معنى المروءة لغةً واصطلاحًا
معنى المروءة لغةً
المروءة مصدر (مَرُؤَ)، جمعها (مروءات): وهي آداب نفسانية حسنة تدفع الإنسان للوقوف عند محاسن الأخلاق ، وجميل العادات، والتحلّي بها، وقيل هي كمال الرجولة، فرجلٌ ذو مروءة، يعني رجل ذو أخلاق، ورجولة، ونخوة، وشرف.
وقد جاء في معجم لسان العرب لابن منظور، تحت الجذر (م ر أ): أن المروءة هي كمال الرجولة، وقيل العفة، أو هي ألا تفعل أمرًا في السر تستحي نفسك من فعله أو القيام به في العَلَن أمام الناس.
معنى المروءة اصطلاحًا
قال الماوردي في تعريف المروءة: "هي مراعاة الأحوال التي تكون على أفضلها حتى لا يظهر منها قبيح عن قصد ولا يتوجه إليها ذم باستحقاق".
وقد وصف الماوردي المروءة بصفات، وحددها بشروط، فقال: أن يتعفف المرء عن الحرام، ويبتعد عن الآثام، وأن يحكم بالعدل فيُنصف، ويبتعد عن الظلم فيعدل، وأن لا يعين قويّا على ضعيف، ولا يفضّل أو يؤثر دنيًّا على شريف كريم.
وقال ابن الأبار في تعريفها: هي المحافظة على ما تركه مباح يوجب الذم عرفًا، كترك النعال والمشي حافيًا في بلد يرى المشي دون نعال أمرًا مسقبحًا غريبًا، وعلى ترك ما فعله من مباح يوجب ذمه عُرْفًا، كالأكل في السوق.
أما الفيومي فقال في تعريف اصطلاحها: هي آداب نفسانية تحمل الإنسان على مراعاة الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات.
المروءة في الحديث النبوي الشريف
جاءت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي أشارت ووصفت بعض الصفات التي تتضمنها المروءة، نذكر منها:
عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: "سَألْتُ النبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلم أيُّ الأعمال أفْضًلُ؟ قال: إيمانٌ بالله ، وجهادٌ في سبيلهِ، قُلْتُ: فَأيُّ الرِّقابِ أفضلُ؟ قال: أغلاها ثَمَنًا، وأنفَسُها عِنْدَ أهلِهَا، قُلْتُ: فإن لم أفْعَلْ؟ قال: تُعينُ ضايِعًا، أو تَصْنَعُ لأخْرَقَ، قال: فإنْ لم أفْعَلْ؟ قال: تَدَعُ الناسَ من الشَّرِّ، فإنَّها صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بها على نَفْسِكَ".
وعن صفوان بن سليم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "السّاعي على الأرْمَلَةِ والمِسْكينِ كالمجاهدِ في سبيلِ الله، أو: كالذي يَصومُ النّهارَ ويَقومُ اللّيلَ".
وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى".
أقوال السَّلف في المروءة
وصلتنا عن السلف أقوال كثيرة في المروءة، نذكر منها:
ذكر الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين "أن معاوية رضي الله عنه قد سأل عمرًا رضي الله عنه عن المروءة، فأجابه: تقوى الله، وصلة الرحم ، وسأل المغيرة فقال: هي العفة عما حرم الله تعالى والحرفة فيما أحل الله تعالى، وسأل يزيد فقال: هي الصبر على البلوى والشكر على النعمى والعفو عند المقدرة ".