مفهوم الأدب الإيروتيكي
تعريف الأدب الإيروتيكي
الأدب الإيروتيكي (بالإنجليزية: Erotic literature) أو الأدب الجنسي، هو أدب يشمل جميع ما يُكتب من موضوعات تتعلق بالحب والجنس؛ إذ توجد مجموعة كبيرة من الأدبيات التي تهتم بمعالجتها من وجهة نظر إنسانية وروحية بحتة، لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط.
ويرى كثير من الأدباء أن الجوانب المادية في الأدب الإيروتيكي تخضع للجوانب الروحية، خاصة عندما يتم التطرق إلى بعض التفاصيل المادية، ومع ذلك فإن هذا النوع من الأدب يوفر كثيرًا من المتعة الجمالية التي تتفوق على المتع الحسية، وإن كانت بعض الجوانب المادية ضرورية لإحياء الجانب الروحي للقارئ أو المتلقي.
البعض الآخر يُطلق على الأدب الإيروتيكي "الأدب الإيحائي" أو "الأدب الجنسي"، وحقيقة إنّ الجزء الأعظم من هذا الأدب كان على مر العصور يتعامل مع العلاقات الإنسانية، التي يمثل الحب والجنس القوى الديناميكية لها، ولكن متى ما خرجت تلك القوة عن سيطرة العمل الأدبي، فإنها تميل إلى الهبوط والانحطاط في مستوى العمل.
وهو ما يطلق عليه الأعمال الإباحية أوالفاحشة؛ إذ يتم التركيز فيها على الحب والجنس، وهو الأمر الذي يثير الاشمئزاز وعدم التقبل في نفوس العامة، على عكس الأعمال الأدبية التي تقل فيها تلك الأمور فنراها تخلق فنًا حسيًا حقيقيًّا.
نشأة مفهوم الأدب الإيروتيكي
كانت نشأة الأدب الإيروتيكي منذ نشوء الحضارات الإنسانية القديمة ؛ إذ كانت الكتابات تُعالج المشاعر الإنسانية من خلال أسلوب حسيّ يميل إلى الشهوانية، واستمر الحال لغاية العصر الحديث.
وصار الأدب الإيروتيكي يعبر عن مجموعة من النصوص التي تكون مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالموضوعات المتعلقة بالجنس والإثارة الجنسية، ولكن يجب التمييز بينه وبين المواد الإباحية، التي تختص بكتابة المشاهد بصورة صريحة، فتخرج من نطاق الإثارة لتدخل في الإباحية المحرمة في جميع الأديان السماوية.
وفي أغلب الأحيان، يستخدم الكتّاب في هذا النوع من الأدب مواردهم المتنوعة وبراعتهم، لكي يتمكنوا من إيصال الفكرة دون الوقوع في المحظور من القول، فقد ارتبطت كل من الإثارة الجنسية والجنس بالكثير من الموضوعات الثقافية، ولعله هو السبب الذي يكمن في عدم مقدرة الأدب على تجاهلها.
وعلى الرغم من أنّ الإثارة الجنسية كانت واحدة من أكثر الأمور الخاضعة للرقابة في الأدب، فإنّه لم يوقف تطورها ووجودها في الأدب، إذ استمرت تنتقل عبر العصور وفي جميع مراحل التاريخ، وكانت على النحو الآتي:
الأدب الإيروتيكي عند الحضارات القديمة
ظهر الأدب الإيروتيكي لأول مرة في مصر القديمة، خاصة عند مطالعة بعض الرسائل المتعلقة بالأمور العاطفية مثل بردية تورين التي كانت تحتوي على الكثير من الإشارات الجنسية مثل الخصوبة والحب وغيرها من الأمور،
إذ كان القدماء المصريّون والبابليّون هم أول من عرفوا الأدب الإيروتيكي، ويبدو أن الإغريق والرومان أخذوا الكثير من الأدب الإيروتيكي منهم؛ فالحضارة الغربية لم تنغمس في الصور والنصوص المثيرة، بل أيضًا أنتجت العديد من الأعمال في هذا المجال.
