انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة
انخفاض السكر عند الاطفال حديثي الولادة
يحدث انخفاض أو نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثيّ الولادة (Neonatal hypoglycemia) عندما يكون مستوى السكر في الدم أقل من حاجة الطفل، ويحدث ذلك عندما يقل مستوى السكّر في الدم عن 30 مليغرام/ ديسيلتر في اليوم الأول من ولادة الطفل، أو عندما تكون قيم مستوى السكر في الدم أقل من 45 مليغرام/ ديسيلتر بعد اليوم الأول من ولادة الطفل، ويُشار إلى أنّ مصدر السكّر لدى الجنين خلال الحمل يقتصر على ما يتمّ الحصول عليه من الأم عبر المشيمة، وبعد الولادة يكون مصدر السكر حليب الأم أو الحليب الصناعيّ، كما يمكن للطفل حديث الولادة إنتاج كميّات بسيطة من سكّر الجلوكوز من خلال الكبد، وفي سياق الحديث نذكر أنّ سكّر الجلوكوز هو المصدر الرئيسيّ للطفل للحصول على الطاقة، ويتمّ استهلاك الجزء الأكبر منه لتزويد الدماغ بالطاقة اللازمة، وتبعًا لدراسة سريريّة نُشرت عام 2020 في مجلة الطب الاستوائيّ والصحة (Tropical Medicine and Health journal) فإنّ معدّل انتشار نقص السكر في الدم عند الأطفال حديثيّ الولادة في الأسبوع الأول كان 2.2%.
أسباب انخفاض السكر عند الاطفال حديثي الولادة
توجد مجموعة من الأسباب والاضطرابات الصحيّة التي قد تساهم في الإصابة بانخفاض السكّر عند الأطفال حديثيّ الولادة، ومنها ما يأتي:
- سوء تغذية المرأة الحامل خلال الحمل.
- ارتفاع معدّل الإنسولين لدى المرأة الحامل خلال فترة الحمل نتيجة عدم السيطرة على مرض السكريّ لديها.
- انحلال الدم الوليديّ (Hemolytic disease of the newborn) الشديد الناجم عن عدم تطابق الزمرة الدمويّة بين المرأة الحامل والجنين.
- التشوهات الخلقيّة للجنين.
- ارتفاع نسبة الإنسولين في دم الطفل حديث الولادة نتيجة إصابته ببعض الاضطرابات الصحية مثل وجود ورم في البنكرياس.
- بعض أنواع العدوى، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع العدوى الشديدة وتعفّن الدم ناجمة عن استخدام المرأة الحامل لبعض الأدوية خلال مرحلة الحمل مثل أدوية سلفونيليوريا (Sulphonylurea) المستخدمة في علاج مرض السكريّ.
- انخفاض معدّل الأكسجين لدى الطفل عند الولادة أو ما يُعرَف بالاختناق الوليديّ (Birth asphyxia).
- أمراض الكبد.
- أمراض التمثيل الغذائيّ الخلقيّة أو نقص بعض الهرمونات، ويُشار إلى أنّ بعض هذه الاضطرابات تنتقل بالوراثة.
عوامل خطورة انخفاض السكر عند الاطفال حديثي الولادة
يرتفع خطر الإصابة بانخفاض السكّر لدى الأطفال حديثيّ الولادة نتيجة بعض العوامل، ومنها ما يأتي:
- الولادة المبكّرة.
- معاناة الطفل من أحد أنواع العدوى الشديدة.
- حاجة الطفل حديث الولادة إلى الأكسجين الصناعيّ بعد الولادة بشكلٍ مباشر.
- إصابة المرأة الحامل بمرض السكريّ وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع وزن الجنين عند الولادة.
- نقصان أو زيادة حجم الجنين مقارنةً بالمعدّل الطبيعيّ لعمر الحمل.
- انخفاض سرعة نمو الجنين في الرحم عن المعدّل الطبيعيّ.
أعراض انخفاض السكر عند الاطفال حديثي الولادة
قد لا تظهر أعراض واضحة على الطفل حديث الولادة المصاب بانخفاض سكّر الدم في بعض الحالات، وفيما يأتي بيان بعض الأعراض الشائعة التي قد تصاحب انخفاض سكّر الدم لدى حديثي الولادة:
- النوبات العصبيّة.
- الرجفة.
- انقطاع النفس.
- ظهور جلد الطفل وشفتيه باللون الأزرق.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- عدم اهتمام الطفل بالرضاعة.
- الخمول أو الكسل وانخفاض معدّل حركة الطفل.
- ضعف عضلات الطفل.
قد تتشابه أعراض انخفاض سكّر الدم لدى الأطفال حديثيّ الولادة مع أعراض العديد من الاضطرابات الصحيّة الأخرى، مما يستدعي مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور هذه الأعراض على الطفل.
تشخيص انخفاض السكر عند الاطفال حديثي الولادة
لتشخيص الإصابة بانخفاض السكر عند الاطفال حديثيّ الولادة يقوم الطبيب بوخز كعب القدم للطفل بإبرة خاصة للحصول على عيّنة من الدم وتحليل نسبة السكّر في الدم، وهي من الطرق البسيطة طفيفة التوغل، وفي حال الكشف عن وجود انخفاض في مستوى السكّر في الدم فيقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات المخبريّة الأخرى للكشف عن مسبّب الانخفاض مثل بعض اضطرابات التمثيل الغذائيّ، كما يقوم بمراقبة مستوى السكّر في الدم لدى الطفل لمدّة تتراوح بين 12-24 ساعة للتحقق من استقرار مستوى السكر في الدم.
علاج انخفاض السكر عند الاطفال حديثي الولادة
يعتمد العلاج على صحة الطفل حديث الولادة وعلى عمُر الحمل، وفيما يأتي بيان بعض الخيارات العلاجية:
- تقديم السكّر سريع المفعول للطفل المصاب مثل تحضير محلول من الماء والسكّر.
- تزويد الطفل بالحليب الصناعيّ الذي يحتوي على سكر الجلوكوز.
- تدليك خد الطفل المصاب بجل الجلوكوز في حال العلاج في المستشفى.
- تزويد الطفل بالجلوكوز بشكلٍ مباشر عن طريق أنبوب خاص يتمّ إدخاله من الأنف وصولًا إلى المعدة وهي من الإجراءات التي تتمّ في المستشفى أيضًا.
- تزويد الطفل بالجلوكوز عن طريق الوريد في الحالات الشديدة.
بعد الانتهاء من العلاج يقوم الطبيب بمراقبة مستوى السكّر في الدم لدى الطفل حديث الولادة لمعرفة فيما إذا كان انخفاض السكر في الدم سيحدث مرة أخرى.
ملخص المقال
يُعدّ انخفاض السكّر في الدم عند الأطفال حديثيّ الولادة من الاضطرابات التي قد تصيب الأطفال خلال فترة قصيرة من الولادة، ويرتفع خطر الإصابة به نتيجة بعض العوامل التي ترتبط بفترة الحمل مثل ظروف المرأة الحامل الصحيّة والغذائيّة وبعض ظروف نمو الجنين في الرحم، وتوجد مجموعة من التدابير التي يتمّ اتخاذها في المستشفى عند الكشف عن انخفاض مستوى السكّر في الدم لدى الطفل مع استمرار مراقبة حالته الصحيّة حتى التحقق من استقرار مستوى السكّر في الدم لديه.