معلومات عن ذاكرة السمك
طول مدة ذاكرة السمك
يوجد الكثير من الأساطير التي يتداولها الناس بينهم بأن ذاكرة السمك قصيرة وأنها كائنات محدودة الذكاء، ولكن بعد إجراء بعض الاختبارات والتجارب على السمكة الذهبية تم إثبات قدرة الأسماك على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها وتطبيقها بعد مدة من الزمن.
وليس ذلك فقط، فإن الدراسات أثبتت قدرة الأسماك على التعلم؛ مما يساعدها على النجاة والاستمرار بالعيش.
كما أن الشائعة الأكبر أن ذاكرة السمك لا تتجاوز ثلاث ثوانٍ، وقد أثبتت إحدى الدراسات ضمن مجموعة من الاختبارات على السمكة الذهبية أن هذه الشائعة ليس لها أي أساس من الصحة، وأن السمك يمكنه تذكر الأشياء لمدة تتراوح من أربعة إلى خمسة أشهر.
اختلاف ذاكرة السمك باختلاف النوع
إن كل نوع من أنواع السمك له موطن يعيش فيه، ونظام حسي معقد خاص به، فإنه باختلاف نوع السمك تختلف القدرات الحسية له، إذ إن كل نوع يبني خرائط ذهنية نتيجة تجميعه لمعلومات من البيئة المحيطة به؛ مما يساعده في تحديد وجهته المكانية، وتحديد طرق الهروب من الحيوانات المفترسة المحيطة به.
وغالبًا ما تعيش هذه الأنواع من الأسماك في المياه العذبة والمحيطات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن كل نوع من الأسماك لديه بنية دماغية تختلف عن الأنواع الأخرى، واختلاف البنية الدماغية يعتمد على مجموعة الفقاريات التي ينتمي لها النوع، الذي يصنف حسب مستوى التطور للبنية الدماغية، ليس ذلك فقط، فإن الجوانب المورفولوجية، والبيوكيميائية، والبيئية، لكل نوع تؤثر على سعة الذاكرة والقدرة الدماغية له.
السمكة التي لديها أقوى ذاكرة
تتمتع الدلافين بأفضل ذاكرة اجتماعية بين الكائنات غير بشرية، إذ إنها تزيد عن 20 عامًا، وذلك نتيجة لمجموعة من التجارب التي أجريت على ال دولفين ذي الأنف الزجاجي (بالإنجليزية: bottlenose dolphins) ليتبين أن هذا النوع من الدلافين لديه القدرة على تذكر صفارات الدلافين السابقة بعد 20 عامًا من الانفصال، مع العلم أن لكل دولفين صوت صافرة مختلف عن الآخر.
إن الذاكرة الاجتماعية القوية للدلافين تعود لعيشها ضمن مجتمعات الانشطار والاندماج، وهذا يعني أن الدلافين في المجموعة الواحدة قد تتجزأ إلى مجموعات أخرى.
وتعود الدلافين مرة أخرى للتجمع في وقت ما، فاستخدام الصفارات ضروري لإبقاء التواصل مع الدلافين الأخرى؛ لتشكيل علاقات اجتماعية وثيقة بينها، من خلال إجراء المكالمات والقدرة على التواصل مع بعضها بعضًا على مسافات بعيدة.
إمكانية تذكر السمك لوجوه البشر
إن إمكانية تذكر السمك لوجوه البشر أمر حيَّرَ العلماء وأثارَ فضولهم؛ لأن السمك تتمتع بأدمغة بسيطة تفتقر إلى الجزء المتعلق بالتعرف على الوجوه، وذلك كان موضوع بحث العلماء؛ لإيجاد جواب يقيس مدى قدرة الأدمغة البسيطة على القيام بالمهام المعقدة.
وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على أسماك القوس أن لها القدرة على تمييز الوجوه البشرية المألوفة من بين الوجوه المختلفة بدقة مذهلة.
إذ قدّم العلماء صورتين لوجوه بشرية، ودربوا سمكة القوس على اختيار واحدة عن طريق استخدام البصق بنفاثاتها على تلك الصورة، وعند كل اختيار صائب تُكافأ السمكة بقطعة طعام.
وقد تم عرض وجوه جديدة على السمكة وصل عددها إلى 44 وجهًا، وحققت الأسماك نسبة نجاح 81% في اختيار الوجه المألوف خلال التجربة، مما أثبت قدرة السمك على تذكر وجوه البشر المألوفة.