعرّف معركة تبوك .
- أن يذكر أسباب حدوث معركة تبوك.
مجالات الأهداف التربوية
يجب أن تكون الأهداف التربوية عبارة عن عبارات مختصرة وواضحة ومحددة لما سيتمكن المتعلمون من القيام به بعد الانتهاء من الموقف التعليمي الذي يمكن أن يكون عبارة عن نشاط تعليمي أو درس أو وحدة دراسية أو فصل دراسي كامل، كما يطلق عليها أيضا اسم النتاجات التعليمية والتي يجب أن تتضمن ثلاثة مجالات أساسية وهي:
- المجال المعرفي: وتتضمن المعارف التي يجب على الطالب تعلمها بعد المرور في الخبرة التعليمية، مثل أن يعدد أجزاء الجهاز التنفسي في جسم الإنسان.
- المجال المهاري: وتتضمن المهارات التي على الطالب أن يتقنها بعد المرور في الخبرة التعليمية مثل: أن يرسم الطالب مربع متساوي الأضلاع باستخدام المسطرة والمنقلة بشكل صحيح.
- المجال الوجداني: هي الاتجاهات والقيم التي من المتوقع تكونها لدى الطالب بعد المرور في الخبرة التعليمية مثل: أن يدرك الطالب أضرار التدخين.
مواصفات الأهداف التربوية الناجحة
عند كتابة الأهداف السلوكية يجب مراعاة بعض الشروط حتى تكون أهدافًا جيدة وذكية ويمكن اختصار هذه المواصفات بالأحرف الأولى لكلمة SMART، وهذه المواصفات هي:
أن تكون الأهداف محددة
(بالإنجليزية: S is for Specific)، ف يجب أن تكون الأهداف محددة وواضحة قدر الإمكان فيما يتعلق بمحتوى المادة التعليمية، مثال: أن يذكر الطالب أجزاء الزهرة في النباتات الزهرية.
أن تكون الأهداف قابلة للقياس
(بالإنجليزية: M is for Measurable)، فيجب أن يكون الهدف قابلًا للقياس من قبل المعلم حتى يستطيع تقييم التقدم الذي أحرزه الطالب، أو حتى تحديد عدم تحقيق تقدم ما، مما يدفع المعلم على استخدام استراتيجية تعليمية أخرى أو نشاط تعليمي مختلف يساعد الطلبة على تحقيقه الهدف المنشود، كأن نقول أن يرسم الطالب دائرة باستخدام الفرجار بطريقة صحيحة، فقدرة الطالب على رسم الدائرة بطريقة صحيحة ودون أخطاء هي التي تحدد مدى تحقيق الهدف من عدم تحقيقه ويعتبر هذا الهدف قابلاً للقياس.
أن تكون الأهداف يمكن تحقيقها
(بالإنجليزية: A is for Achievable)، فيجب أن يكون الهدف يمكن تحقيقه ضمن إطار زمني محدد، فلا يجب أن نقول عند كتابة هدف سلوكي لطالب في الصف الأول أن يحسب سرعة سيارة تسير مسافة 100 متر خلال 10 ثوان، ونحن نعلم أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج أولاً أن يتعرف على مفهوم السرعة والحركة والقوة المؤثرة على الأجسام، إذا يعتبر هذا الهدف من الصعب تحقيقه لطالب في الصف الأول خلال تعلم مفهومي السكون والحركة.
أن تكون الأهداف مناسبة ومنتمية
(بالإنجليزية: R is for Relevant)، فمن الضروري أن يحدد المعلم أهدافًا مناسبة ومنتمية لمحتوى الدرس، فعند تدريس طلاب الصف الأول درس الحواس الخمس ، من الخطأ أن نضع هدفاً سلوكياً مثل: أن يعدد الطالب أجزاء الجهاز الهضمي، فهذا الهدف لا ينتمي للدرس لكن يمكن أن يضع المعلم هدفا مفاده أن يحدد الطالب العضو المسؤول عن كل حاسة من الحواس الخمس في الجسم.
أن تكون الأهداف معتمدة على وقت محدد
(بالإنجليزية: T is for Time-Based)، فعلى المعلم أن يحدد إطارًا زمنيًا لأهدافه، كأن يكون الهدف أن يحل الطالب مسألة على الجمع الذهني بسرعة، أو أن يرسم الطالب مثلث متساوي الساقين باستخدام المسطرة والمنقلة دون أخطاء خلال خمس دقائق، أو في حال كتابة الأهداف المتوسطة مثل أن يتقن الطالب حفظ جداول الضرب خلال ثلاثة أسابيع.