مفهوم الأنثروبولوجيا الاجتماعية وفروعها
مفهوم الأنثروبولوجيا الاجتماعية
إن أصل كلمة Anthropology يعود إلى اللغة اليونانية، وتتكون من مقطعين الأول أنثروبوس Anthropos، ويقصد به الإنسان، أما الثاني فهو لوجوس Locos، ويقصد به علم، وبذلك تعني كلمة الأنثروبولوجيا علم الإنسان، وأطلق عليها علم الأناسة، وفي الموسوعات المتخصصة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، عرفت الأنثروبولوجيا بأنها العلم الذي يدرس الإنسان بوصفه الكائن العضوي الحي الذي يتميز بكونه يعيش في مجتمع تسوده الأنظمة، والقوانين، ويؤثر ويتأثر به.
وبذلك يرتبط علم الإنسان بالمحيط الذي يعيش فيه، فلا يمكن دراسة الإنسان دراسة شاملة بمعزل عن دراسته اجتماعيًا، ولذلك ظهرت الأنثروبولوجيا الاجتماعية كفرع من فروع الأنثروبولوجيا العامة ، وذكر العالم إيفانز بريتشارد في كتابه الأنثروبولوجيا الاجتماعية أن هذا الفرع كان يرتبط بعلم الإثنولوجيا، أي علم دراسة الشعوب، وكان الهدف الأساسي هو دراسة السلوك الاجتماعي الذي يتخذ شكل نظم سياسية واجتماعية، وثقافية، وتجدر الإشارة إلى أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية من العلوم حديثة النشأة وهي وليدة نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين.
فروع الأنثروبولوجيا الاجتماعية
تفرعت الأنثروبولوجيا الاجتماعية إلى العديد من الفروع؛ بسبب التطور العلمي الهائل في الغرب وتحديدًا في أكسفورد، ومن أبرز هذهِ الفروع ما يأتي:
- علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية للشعوب البدائية: وهذا العلم الذي يتناول بالتفصيل حياة الشعوب والأمم قديمة النشأة، والتي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، وكانت الآثار من أهم المصادر التي اعتمدها الباحثون لدراستها، وتستعد هذه الدراسات على معرفة الأصول التاريخية للشعوب الحديثة، ومعرفة مدى التطور الحاصل.
- الأنثروبولوجيا الاجتماعية المقارنة: يهتم هذا الفرع بمقارنة صفات الشعوب ببعضها البعض، وتصنيفها وفقًا لمعايير معينة، وهذا يعد مادة هامة للدراسات الاستراتيجية، ووضع الخطط في الدول الحديثة ، فلرسم سياسة بلد معين لا بد من معرفة الخصائص الأنثروبولوجية والاجتماعية لشعبها.
علاقة الأنثروبولوجيا الاجتماعية بالعلوم الأخرى
ارتبطت الأنثوبولوجيا الاجتماعية بالعديد من العلوم الأخرى، ومن أهم هذه العلوم:
الفلسفة
أكد الباحثون الأنثوبولوجيا عامةً ليست إلا وليدة للفلسفة، فكلاهما يرجع إلى الأصل اليوناني، والفلسفة تدرس نظرة الإنسان إلى الحياة، والوجود، وتهتم بمعرفته لذاته، وذلك لأن البقاء والاستمرار من غرائز الإنسان، مما يترتب عليه ضرورة فهمه لواقعه، ومحيطه، وبذلك تتقاطع الفلسفة مع الأنثروبولوجيا.
علم الاجتماع
يعد علم الاجتماع من العلوم الإنسانية الحديثة، التي ظهرت فـي نهاية القرن التاسع عشر ويعرف بأنه العلم الذي يحاول الوصول إلى القوانين والقواعد التي تفسر الظاهر الاجتماعية، سواء كانت هذه الظاهرة ذات صلة بالواقع المادي المُعاش في مجتمع معين أو بالثقافات الخاصة به.
علم البيولوجيا
يدرس علم الأحياء الخصائص الجسمانية والوراثية للكائنات الحية، أهمها الإنسان، كما يهتم بمعرفة القواعد والأسس التي تخضع لها الكائنات الحية لتغير صفاتها، وهذه الخصائص مهمة لما تؤثره على صفات الشعوب، ومن الناحية النظرية تدرس الأنثروبولوجيا عامةً وفروعها الأخرى إعادة إنتاج الحياة، وتطورها، والحفاظ على النوع البشري، وكلا العلمين مبني على النموذج النظري للتنوع لكن باختصاص مختلف.