مفهوم الأنثروبولوجيا السياسية
مفهوم الأنثروبولوجيا السياسية
الأنثروبولوجيا السياسية (بالإنجليزية: Political Anthropology ) هي فرع من فروع الأنثروبولوجيا الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، ويقوم أساسه على مقارنات تتمّ خلال العمل الميداني للسياسة لمجموعة كبيرة من البيئات التاريخية، والاجتماعية، والثقافية، ويعتمد تعريفها على اهتمامات العلماء النظرية والتحليلية، تتعامل الأنثروبولوجيا النموذجية عادةً مع السياسة بشكل مترابط، فهو مبدأها الأساس، ويجب التحقيق فيها كتعبير عن علاقات القوة، والثقافة، والمسارات التاريخية.
أصل الأنثروبولوجيا السياسية والقانونية
تعود الجذور الفكرية والمنهجية الأنثروبولوجيا السياسية إلى مونتسكيو (بالإنجليزية: Montesquieu ) وأليكسيس دي توكفيل (بالإنجليزية: Alexis de Tocqueville)، إذ نظرا إلى السياسة والحكم بناءً على أساسيات ثقافية، ثم توالت الدراسات التاريخية التي ساهمت في تفسير التغيير السياسي في الأنثروبولوجيا داخل الوضع السائد آنذاك، كان التركيز النظري للأنثروبولوجيا السياسية على العلاقات الجدلية بين الفعل الرمزي وعلاقات القوة.
كيفية دراسة الأنثروبولوجيا السياسية
وتتمثل دراستها وتعلمها بما يلي:
- يَجمع علماء الأنثروبولوجيا السياسية بين الإثنوغرافيا (الأعراق البشرية) والتاريخ، فهناك بعض العلماء يحللون الممارسات والأشكال البيوقراطية، وبعض العلماء يحللون أشكال السياسة، والبعض الآخر يحلل الإرهاب، ويذهب البعض الآخر إلى تحليل الآثار السياسية في الحياة اليومية، وغيرها.
- يميل علماء الأنثروبولوجيا السياسية المعاصرون إلى التركيز على الخلاف السياسي والثقافي بعد تخليهم عن تركيز العلماء السابقين على التماسك والتوافق.
- تُعدّ مشاكل الشرعية هي الموضوع الأساس الذي يشغل الأنثروبولوجيا السياسية، وقد أظهره ديفيد كيرتسر (بالإنجليزية: David Kertzer) في عام 1988م في أعماله التي تحلل دور الطقوس في الحفاظ على الأنظمة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الدور السياسي للرموز والاستراتيجيات الخطابية هي أساس التحليل، وهناك دراسات، وأبحاث، ومحاولات لتحويل القوة إلى سلطة، وتحدي شرعية السلطة الراسخة في مجموعة متنوعة من السياقات الثقافية.
مجالات اهتمام الأنثروبولوجيا السياسية
وفيما يلي أبرز المعلومات التوضيحية لمجال عمل الأنثروبولوجيا السياسية:
- عندما بدأ العلماء الأنثروبولوجيا السياسية بحوثاتهم الميدانية، كان الاعتقاد الشائع بأنّ المؤسسات الأوروبية والأمريكية هي التمثيل الملائمة للحكومة، والنظام السياسي، والقانون ، لكن ظهرت الأنثروبولوجيا السياسية لتتحدى فكرة النقص أو عدم الوجود في المجتمعات غير الحكومية، وأيضاً في المجتمعات الحديثة، وجعلت فكرة القرابة والجنس أقل صلة بالسياسة.
- قديمًا كانت المواضيع التي تناقشها الأنثروبولوجيا هي: التنظيم السياسي بشكل أساسي، بالإضافة إلى الهيمنة، والسلطة، وكان يعتمد تركيزها الأكبر على الأنظمة السياسية كوظيفة في المجتمعات الصغيرة، أمّا في الوقت الحالي، تهتم الأنثروبولوجيا بشكل أكبر على التغيير والتحولات في الوحدات السياسية في عالم العولمة.
- يُعرف التنظيم السياسي بأنّه القوة التي تشكلها السياسة ، وتؤثر في نتائج المفاوضات، أمّا السياسة فهي عمليات التفاوض التي تحصل بين المجتمعات حول أهداف خاصة، لذلك، تحدد دراسة التحولات السياسية الترابط المهم بين عمليات التغيير الاجتماعي وبين الحياة الفردية، مع الأخذ بعين الاعتبار دور المؤسسات المهم، والتي يتمّ تحليلها بدقة مع تكرار الإجراءات الفردية التي تشكلها وتحولها.