معنى الحديث الموضوع
معنى الحديث الموضوع
هو الحديث المكذوب الذي نُسِبَ كذباً واختلاقاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو على من جاء من الصحابة والتابعين من بعده. ويعتبر الحديث الموضوع أكثر الأحاديث الضعيفة شرًا؛ لما فيه من تنسيب عن الرسول، فيصدقه الناس، ويعملون على الاستجابة والتطبيق لما جاء فيه؛ فيدخلون بالدين ما ليس منه.
ويعد الحديث الموضوع من أكثر الأحاديث شرًا أيضًا؛ لأن الكذب فيه هو كذب على الرسول أشرف الخلق، والكذب عنه ليس كالكذب على أي من البشر.
أسباب وضع الحديث
هناك عدة أسباب دفعت الوضَّاعين إلى الإختلاق على الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال وضعهم للأحاديث ونسبتها كذباً إليه منها:
- الأحزاب السياسية
فقد ظهرت عدة أحزاب وفرق، وعمد كل حزب على اختلاق أحاديث تدعم توجهاتهم وأفكارهم ومن ثم نسبها إلى الرسول، لزيادة الحجة لهم.
- التعصب الفقهي والمذهبي
فمن المعروف أنَّ هناك عدة مذاهب في الإسلام ولا سيَّما فيما يتعلق بالمسائل الفقهيَّة فهناك المذهب الحنفي وهناك الشافعي، والحنبلي، والمالكي، فبعض تلاميذ هذه المذاهب تعصَّب لمذهبه وأخذ يضع الأحاديث التي تنتصر لمذهبه على حساب المذهب المقابل.
- الدعاية لبعض الحرف
فبعض الوضَّاعين كان يضع الحديث ترويجًا لحرفته، ومثال ذلك الذي وضع الحديث عن فوائد الهريسة.
- القصاصون
وهم من يجمعون حولهم النَّاس لسرد القصص وينالون بعض الأعطيَّات مقابل ذلك، فكانوا يلجؤون إلى وضع الحديث من باب التسلية وجذب الأسماع.
- التعصُّب القومي
كالتعصب للجنس العربي ضد الفارسي مثلاً أو العكس، فمن ذلك قولهم: (إنَّ كلام الذين حول العرش بالفارسية) ومن يقابلونهم قالوا: (أبغض الكلام إلى الله الفارسيَّة وكلام أهل الجنَّة العربيَّة).
- الجهل في الدين مع إظهار الرغبة في الخير
حيث كان هؤلاء يضعون الحديث في مجال الترغيب والترهيب ولا سيَّما بعد أن رأوا انشغال النَّاس بالدنيا، وكانوا يقولون مبررين فعلهم نحن لا نكذب على الرسول وإنّما نكذب له.
- ومن الأسباب أيضًا التي وضع الحديث لأجلها؛ هو وجود فئات عملت على الدخول للإسلام ليس رغبة به وحبًا له، إنما رغبة بقوته وسلطانه، مع الإخلاص لدينهم السابق، فكان إسلامهم إسلامًا ظاهرًا، باطنه رغبة خفية في إفساد الدين ونسب ما ليس فيه إليه.
- اتباع رغبات السلاطين
فيتم وضع أحاديث عن الرسول عليه السلام فيها دعم لأعمالهم، وسير وفق رغباتهم؛ خوفًا من عقابهم، أو طمعًا ما سيقدمونه لهم.
علامات يُعرف بها الحديث الموضوع
هناك عدة علامات وقرائن يمكن معرفة الحديث الموضوع من خلالها منها:
- علامات في السند
مثل اعتراف الراوي بوضعه الحديث، ووجود قرينة تقوم مقام الاعتراف بالوضع؛ كأن يروي جازماً بالسماع عن شيخ لم يلتقيه أبداً ولم يرحل إليه، أو أن ينفرد راوٍ معروف بالكذب برواية الحديث.
- علامات في المتن
كركاكة اللفظ وضعف تركيبه اللغوي، وفساد المعنى، كالحديث القائل بأن الباذنجان شفاء من كلّ داء. وما يناقض في نصّه نصوص الكتاب أو السنَّة الصحيحة المتواترة أو الإجماع، وهناك طرق وقرائن أخرى لمعرفة وضع الحديث محلها علوم الحديث.
حكم رواية الحديث الموضوع والعمل به
ما عليه إجماع العلماء أنَّه لا يجوز رواية الحديث الموضوع ونسبته إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأيِّ شكل من الأشكال، وكذلك لا يجوز العمل به حتى في مجال الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال، ففي السنَّة الصحيحة ما يسدُّ ويغني عن ذلك بكثير.
إنَّ واجبنا نحو السنَّة النبوية، يُحتِّم علينا العمل على نشرها، والدفاع عنها والانتصار لها، ومن سبل الانتصار للسنة النبوية الشريفة دراسة هذه السنة بمعرفة الحديث الشريف ومعرفة أنواعه، وتمييز صحيحه من ضعيفة.