عرفت الحضارة الهندية هذا النوع من الأدب، فكان كتاب كاماسوترا من أشهر الكتب الهندية في التاريخ التي تضمنت صورًا كثيرة من الأدب الإيروتيكي، كذلك الحضارة اليونانية عرفت الأدب الإيروتيكي من خلال الكتاب الشهير (الفيل) وهو نسخة عن كتاب كاماسوترا الهندي، وكذلك الإغريق القدماء عرفوا هذا النوع من الأدب.
الأدب الإيروتيكي عند العرب
عرف المجتمع العربي الجاهلي والإسلامي وما تلاهما من العهود هذا النوع من الأدب؛ إذ كان الخطاب الفكريّ لا يخلو من الكلام عن الحب والرومانسية والمتعة، وقد شهدت فترة الدولة العباسية هذا الأمر بشكل كبير؛ إذ خصّص علم بأكمله لدراسة الرغبة الجنسية وفن الحب باستخدام مزيج من المفاهيم الدينية، والأفكار الفلسفية، والمصطلحات الطبية.
ظهر كثير من الكتاب الإيروتيكيين من العرب من المسلمين وغير المسلمين، العالم الجليل جلال الدين السيوطي، الذي أصبح يُلقّب بعالم الحب ، ونجم الدين القزويني، الذي ألّف كتابًا أسماه موسوعة المتعة، ولكن لم يستمر الأمر على هذا النحو؛ إذ أصبح الخطاب العام حول هذا النوع من المحرمات في الكثير من المجتمعات العربية، وبات من الصعب الخوض في هذه الموضوعات مراعاة للأعراف والتقاليد وتعاليم الدين الإسلامي.
الأدب الإيروتيكي في العصر الحديث
شهد القرن الثامن عشر خاصة الفترة من (1660- 1830) في أوروبا الغربية ظهور ما بات يُعرف بالأدب الإيروتيكي، وهو الأمر الذي أسّس لانتشار فكرة الإباحية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين؛ إذ ركزت الكثير من الأعمال الأدبية في تلك الفترة على فكرة القوة الجسدية والذكورة والأنوثة والجنس.
ومع ظهور المذهب الرومانسي في أواخر القرن العشرين ازدادت حركة الأدب القائم على المشاعر والرغبة الجنسية، خاصة في الأدب الفرنسي والإنجليزي، إذ لم تعد توجد حدود بين الإيروتيكية القائم على التعبير عن الرغبة وبين الفاحشة وانتهاك المحرمات.
أشكال الأدب الإيروتيكي
يُمكن أن نجد الأدب الإيروتيكي في الكثير من الأعمال الأدبية والفنية، ويتخذ الكثير من الأشكال على النحو الآتي:
- السرد
وهو الطريقة التي يُمكن للقارئ أن يجدها في الروايات والقصص والحكايات.
- الشعر
وهو الطرق الأكثر شيوعًا؛ حيث يستخدمه بعض الشعراء في قصائدهم على اختلاف أنواعها.
- الأعمال الفنية
قد تحتوي بعض الأعمال الفنية على الأدب الإيتروتيكي، مثل: المسرحيات والأعمال الدرامية.
- الكتيبات الصغيرة والمذكرات
وهي عبارة عن كتب صغيرة تُركّز على العديد من الموضوعات الخاصّة بالجنس والحياة الجنسيّة.
أمثلة على شعراء وأدباء انتهجوا مذهب الأدب الإيروتيكي
هنال العديد من الشعراء والأدباء الذين انتهجوا مذهب الإيروتيكي من بين هؤلاء الآتية أسماؤهم:
- الأدباء الغربيون ومنهم:
- كريتيان دي تروا.
- جوتفريد فون ستراسبورغ.
- غيوم دي لوريس.
- جان دي موني.
- دانتي أليغييري.
- ناجي رائد.
- حسن طالب.
- شاكر لعيبي.
- أحمد عبد المعطي حجازي.
- الأدباء الشرقيون ومنهم:
- سعدي يوسف.
- أمجد ناصر.